ما الطرق الموصلة لبر الوالدين هو سؤال يجب أن يطرحه على نفسه كل إنسان توَّاق إلى الجنة، فقد أمر الله تعالى بعبادته وعدم الإشراك به ثم ثَنَّى سبحانه وتعالى بالوالدين من بعده مباشرةً؛ وذلك لما لهما من فضلٍ على أبنائهم عميم، ولما لهما من أثرٍ طيب على حياته كان يصعب أن يحظى به لولاهما، فجاءت الآيات والأحاديث تدعم هذا المعنى وتعضده بصورة واضحة وصريحة.
ما الطرق الموصلة لبر الوالدين
إن هذا الذي يتسائل ما الطرق الموصلة لبر الوالدين لهو إنسانٌ شغوفٌ لنيْل رضا والديه الذي هو من رضا الله، فتجده في حياته مطمئن النفس، هادئ البال، ثابت الكيان، يحبه الناس ويدعمونه ويساندونه في كل مواقف حياته، ولكل إنسان يسعى إلى هذه الدرجة فإن عليه اتباع بعض الطرق التي توصله لأن يكون بارًا بوالديه، ومنها:
- الاستعانة بالله على طاعته ثم الـمُضي قُدُمًا في طاعة الوالدين طاعةً عمياء.
- استحضار قول الله تعالى «واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربِّ ارحمهما كما ربياني صغيرًا».
- العلم بأن الله تعالى قد أراد أن يُعلي من قدرهما فأوصى ببرهما أولًا قبل أي أحدٍ كان.
- معرفة فيما عند الله من ثوابٍ عظيم نتيجة لذلك البِرّ، فتتحمس نفسه أكثر لاستجابة أمر الله تعالى.
- الإحسان لهما في كل دقيقٍ وجليل مستحضرين قول الله تعالى «وبالوالدين إحسانًا».
اقرأ أيضاً: بحث عن أسباب وأضرار عقوق الوالدين
حقوق الوالدين
إن تسائلنا ما الطرق الموصلة لبر الوالدين فإننا لابد وأن نعرف ابتداءً حقوقهما علينا حتى يتسنى لنا برهما، فقد كانا لنا سندًا وحمايةً في مراحل الطفولة والصِبا ولابد أن نُعدد تلك الحقوق لمعرفة المزيد عن فضلهما علينا ومنها:
- التودد إليهما وخفض الجناح لهما وإن كان في ذلك مشقة.
- الإنفاق عليهما إن لم يكن لهما مصدر مالي.
- بذل ما نملك لراحتمها والتلذذ بسرورهما.
- التقرب إليهم بالأعمال الصالحة في طاعة الله كاصطحابهما للحج والعمرة.
- استحضار قول النبي –صلى الله عليه وسلم- عن الوالدين «ففهيما فجاهد».
- عدم التردد أو الكسل في استجابة ندائهما خاصةً حين المرض.
فوائد بر الوالدين
لابد وأن لكل عمل تَعَبُدي آثاره الحسنة وميزاته المتعددة في الدنيا قبل الآخرة، وهذا مما لا شك فيه إنما كرمٌ من الله تعالى على عباده، ومن فوائد بر الوالدين في الدنيا والآخرة ما يلي:
- تسهيل الأمور الحياتية على الإنسان البار بوالديه خاصةً في ظل الحياة المتسارعة التي تكثر فيها الصراعات من كل شكلٍ ولوْن .
- اكتساب النفع من دعائهما إذ يتم به تيسير الأحوال والظروف المعيشية للبار بوالديه.
- إيجاد ثمرة البِرّ في الأبناء الذين يروْن أبويهم البارين بأجدادهم فينشأوا على هذا المعنى ويبرون بآبائهم.
- البركة في الأبناء ونشأتهم نشأة صالحة دون بذل عناء كبير من قِبل والديهم البارين بآبائهم.
- طاعة أمر الله تعالى قبل كل شيء الذي أوصى ببرهما مما يؤهلهم لدخول الجنات.
- طاعة أمر النبي –صلى الله عليه وسلم- في توصيته في العديد من الأحاديث ببر الأم والأب.
اقرأ أيضاً: بحث كامل عن بر الوالدين
بعد أن علمنا ما الطرق الموصلة لبر الوالدين فالواجب علينا أولًا البرّ بهما والأمر بالمعروف في هذا الباب تحديدًا للكثير من الأبناء والأصحاب والأقارب، وعلى الأخص في هذا الزمان الذي قلّ فيه هذا المعنى وهذا الاتجاه، وأصبح الأبناء لا يبالون بهذا الأمر ولا يهتمون برغبات آبائهم، فإن استثرنا هذا الشعور في أنفسهم من مدى فائدة برّ الوالدين وأنه أمرٌ كبير وعظيم ينجو صاحبه في الدنيا والآخرة بموعود الله تعالى فإن ذلك سيعود على الأمة الإسلامية جميعًا بالنفع والصلاح العام.