جدول المحتويات
ماذا يحدث في ليلة القدر هو ما قد لا يقدر الإنسان على تصوره، ففي الليل الذي يقومه الناسك المتعبد لله، وكما يكون قلبه حاضراً في الأرض، فالسماء بمن فيها تكون حاضرة على الأرض لتشهد على هذه الليلة العظيمة، وفي مقالنا اليوم عبر موقع مقالاتي سوف نتعرف على ماذا يحدث في ليلة القدر في رمضان في كافة مراحلها من بدايتها إلى نهايتها كما سنتعرف على فضل ليلة القدر والأعمال الواجبة فيها وتوقيتها والحكمة من إخفاء هذا التوقيت وكل ما يخص هذا الموضوع.
ليلة القدر
ليلة القدر هي من أعظم ليالي الشهر الفضيل، ومن أعظم الليالي فضلاً وثواباَ وأجراً عند الله، حيث خصها الله بمزيد من المغفرة والرحمة لما فيها من أحداث دنيوية وسماوية، ومن أعظم ما ورد فيها قوله تعالى في مطلع السورة التي سميت باسمها، إذ قال عز وجل: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}[1]، حيث أنزل القرآن الكريم في هذه الله، فاللهم بلغنا ليلة القدر ولا تحرمنا فضلها.
اقرأ أيضًا: معلومات عن ليلة القدر
ماذا يحدث في ليلة القدر
في ليلة القدر تستعد السماء لاستقبال المؤمنين كما يستعد المؤمن لاستقبالها، وتحدث الكثير من الأمور التي من شأنها أن تعظم هذه الليلة في السماء والأرض، ومن ذلك:
تنزيل الملائكة
إذ قال الله تعالى في كتابه العزيز: {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ}[2]، حيث تنتشر الملائكة غي هذه الليلة بأن ربهم في كل شبر من الأرض، وقال رسول الله -عليه الصلاة والسلام- في نزول الملائكة وعددهم: {إنَّ الملائِكةَ تلْكَ الليلةَ في الأرْضِ أكثَرُ من عدَدِ الحَصَى}[3].
توزيع الأرزاق والآجال
إذ قال الله تعالى في كتابه الحكيم: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ*فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}[4]، وهنا يذكر الله فضل هذه الليلة لما يجري فيها من نزول الملائكة الذي يقومون بتوزيع أرزاق الناس، إضافة إلى كتابة آجال الناس بما في ذلك أعمارهم وصحة أبدانهم وأحوالهم وما قدر الله أن يجزيهم به بما فعلوا في تلك الليلة من أعمال وما نالوه من ثواب وجزاء لذلك.
مغفرة الذنوب
فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}[5]، فجزاء عبادتها يعادل جزاء عبادة ألف شهر، وقد ذكر ثواب مغفرة هذه الليلة في السيرة النبوية الشريفة، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال، أن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- قال: {مَنْ قامَ ليلةَ القدْرِ، إيمانًا واحتِسابًا، غُفِرَ لهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ}[6].
تعميم السلام والأمان
إذ قال الله تعالى في عزيز كتابه: {سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}[7]، فيعم السلام كل الأرض التي وطأت فيها أقدام الملائكة التي نزلت تسجل مقادير الخلائق بما أمر الله، فلا يظلم إنسان ويضام أحد، وهذا ما يجعل السلام يعم الأرض بإذ خالقها وخالق كل شيء
شاهد أيضًا: هل يجوز قيام ليلة القدر في البيت
وقت ليلة القدر
لم يتم تحديد موعد ليلة القدر في السنة النبوية الشريفة ولا حتى في القرآن الكريم، وذلك لحكمة من الله عز وجل، وإنما أمرنا النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام- أن نلتمسها في العشر الأواخر من رمضان المبارك، فعن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: {كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُجَاوِرُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ ويقولُ: تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ}[8].
الحكمة من عدم معرفة وقت ليلة القدر
لقد كان المؤمنون على موعد قريب من معرفة موعد ليلة القدر بعينه، إلا أن حكمة الله شاءت أن يتم رفعها وإخفاؤها عن المسلمين، فعن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- قال: {خَرَجَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِيُخْبِرَنَا بلَيْلَةِ القَدْرِ فَتَلَاحَى رَجُلَانِ مِنَ المُسْلِمِينَ فَقَالَ: خَرَجْتُ لِأُخْبِرَكُمْ بلَيْلَةِ القَدْرِ، فَتَلَاحَى فُلَانٌ وفُلَانٌ، فَرُفِعَتْ وعَسَى أنْ يَكونَ خَيْرًا لَكُمْ، فَالْتَمِسُوهَا في التَّاسِعَةِ، والسَّابِعَةِ، والخَامِسَةِ}[9]، وقضت الحكمة في ذلك أن يسعى الناس في طلبها فيعظم أجرهم بها، ولا يتكاسلوا عن السعي لها.
شاهد أيضًا: هل صلاة ليلة القدر واجبة
علامات ليلة القدر
نحن عباد الله على الأرض لا علم لنا إلا ما علمنا إياه ربنا ونبيه الكريم بما أوحى له الله عز وجل، وما علمناه من علامات هذه الليلة، هو ما ذكره النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام- عنها إذ قال: {إنَّ أمارة ليلةِ القدر أنها صافيةٌ بلجةٌ، كأن فيها قمرًا ساطعًا، ساكنة ضاحيةً لا بَرْدَ فيها ولا حَرَّ، ولا يحلُّ لكوكبٍ أن يُرمى به فيها حتى يصبِحَ، وإن أمارتَها أن الشمس صبيحتَها تخرج مستويةً ليس لها شعاعٌ، مثل القمَرِ البَدرِ، لا يحِلُّ للشيطانِ أن يخرُجَ معها يومئذٍ}[10].
فضل ليلة القدر
إن ليلة القدر هي ليلة العفة والمغفرة، وليلة الرضا من الله عز وجل، وقمة فضل هذه الليلة، ما وعد به الله المؤمنين القائمين ليلهم تاركين ملذاتهم وشهواتهم لينمبوا إلى العبادة الخالصة لوجهه الكريم، وقد ورد في فضل هذه الليلة ما حدثنا به الصحابي أني بن مالك -رضي الله عنه- عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام أنه قال: {إنَّ هذا الشَّهرَ قَد حضرَكُم وفيهِ ليلةٌ خيرٌ مِن ألفِ شَهْرٍ من حُرِمَها فقد حُرِمَ الخيرَ كُلَّهُ ولا يُحرَمُ خيرَها إلَّا محرومٌ}[11]، وفي فضلها أيضاً ما رواه الصحابي الجليل أبي هريرة -رضي الله عنه- عن حضرة المصطفى أنه قال: {مَنْ قامَ ليلةَ القدْرِ، إيمانًا واحتِسابًا، غُفِرَ لهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ}[6].
شاهد أيضًا: من خصائص شهر رمضان أنه فيه ليلة القدر
أعمال ليلة القدر
إن أعمال ليلة القدر كلها تتلخص في كافة أنواع العبادات الخالصة إلى الله تعالى، فمن أراد أن يفوز بهذه الليلة العظيمة، فعليه أن يقوم ليلها بالصلاة من أولها وحتى مطلع الفجر، ويكثر فيها من الصدقات وصلة الرحم والتزكية عن نفسه وماله وعياله، وأن يقرأ القرآن بقلب حاضر وبتمعن، وأن يكثر من الحمد لله على نعمه، ويتضرع لله في كل خطوة وعمل يقوم به، ويكبر في هذه الليلة ويهلل ويسبح بحمد ربه ويذكر، ولا ينسى الدعاء فيها فالدعاء بركة.
وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان ماذا يحدث في ليلة القدر، والذي تعرفنا من خلاله على ماذا يحدث في ليلة القدر في رمضان في كافة مراحلها من بدايتها إلى نهايتها، كما تعرفنا على فضل ليلة القدر وعلاماتها والأعمال الواجبة فيها وتوقيتها والحكمة من إخفاء هذا التوقيت.
المراجع
- ^ سورة القدر , الآية 1
- ^ سورة القدر , الآية 4
- ^ صحيح الجامع , أبي هريرة، 5473، حسن
- ^ سورة الدخان , الآيتان 3 و 4
- ^ سورة القدر , الآيتان 2 و 3
- ^ صحيح الجامع , أبو هريرة، الألباني، 6441، صحيح
- ^ سورة القدر , الآية 5
- ^ صحيح البخاري , عائشة أم المؤمنين، البخاري، 2020، صحيح
- ^ صحيح البخاري , عبادة بن الصامت، البخاري، 2023، صحيح
- ^ مجمع الزوائد , عبادة بن الصامت، الهيثمي، 3/178، رجاله ثقات
- ^ صحيح ابن ماجه , أنس بن مالك، الألباني، 1341، صحيح