لماذا رفعت معرفة ليلة القدر

لماذا رفعت معرفة ليلة القدر هو من الأسئلة التي تتبادر إلى ذهن أي إنسان مترقب لهذه الليلة، لما لها من خير كبير وما تحمله من ثواب ومغفرة عظيمة بأمر الله، والتي لم يتم تحديد يوم بعينه لها، وإنما رفع هذا العلم إلى السماء بأمر من الله عز وجل، وفي مقالنا اليوم عبر موقع مقالاتي سوف نتعرف على سبب رفع معرفة ليلة القدر والحكمة من ذلك بعد أن نتعرف على ليلة القدر وفضلها وعلاماتها وكل ما يخصها.

ليلة القدر

ليلة القدر هي إحدى الليالي المباركة ذات المقام المحمود عند الله عز وجل، والتي ذكرها الله تعالى في سورة حملت اسمها، إذ قال الله تعالى في بدايتها: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}[1]، وتعد ليلة القدر من الليالي التي المختلف عليها من حيث موعدها وتسميتها، وذلك وفق الاستبيان التالي:

تسمية ليلة القدر

في آراء العلماء، منهم من قال إنها سميت بذلك لقدرها العظيم، ومنهم من قال إنها سميت بس قد الضيق الذي يحل بالأرض لكثرة الملائكة التي تنزل في هذا اليوم، ومنهم من قال إنها الليلة التي تقدر بها أعمال السنة للمؤمن فسميت بذلك، ومنهم من نسبها إلى القدر في العبادة والقدر في الأجدر ومقدار الليلة وغير ذلك.

وقت ليلة القدر

هناك خلاف على موعد ليلة القدر من حيث أن معرفة ليلة القدر رفع إلى السماء، وأما عن موعدها كما ورد عن النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام- وأهل بيته، ما روته أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنه {كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُجَاوِرُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ ويقولُ: تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ}[2].

اقرأ أيضًا: معلومات عن ليلة القدر

لماذا رفعت معرفة ليلة القدر

رفعت معرفة ليلة القدر بسبب مشيئة الله أن ترفع بعد أن اختلف رجلان ممن كانوا في انتظار خروج النبي ليخبرهم موعدها، وفي دليل ذلك، ما رواه الصحابي عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- فيما حدث عندما خرج المصطفى ليخبر صحابته في وقت ليلة القدر، إذ قال: {خَرَجَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِيُخْبِرَنَا بلَيْلَةِ القَدْرِ فَتَلَاحَى رَجُلَانِ مِنَ المُسْلِمِينَ فَقَالَ: خَرَجْتُ لِأُخْبِرَكُمْ بلَيْلَةِ القَدْرِ، فَتَلَاحَى فُلَانٌ وفُلَانٌ، فَرُفِعَتْ وعَسَى أنْ يَكونَ خَيْرًا لَكُمْ، فَالْتَمِسُوهَا في التَّاسِعَةِ، والسَّابِعَةِ، والخَامِسَةِ}[3]، فقد صدق النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام- فيما قال وما أُمِر من الله عز وجل. 

شاهد أيضًا: من خصائص شهر رمضان أنه فيه ليلة القدر

شرح حديث فتلاحى رجلان من المسلمين

لقد تم التوسع في شرح هذا الحديث في موقع الدرر السنية وفق ما أوتوا من علم بالشيء عما جرى في تلك الحادثة، والتي جاءت وفق الآتي:[4]

وفي هذا الحَديثِ يَروي عُبادةُ بنُ الصامتِ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خرَجَ يَومًا ليُخبِرَ الصَّحابةَ رَضيَ اللهُ عنهم بوَقتِ لَيلةِ القدْرِ ويُعيِّنُها لهم، فوجَد رجُلينِ يَتخاصَمانِ ويَتنازَعانِ، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنِّي خرَجْتُ لأُخبِرَكم بلَيلةِ القدرِ أيُّ ليلةٍ هي، فوجَدتُ رجُلينِ يَتخاصَمانِ، فرُفِع عِلمُها ومِيقاتُها، فحُرِموا به بَركةَ لَيلةِ القدْرِ، وإلَّا فهي باقيةٌ إلى يومِ القِيامةِ. ثمَّ قال: وعسَى أنْ يكونَ في رفْعِها وإبهامِ تَعيينِها خَيرٌ لكم.

الحكمة من عدم تحديد ليلة القدر

عندما خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- ووجد الرجلين يتنازعان، أمر الله بحرمانهم من فضل وبركة معرفة موعد ليلة القدر، وانطوى ذلك على حكمة كبيرة، وذلك ليزيدوا من بذلهم للجهد والاجتهاد في طلبها، ليكون في ذلك عقاب وثواب، فالعقاب على ما تناحر به الرجلان في أمر قضاه الله، أما الثواب والأجر هو في السعي لالتماسها، وهذا ينطوي على حكمة ربهم التي قضت بأن تعليمهم بموعدها يجعلهم ينقصون من هممهم في السعي لها كونها أصبحت معلومة، مما يقلل من عملهم وثوابهم[4].

فضل ليلة القدر

فضل ليلة القدر عظيم للغاية، ويمكن تلخيص أهم معالم الفضل فيها بقول الله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}[5]، ويتلخص فضلها في النقاط التالية:

• تنزيل القرآن الكريم في هذه الليلة.
• ليلة الخير فقد وصفها الله بأنها خير من ألف شهر.
• تتنزل فيها الملائكة على الأرض ليحصوا أجر القائمين ليلهم فيها، فلا يكون هناك مكان إلا وفيه ملائكة.
• ليلة السلام فيها على الملائكة التي تعم الموقف على الأرض، وما في ذلك من رحمة ومغفرة لا حدود لها.

العلامات المميزة لليلة القدر إسلام ويب

فيما يلي نقدم ما ذكره العلماء في موقع إسلام ويب في الفتوى رقم 6198، عن العلامات المميزة لليلة القدر، والتي جاءت كالآتي:[6]

فأما العلامات التي في أثنائها فمنها ما رواه أحمد من حديث عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إن أمارة ليلة القدر أنها صافية بلجة كأن فيها قمراً ساطعاً ، ساكنة ساجية، لا برد فيها ولا حر، ولا يحل لكوكب أن يرمى به فيها حتى تصبح” ومنها ما أخرجه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: تذاكرنا ليلة القدر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: “أيكم يذكر حين طلع القمر وهو مثل شق جفنة” قال بعض العلماء: فيه إشارة إلى أنها تكون في أواخر الشهر، لأن القمر لا يكون كذلك عند طلوعه إلا في أواخر الشهر.وأما العلامة التي تأتي بعد انقضائها فهي: أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها كما ثبت ذلك في الحديث الذي رواه مسلم عن أبي بن كعب.فكأن الشمس يومئذ لغلبة نور تلك الليلة على ضوئها، تطلع غير ناشرة أشعتها في نظر العيون. أفاده النووي في شرح مسلم.والله أعلم.

شاهد أيضًا: خطبة عن فضل العشر الاواخر من رمضان وليلة القدر

أعمال ليلة القدر

أعمال ليلة القدر لها فضل عظيم لما لها من حسنات عظيمة، وتعد ليلة القدر من الليالي التي يجب إحياء الذكر فيها لتكون فيها العبادة خالصة إلى الله بأشكال مختلفة كون العبد يكون قريباً من ربه في هذه الليلة، ومن هذه الأعمال:

• تبدأ هذه الليلة بالصلاة وقيام الليل، فالصلاة من أعظم مظاهر العبادة التي يتجلى فيها الخشوع لوجه الله.
• قراءة القرآن الكريم، فهو كلام الله الذي يحدد شرعنا الذي نسير وفقه وينهانا عن الفحشاء والمنكر.
• التسبيح والحمد وقراءة الأذكار، إضافة إلى الدعاء، فالدعاء فيها هو مدعاة للاستجابة المؤكدة.
• الاعتكاف في هذه الليلة أو العشر الأواخر من رمضان.

وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان لماذا رفعت معرفة ليلة القدر، والذي تعرفنا من خلاله على سبب رفع معرفة ليلة القدر والحكمة من هذا وشرح الحديث الذي ورد فيه ذلك، بعد أن نتعرف على ليلة القدر وفضلها وعلاماتها المميزة وأعمال المؤمنين فيها.