جدول المحتويات
قصيدة لزهير بن كعب من أشهر القصائد في مدح الرسول الذي يعد أحد الشعراء المخضرمين الذين تزامن وجودهم في كل من عصر الجاهلية، وأثناء الدعوة للإسلام، وقد قام زهير بن كعب في بداية نشر الدعوة للإسلام بنظم قصيدة هجاء في حق الرسول الكريم والتي أقر على إثرها بإهدار دمه.
قصيدة لزهير بن كعب من أشهر القصائد في مدح الرسول
تعد قصيدة لزهير بن كعب من أشهر القصائد في مدح الرسول هي قصيدة البردة، والتي كتبها زهير بن كعب كنوع من التوسل والاعتذار للرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، وقد اشتملت مقدمة القصيدة على الغزل بالإضافة لوصفه ناقته التي قامت بتوصيله للمكان الذي يرغب به، كما تضمنت القصيدة تقديم الاعتذار ومدح النبي الكريم.
شاهد أيضاً: قصيدة مدح في رجل شهم
سبب كتابة قصيدة مدح الرسول
كان زهير بن كعب أحد الشعراء المعاصرين للجاهلية والإسلام، وقد أهدر النبي دمه عقب كتابته قصيدة هجاء عن النبي، وحينها هرب زهير لطلب النصرة من العديد من القبائل ولكن رفضوا جميعهم نصرته، وهنا طلب منه شقيقه أن يذهب للرسول الكريم ويطلب منه الأمان ويتوب بين يديه ويعتنق الإسلام، وذهب زهير بن كعب بالفعل إلى المدينة ليلتقي الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، واستقبله أبو بكر ليقابل النبي عقب صلاة الفجر، وقد أخبر أبي بكر النبي أن ذلك الرجل الملثم يود أن يبايعك على الإسلام، وبسط النبي يده لذلك الرجل وحينها كشف الرجل عن وجهه، وقال له أنا زهير بن كعب وأطلب منك الأمان، وقام النبي بتأمينه بالفعل، عقب ذلك الموقف واعتناق زهير بن كعب الإسلام، قام بكتابة قصيدة البردة والتي كان مطلعها ” بانت سعاد”.
شاهد أيضاً: قصائد عن اليوم الوطني .. اجمل شعر عن اليوم الوطني 90
قصيدة مدح الرسول لزهير بن كعب
قام زهير بن كعب بنظم قصيدة البردة في مدح الرسول الكريم والتي كان نصها كما يلي:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول مـتـيّم إثــرهـــا لــم يجز مكبولُ
وما سعاد غداة البين إذ رحــلــوا إلّا أغنّ غضيض الطّرف مكحولُ
وآمــل أن تــــــدنـــو مــودتـهـا ومـــا إخـــال لــديـنــا مـنـكِ تـنـويــلُ
يتحدث الشاعر في هذه الأبيات عن سعاد التي هجرته ولم تصن الوعد بينهما، وشبه عيناها بالغزال كحيل العين.
أمست سعادُ بأرضٍ لا يُبلّغها إلا العِتاقُ النجيباتُ المراسيلُ.
ولــن يُـبــلّغــهـــا إلا عُـذافرةُ فيها على الأين إرقالُ وتبغيــلُ.
غلباءُ، وجناءُ، علكوم، مُذكرة فـي دفها سَعةُ قُدّامُهــا مِيــلُ.
قام زهير بن كعب في تلك الأبيات بوصف ناقته، حيث وصفها بالشدة والغلظة، وأنها تجول في الصحراء بكل قوة ولا تشعر بالحر أو الكلل.
وقــال كــل صـديــق كنت آمله لا أُلهينك إني عنك مشغولُ.
فقلتُ: خلوا سبيلي لا أبا لكمُ فـكل ما قدر الرحمن مفعولُ.
يتحدث زهير بن كعب في تلك الأبيات عن حاله عندما لجأ للقبائل الصديقة يطلب الاستغاثة والأمان وتخلوا جميعهم عنه، وقرر أن يذهب إلى الرسول ويتقبل قضاء الله كما قدره الله له.
نُــبــئـتُ أن رســول الله أوعـــدنــي والعفو عـنــد رســولِ الله مأمول.
مهلًا هـداك الــذي أعطـاك نـافـلـة الـقـرآن فـيـها مواعيظ وتفصيل.
لا تأخذني بأقوال الوشاة ولم أذنب ولو كـثـرت فــيّ الأقــاويـلُ.
إني أقول مـقـــامًــا لا يــقــوم لــه أرى وأسمع ما لو يسـمـعِ الـفـيـلُ.
حـتى وضـعـت يمينـي مـا أنازعها في كف ذي النقمات قوله القـيــلً.
من خادرٍ من ليوثُ الأسدِ مسكنهُ مــن بــطـنِ عـثّـر غـيـلُ دون غـيـلُ.
يطلب الشاعر في هذه الأبيات العفو والسماح من الرسول الكريم، كما تحدث عن خوفه وقلقه من هيبة ذلك الموقف ومقابلة النبي.
إنّ الــرســولَ لـنـورُ يـسـتـضـاء به مــهـنـدُ مـن سـيـوف الله مـسـلولُ
وصف الشاعر الرسول بأنه نور، ويقال أنه حين سمع ذلك البيت، فقد خلع بردته ووضعها على كتف زهير كدليل عن العفو والسماح، وظلت تلك البردة مع زهير وتوارثها الأبناء والأحفاد حتى قام معاوية بن سفيان بشرائها ب 20 ألف درهم.
شاهد أيضاً: أفضل ما قاله الشعراء عن المملكة العربية السعودية
بهذا فقد تم الإجابة عن قصيدة لزهير بن كعب من أشهر القصائد في مدح الرسول، والتي كانت قصيدة البردة، وقد تم عرض نبذة عن حياة الشاعر، والأسباب التي دفعته لكتابة تلك القصيدة والموقف الخاص بها مع النبي الكريم.