فضل من مات يوم الجمعة وماذا يحدث للميت فيه

فضل من مات يوم الجمعة وماذا يحدث للميت فيه ذلك اليوم إلى فضّله الله -تبارك وتعالى- على أيام السنة كلها، فهل يُمكن أن يكون لمَن مات في هذا اليوم أفضلية على مَن مات في غيره من الأيام؛ لذلك فإنّ موقع مقالاتي سيأتي بالحديث عن فضل هذا اليوم لمن مات فيه وما هي أقوال علماء أهل السنة والجماعة في المسألة، وسيُشار إلى علامات حسن الخاتمة كما وردت في الشريعة الإسلامية.

الموت يوم الجمعة

لقد فضّل الله -تبارك وتعالى- يوم الجمعة على غيره من الأيام، وقد برز ذلك في أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومن بينها حديث النبي -عليه السلام- والسلام الذي قال فيه: “أضَلَّ اللَّهُ عَنِ الجُمُعَةِ مَن كانَ قَبْلَنا، فَكانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ، وكانَ لِلنَّصارَى يَوْمُ الأحَدِ، فَجاءَ اللَّهُ بنا، فَهَدانا اللَّهُ لِيَومِ الجُمُعَةِ، فَجَعَلَ الجُمُعَةَ، والسَّبْتَ، والأحَدَ، وكَذلكَ هُمْ تَبَعٌ لنا يَومَ القِيامَةِ، نَحْنُ الآخِرُونَ مِن أهْلِ الدُّنْيا، والأوَّلُونَ يَومَ القِيامَةِ، المَقْضِيُّ لهمْ قَبْلَ الخَلائِقِ. وفي رِوايَةٍ: المَقْضِيُّ بيْنَهُمْ. [وفي رواية]: هُدِينا إلى الجُمُعَةِ، وأَضَلَّ اللَّهُ عَنْها مَن كانَ قَبْلَنا”،[1] لذلك فقد اعتُقد أنّ للموت في يوم الجمعة أفضلية عن الموت في غير أيام، وقد رأى بعض من العلماء ذلك.

اقرأ أيضًا: صحة حديث من مات يوم الجمعة

فضل من مات يوم الجمعة

اختلف العلماء في مسألة فضل الموت في يوم الجمعة، إذ يوم الجمعة هو سيد الأيام، وقد عظم شأنه الله -تبارك وتعالى- فجعل فيه ساعة لا تردّ الدعوة فيها، لذلك فقد ظنّ عامة المسلمين أنّ الموت في هذا اليوم له فضل على غيره، وأيد ذلك حديث نبوي شريف، وأنكر بعض العلماء ذلك الحديث، وورد في فضل مَن مات يوم الجمعة أنّه ينجو من عذاب القبر، وقد روي في ذلك عن عبد الله بن عمرو أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “مَن ماتَ يومَ الجُمعةِ أو ليلةَ الجمعةِ، وُقِيَ فِتنةَ القبرِ”،[2] وهذا الحديث يدل على أفضلية الموت في هذا اليوم.

اقرأ أيضًا: سنن يوم الجمعة

ماذا يحدث للميت في يوم الجمعة

لقد ذكر الحكيم الترمذي فيما يحدث للميت الذي يموت يوم الجمعة: “ومن مات يوم الجمعة، فقد انكشف له الغطاء عما له عند الله، لأن يوم الجمعة لا تسجر فيه جهنم، وتغلق أبوابها، ولا يعمل سلطان النار فيه ما يعمل في سائر الأيام، فإذا قبض الله عبدا من عبيده، فوافق قبضه يوم الجمعة كان ذلك دليلا لسعادته وحسن مآبه”، والله أعلم.[3]

اقرأ أيضًا: ما هو فضل الصلاة على النبي يوم الجمعة

من مات يوم الجمعة ابن باز

ذكر ابن باز في فتوى له عدم أفضلية مَن مات يوم الجمعة وهو لا يشكل فرقًا عمّن مات يوم الأحد أو السبت أو الثلاثاء، إذ فرق اليوم لا يعني شيئًا، ونصّ فتواه كانت هي:[4]

“ليس هناك دليل، الأحاديث التي وردت في الجمعة أحاديث كلها غير صحيحة، لكن يرجى له إذا مات على أثر صوم وأثر عبادة يرجى له الخير، وأما أنه إذا مات في رمضان، أو مات في الجمعة، ينجو من العذاب، لا، بل هذا إلى الله تعالى، إن مات على استقامة فله الجنة والكرامة، وإن مات على معاصي فهو على خطر، ويدعى له بالمغفرة والرحمة”.

اقرأ أيضًا: حديث شريف عن صلاة الجمعة

من مات يوم الخميس ودفن الجمعة

لم يُذكر شيئاً عن فضل مَن مات يوم الخميس، ودفن يوم الجمعة، وإنّما خلاف العلماء كان على مَن مات يوم الجمعة فبعضهم قال بصحة حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي يقضي بعدم فتنة الميت في القبر، وبعضهم قال بعدم صحة ذلك الحديث، فالله أعلم بالصواب.[3]

اقرأ أيضًا: أحكام الجمعة

هل الموت يوم الجمعة حسن خاتمة؟

إن موت المسلم يوم الجمعة أو ليلتها هو من حسن الخاتمة بإذن الله تعالى، إذ ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ، إِلاَّ وَقَاهُ اللَّهُ فِتْنَةَ الْقَبْرِ، وقد حدد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المسلم بأنّه مَن سلم المسلمون من لسانه ويده.[5]

اقرأ أيضًا: فضائل وأحكام يوم الجمعه

هل الموت يوم الجمعة ينجي من عذاب القبر؟

اختلف علماء أهل السنة والجماعة في مسألة الموت يوم الجمعة هل يُنجي من عذاب القبر أم لا، فذهب بعضهم إلى أنّه ينجي وهم مَن قالوا بصحة الحديث الشريف، وأمّا القول الثاني، فقد ضعّف الحديث، وقالوا إن الموت يوم الجمعة لا يُقدم ولا يؤخر ولا ينجي من عذاب القبر.[3]

اقرأ أيضًا: كم عدد ركعات صلاة الجمعة

علامات حُسن الخاتمة

من علامات حسن الخاتمة التي ذكرت في السنة الشريفة:[5]

• النطق بالشهادتين: إنّ من علامات حسن الخاتمة هو أن ينطق المسلم بالشهادتين، فقد ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّ مَنْ كَانَ آخِرُ كَلاَمِهِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ.
• عرق الجبين: إنّ من علامات حسن الخاتمة بإذن الله هو عرق الجبين في أثناء الاحتضار.
• الموت ليلة الجمعة، أو في نهارها: إنّ من علامات حسن الخاتمة أن يموت المسلم في يوم الجمعة، أو في ليلة الجمعة.
• الموت في ساحة القتال: إنّ من علامة حسن الخاتمة أن يموت المسلم في ساحة القتال، إذ يعد ذلك له شهادة.

مقالات مقترحة

نرشح لكم أيضًا قراءة المقالات التالية:

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال فضل من مات يوم الجمعة وماذا يحدث للميت فيه وذكرنا رأي علماء أهل السنة والجماعة في المسألة وأضأنا على بعض العلامات التي تعد إشارة لحسن الخاتمة، وفصلنا في الموت يوم الجمعة وما فضيلته.