ما هو فضل ليلة القدر وعلاماتها

ما هو فضل ليلة القدر وعلاماتها؟ يتميز الإسلام عن غيره من الأديان الأخرى بكثير من الشعائر، التي خصها الله جل وعلا بالمسلمين، ولعل أكثرها تميزا شهر رمضان المبارك، وفيه ليلة القدر،وبالتزامن مع اقترابنا من إحياء هذه الليلة المباركة هناك كثير من الأسئلة حولها من إحيائها، وثبوتها، ومن خلال موقع مقالاتي سوف نتعرف على فضائل ليلة القدر وعلاماتها إضافة إلى كل ما يتعلق بها من أمور.

تعريف ليلة القدر

ليلة القدر مصطلح مؤلف من لفظين، الأول هو ليلة ويعرف الليل أنه الوقت الممتد من غياب الشمس حتى أذان الفجر، أما الثاني هو القدر، لفظ له معان متعددة، قد يرد لفظ القدر بمعنى المكانة المشرفة والمعظمة، فهي ليلة نزول القرآن، وقد يرد بمعنى القضاء والحكم، كون هذه الليلة تكتب الملائكة أقدار الناس لعام كامل بأمر من الله (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ*فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ*أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ)، وقد ترد بمعنى الرزق.[1]

شاهد أيضًا: معلومات عن ليلة القدر

ما هو فضل ليلة القدر وعلاماتها

ثواب صيامها يعادل بالثواب ألف شهر، من الليالي المباركة، والمحببة إلى الله تعالى، يستجيب بها الدعاء، ويعاقب على هجرها أشد العقاب، فيما يلي سنتحدث عن فضل هذه الليلة المباركة، وما هي علاماتها:[1]

فضل ليلة القدر

تتميز ليلة القدر بالكثير من الفضائل نذكر منها على سبيل المثال ولا الحصر:

• نزول القرآن فيها: في هذه الليلة المباركة نزل الوحي على النبي.محمد صلى الله عليه وسلام بالقرآن الكريم، هذا ما يدل على علو منزلتها، قال تعالى سورة الآية 1: {إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}.
• ليلة مباركة: ليلة عظيمة مليئة بالأجر والثواب لمن يؤديها.
• يقدر فيها ما هو كائن في السنة : في ليلة القدر يكتب الله مقادير الخلائق لعام، يكتب الأحياء والأمهات، الناجون والهالكون، والعزيز والذليل وكل ما أرده في العام المقبل، قوله تعالى في سورة الدخان الآية 4_5: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ}.
• ليلة سلام : ليلة خالية من الشرور وتمتلئ بالسكيأنة والطمأنينة حتى شروق الشمس قوله تعالى في سورة القدر الآية 5: {سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}.
• يغفر فيها الذنوب: من قام ليلة القدر محتسباً أجره من الله، صفح وعنه وغفر له ذنوبه.

شاهد أيضًا: خطبة عن فضل العشر الاواخر من رمضان وليلة 

 علامات ليلة القدر

لليلة القدر المباركة علامات تميزها عن غيرها من الليال الأخرى نذكر منها:

• الشمس: وفيها تظهر الشمس وكأنها البدر، مضيئة، مستوية، لا شعاع لها، روى أبي بن كعب عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله {أنها تطلع يومئذ لا شعاع لها}.
• طقسها المعتدل: تتصف ليلة القدر بسكونها، وخلوها من الرياح والعواصف، وقال الرسول في وصف طقس ليلة القدر: {إني كنتُ أُرِيتُ ليلةَ القَدْرِ ، ثم نُسِّيتُها وهي في العَشْرِ الأَوَاخِرِ من ليلتِها ، وهي ليلةٌ طَلْقَةٌ بَلْجَةٌ لا حارَّةٌ ولا باردةٌ}.
• الراحة النفسية: في ليلة القدر ينشرح صدر الإنسان أكثر من أي وقت آخر، يكون متحمسا لأداء العبادات وفعل الخير.

شاهد أيضًا: سبب تسمية ليلة القدر بهذا الاسم

أعمال ليلة القدر

يستغل المسلم ليلة القدر، هذه الليلة الفضيلة المباركة، بالعبادة والتقرب من الله سبحانه وتعالى بالصلاة والإلحاح عليه بالدعاء، فيما يلي نذكر أحب الأعمال على المسلم في ليلة القدر:[2]

• القيام: حث الحبيب المصطفى على قيام ليلة القدر، والأولى على العبد أن يصلي عشرة واثنتي عشرة ويوتر بواحدة اقتداء بالرسول، بنية متجهة لمرضاة الله، طامعا بغفرانه، وله ذلك بإذن الله.
• قراءة القرآن: من الأمور المحببة في إحياء ليلة القدر الإكثار من قراءة القرآن والدعاء، هنيئا لمن استطاع ختم القرآن في ليلة القدر.
• الاستعداد لإحيائها: يتهيأ المسلم لإحياء ليلة القدر من الفجر، ويكثر من عمل الخير بها لما له من عظيم الثواب، يحرص على صلاته ونوافلها، وعلى بر والديه، وتعجيل فطوره.

إثبات وجود ليلة القدر

ليلة القدر ليلة ثابتة حتى قيام الساعة، حثنا نبينا محمد على إدراك وقتها، قيامها، والسؤال في أي الأيام من رمضان هي، روت أم المؤمنين عائشة عن الرسول أن ليلة القدر في الثلث الأخير من شهر رمضان:[3] {أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قَالَ: تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في الوِتْرِ، مِنَ العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ.}[4]

وقد اتفق جمهور العلماء أن ليلة القدر هي في شهر رمضان، ومن حديث الرسول استدلوا أنها في العشر الأواخر من رمضان

قوله تعالى في سورة القدر الآية 1: إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ).[5]

كما أنه ورد حديث نبوي شريف رواه عبد الله بن عباس: {أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قَالَ: التَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ لَيْلَةَ القَدْرِ، في تَاسِعَةٍ تَبْقَى، في سَابِعَةٍ تَبْقَى، في خَامِسَةٍ تَبْقَى}. أخرجه من أفراد البخاري على مسلم [6]

الحكمة من إخفاء ليلة القدر

ليلة القدر هي في الأيام العشرة الأخيرة من رمضان، في أيام العتق من النار، والغاية من عدم تحديدها ليعامل المسلم كل الليالي على أنها ليلة القدر، إضافة كيلا يعاقب شديد العقاب فيما لو ارتكب إثما في هذه الليلة وهو يعلم أنها ليلة القدر، فالله بليغ الثواب لمن أحياها، وكذلك شديد العقاب لمن ارتكب المعاصي بها، وبذلك يحصل العبد على ثواب إحياء ليلة القدر باجتهاده.[7]

وبذلك نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا الذي تحدثنا به عن فضل ليلة القدر وعلاماتها، وكل ما يتعلق بها بالتفصيل، تعريفها، عمل المسلم بها، ثبوتها، والحكمة من إخفائها.