خطبة عن فضل عرفة والعيد مكتوبة

خطبة عن فضل عرفة والعيد مكتوبة، ففي هذه الأيام المباركة التي نحن فيها الآن، لا بد من وعظ الناس وتذكيرهم بالفضل المترتب عليها، حتى لا يغفلوا عن الفضل والمنة التي خص بها الله تعالى هذه الأيام الفضيلة، وهذا يقع على عاتق علماء الأمة وخطباء المساجد من على منابرهم التي كانت منبر الوعظ والإرشاد للنبي -عليه الصلاة والسلام- لأمة المسلمين جميعاً، وفي مقالنا اليوم عبر موقع مقالاتي سوف نقدم خطبة عن يوم عرفة وعيد الأضحى وفضل هذه الأيام المباركة.

مقدمة خطبة عن فضل عرفة والعيد

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير المرسلين، سيدنا وشفيع أمتنا الهادي الأمين، والحمد لله الذي جعل لنا الإسلام هو الدين، وأتمه علينا نعمته ولم يجعلنا من المغضوب عليهم والضالين، والحمد لله الذي اصطفانا من خلقه وهدانا إلى صراطه المستقيم، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، فمن يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وسلام على المرسلين ومن اتبع الهدى من الصالحين، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن محمداً عبده ورسوله، وأما بعد:

اقرأ أيضًا: خطبة جمعة عن يوم عرفة ويوم النحر مكتوبة

خطبة عن فضل عرفة والعيد

الخطبة التي يلقيها الخطيب يوم الجمعة على المصلين تتكون من خطبتين ملأهما الوعظ والإرشاد من بدايتهما بالحمد والثناء، وحتى نهايتهما بالدعاء للمسلمين والأمة جمعاء، واستبيان هذه الخطبة عن موضوعنا هذا يكون وفق الآتي:

الخطبة الأولى عن فضل عرفة والعيد

إخوتي في الله، إن من صفات ربنا ورب العالمين جميعاً الرحمة والمغفرة، التي تتجلى بأبهى صورها فيما جعله لنا من أيام فضيلة، يفتح فيها أبواب رحمته على مصراعيها، لعباده الصالحين التائبين الطائعين لأمره عز وجل، ومن أفضل الأيام المباركة القادمين عليها يأتي يوم عرفة، هذا اليوم الذي يعم بفضله المسلمين جميعاً في مشارق الأرض ومغربها، سواء ممن تفضل الله عليهم، وكانوا من الحجاج الذين وقفوا في صعيد عرفات، أو من عداهم، ومن فضائله أنه من الأيام التي تعتق فيه رقاب المسلمين لمن لبى، ووقف في صعيد عرفات طاهراً نقياً بين يدي ربه، طامعاً بكرمه ومتلهفاً لعطفه وجاهراً بذكره وخاضعاً لأمره، حتى يباهي الله تعالى بهم ملائكة السماء، وعن هذا الفضل قال الرسول الكريم -عليه الصلاة والسلام: “ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بهِمُ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟”[1]، فلا تغفلوا عن هذه المغفرة الواسعة التي خصكم بها الله، وأما أنتم يا عباد الله الذين لم يكتب الله لكم هذا العام الحجة، فقد شملتكم رحمة الله تعالى وفضل هذا اليوم، فقد قال النبي -عليه الصلاة والسلام- عن فضل صيامه لغير الحاج: وفي هذا اليوم المبارك قال النبي -عليه الصلاة والسلام: “صومُ يومِ عرَفةَ كفَّارةُ السنةِ الماضِيَةِ والسنة الْمُستقبَلةِ”[2]، فسبحان الله الذي أغدق على عبده الخير والفضل من حيث لم يحتسب، وأقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، يعظكم لعلكم تهتدون.

اقرأ أيضًا: خطبة مكتوبة عن فضل يوم عرفة ويوم النحر

الخطبة الثانية عن فضل عرفة والعيد

عباد الله، إن الله وملائكته يصلون على النبي، يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً، وسبحوا بحمد ربكم وتوبوا إليه إنه كان تواباً رحيماً، وتذكروا عباد الله أن من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، فنسأل الله أن يثبتنا على ما هدانا، ويعيننا على ما أمرنا، ويوفقنا إلى ما فيه خير لنا ولأمة المسلمين، وأما بعد:

فاعلموا عباد الله أن هذه الأيام المباركة التي نحن فيها الآن قد منحها الله تعالى درجات في في فضلها، وما من أخيرها عند الله تعالى من أيام العيد المبارك، ففي أولها كل الخير في يوم النحر، الذي وصفه ربكم الكريم بيوم الحج الأكبر، إذ قال فيه رب العزة والجلالة: {وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ}[3]، وذلك لما فيه من إتمام لأركان الحج ومناسكه، ففيه الأضاحي والهدي ورمي الجمرات والتكبير والتهليل والتلبية والكثير من شعائر الحج المقدسة، ومن أيام العبد المباركة والفضيلة تأتي أيام التشريق بفضلها العظيم، ففيها يسن للناس إتمام تقديم الأضاحي حتى مغيب آخر يوم فيها، وفيها يرمي الحجاج باقي الجمرات، وفيها يستمر ذكر الله تعالى بالتكبير والتسبيح والتذكير والتهليل، وهي التي قال عنها النبي -عليه الصلاة والسلام: “يومُ عرفةَ ويومُ النَّحرِ وأيَّامُ التَّشريقِ عيدُنا أهلَ الإسلامِ وهي أيَّامُ أكلٍ وشربٍ”[4]، فالحمد لله تعالى على نعمه الكثيرة، وما منحنا من فضل عظيم في هذه الأيام المباركة.

اقرأ أيضًا: خطبة عن يوم عرفة وعيد الأضحى

دعاء خطبة عن فضل عرفة والعيد

عباد الله، قال الله تعالى في كتابه الحكيم: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}[5]، وإني لداعي لي ولكم، فأمنوا: 

  • اللهم يا رحمن ويا منزل القرآن ومسوي البنان وخالق الأكوان ومالك الزمان والمكان، اقسم لنا زيارة بيتك الحرام.
  • اللهم يا مانح البركة بارك لنا في يوم عرفة، واجعلنا ممن تغفر ذنوبهم في هذا اليوم الفضيل، واجعلنا من الواقفين بين يديك في رحاب صعيد عرفات.
  • اللهم يا صاحب اليوم الموعود، بلغنا هذه الأيام الفضيلة وأنت راضٍ عنا، وغافر لذنوبنا، ومتجاوزاً عن أخطائنا، ولا تحرمنا رحمتك وغفرانك العظيم.
  • اللهم يا باسط الأرض وفاطر السماء، يا واضع الأمر ورافع البلاء، ارفع الكرب عن أمتنا في هذه الأيام الفضيلة، يا مجيب الدعاء.
  • وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعون، وعلى من اتبع الهدى من الصالحين.

اقرأ أيضًا: خطبة فضائل عشر ذي الحجة وما يشرع فيها

خاتمة خطبة عن فضل عرفة والعيد

عباد الله، إن الله ربنا خلق الأيام والشهور والسنين كما خلقكم، وكما فضلكم على مخلوقاته، فقد فضلكم في عبادته، فتمتعوا بهذه العبادة التي خصكم بها حتى تفوزوا بمرضاته، فهي زادكم في الآخرة، واغتنموا فرصة الرحمة في هذه الأيام الفضيلة التي وعدكم بها بمزيد من الأجر والثواب، وغفران الذنوب والتخطي عن الأخطاء، حتى لا تندموا ساعة لا ينفع الندم، وتذكروا قول الله تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه}[6]، فاجتهدوا فيها بالعبادات والصوم والصلاة والزكاة والصدقات، وأكثروا من التهليل والتكبير والتسبيح والذكر، وأقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، أقم الصلاة أثابنا وأثابكم الله.

اقرأ أيضًا: خطبة الجمعة عن عيد الأضحى المبارك قصيرة مختصرة pdf

خطبة عن فضل عرفة والعيد pdf

لطالما كان منبر المسجد هو منبر النبي -عليه الصلاة والسلام- الذي كان يتخذه ليعلم المسلمين أصول الدين، وما ينفعهم ويعظهم بكل ما يخص الدين، ونظراً لأهمية هذه الخطبة في الوعظ والإرشاد عن هذا الموضوع، نقدمها لكم كملف بصيغة PDF يمكن تحميله “من هنا” حتى يتسنى للمهتمين الاستفادة منها في هذا الهدف.

خطبة عن فضل عرفة والعيد doc

هناك عدة طرق للاستفادة من هذه الخطبة الهامة، وحتى يتسنى للمهتمين الاستفادة منها بشتى السبل الممكنة، نقدمها لكم كملف Doc يمكن تحميله “من هنا” حتى يسهل التعامل معها كملف وورد وطباعتها على الورق لتبقى مرجع مكتوب يتواجد وقت الحاجة إليه.

وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان خطبة عن فضل عرفة والعيد مكتوبة، والذي قدمنا من خلاله خطبة كاملة العناصر عن فضل هذين اليومين المباركين، كما قدمنا هذه الخطبة كملف بصيغة pdf وdoc حتى يتم الاستفادة منها بكافة الأوجه.

المراجع

  1. ^ صحيح مسلم , عائشة أم المؤمنين، مسلم، 1348، صحيح
  2. ^ صحيح الجامع , أبو سعيد الخدري، الألباني، 3805، صحيح
  3. ^ سورة البروج , الآية 3
  4. ^ صحيح أبي داود , عقبة بن عامر، الألباني، 2419، صحيح
  5. ^ سورة البقرة , الآية 186
  6. ^ سورة الزلزلة , الآيتان 7 و 8

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *