حكم صلاة الجمعة بدون خطبة

حكم صلاة الجمعة بدون خطبة من أكثر الأحكام التي يبحث عنها المسلمون بما يخص صلاة الجمعة من أحكام، حيث أن صلاة الجمعة من الصلوات المأجورة ذات الثواب والأجر العظيم، والنبي لم يكن يفوتها، وقد ذكر في الكثير من أحاديثه الشريفة فضائل هذه الصلاة وأهميتها، وكيف تؤدى وعدد ركعاتها وكل ما يخصها من معلومات، وعبر موقع مقالاتي سوف نرفق ما حكم صلاة الجمعة بدون سماع الخطبة عند جمهور أهل العلم، والشيخ ابن باز.

حكم صلاة الجمعة بدون خطبة

إن حكم صلاة الجمعة بدون خطبة بحسب ما جاء عن معظم جماهير أهل العلم والمذاهب الأربعة غير صحيح، فخطبة الجمعة واجبة، وشرط لصحة صلاة الجمعة، [1] إلا عبد الملك بن الماجشون فإنه رآها سنة، والدليل على وجوبها وارد في قول الله -سبحانه وتعالى- في سورة الجمعة الآية 9: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ الجمعة}. [2]

اقرأ أيضًا: هل يجوز صلاة الجمعة بدون خطبة

حكم صلاة الجمعة بدون خطبة عند الحنابلة

إن حكمَ خطبةِ الجمعةِ لدى الحنابلة واجبة، فقد أمرنا الله تعالى بالسعي الدائم للذكر، ولأداء صلاة الجمعة، وحرّم أن ينشغل عنها العبد بالعمل، وخطبةِ الجمعة الذكر الذي يلي الصلاة، وقد رأى الشيخ الحنبلي علاء الدين الماوردي -رحمه الله تعالى-: “خطبة الجمعة واجبة، وهي من شرط صحتها، لا يصح أداء الجمعة إلا بها، فهو مذهب الفقهاء كافة، إلا الحسن البصري فإنه شذ عن الإجماع، وقال: إنها ليست واجبة، لأن الجمعة قد تصح لمن لم يحضر الخطبة، ولو كانت واجبة لم يصح إدراك الجمعة إلا بها”، وفي الحقيقة هذا الأمر خاطئ، ووضح ذلك إجماع من قبل الحسن، وبعده انتهى من “الحاوي”.

اقرأ أيضًا: حكم الكلام أثناء خطبة صلاة الجمعة

حكم صلاة الجمعة بدون خطبة عند المالكية

إن حكمَ خطبةِ الجمعةِ لدى المالكية واجبة، استدلوا على ذلك أن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- لم يكن يؤدي صلاة الجمعة بدون خطبة، ونظراً لأهمية هذه الصلاة الوازعة بيّن ما هي الصلاة، وكيفية أدائها وكم ركعة، وكان يقيم خطبتها أيضًا، لذلك يتبين أنها فرض كسائر الفروض في ركوعها وسجودها وأوقاتها، وقد رأى الشيخ والإمام المالكي أبو عمر يوسف بن عبد الله النمري المعروف بابن عبد البر الإجماع  على الصلاة والخطبة على دخول الخطبة في قوله تعالى: “إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ”.

اقرأ أيضًا: حكم الكلام أثناء خطبة الجمعة محرم أو مكروه

حكم صلاة الجمعة بدون خطبة عند الصوفية

إن حكمَ خطبةِ الجمعةِ لدى الصوفية مستحبّة، واستدلوا على ذلك بأن البيع يحرّم وقت أدائها، ولولا وجوب هذه الصلاة والذكر (الخطبة) بعدها لما حرّم البيع، لأن التجارة مستحبّة والمستحب لا يحرّم المباح، كما استدلوا بذلك أن من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الجمعة، فالركعة الأولى واجبة، وإذا فاتته وأدرك الركعة الثانية كان مدركاً للجمعة، حتى لو لم يدرك الخطبة، وقد قال الشيخ الأكبر الصوفي محمد بن علي الأندلسي الشهير -رحمه الله تعالى-: أن قوله تعالى “إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ” مختلفٌ فيه، فالبعض قال بأنه يقصد فيها الخطبة، بينما البعض الآخر يرى أن المقصد منها صلاة الجمعة وليس الخطبة.

اقرأ أيضًا: هل يجوز الكلام اثناء خطبة الجمعة

حكم صلاة الجمعة دون سماع الخطبة ابن باز

إن حكم صلاة الجمعة دون سماع الخطبة برأي الشيخ الجليل ابن باز -رحمه الله- غير جائز، فالواجب على العبد أن يبادر بالتوجه للمسجد عند سماع الآذان للاستماع لخطبة الجمعة ثم أداء الصلاة، لأن المقصود من خطبةِ الجمعةِ وعظ المسلمين وتذكيرهم وتعليمهم أمور دينهم، والواجب على المسلم المبادرة لحضورها والاستفادة من العبر والمواعظ التي يحثّ عليها الشيخ، واستدل أيضًا الشيخ ابن باز بالآية 9 من سورة الجمعة على وجوب الاستماع للخطبة لقبول الأعمال والاستفادة منها، والله أعلم.[3]

اقرأ أيضًا: هل خطبة الجمعة قبل الصلاة أم بعدها

حكم سماع خطبة الجمعة

إن الحضور والاستماع لخطبة الجمعة في المسجد واجبة وشريطة لقبول الصلاة بحسب رأي معظم جمهور العلماء وأهل العلم والمذاهب الأربعة، واستدل العلماء على ذلك بالآية 9 من سورة الجمعة، وتلبية هذا واجب على كل مسلم بالغ راشد، كما يُستحب حضور العبد باكراً للمسجد للاستماع لخطبة الجمعة وصلاتها، وهذا لنيل رضا الله -عزَّ وجلَّ- والأجر والثواب العظيم، أما من ترك حضور خطبة الجمعة تكاسلاً أو عمداً منه يؤثم بحسب رأي معظم العلماء والعياذ بالله، وصلاته تكون صحيحة ومقبولة، لكنّ المسلم يكون قد ضيّع على نفسه الكثير من الأجر والثواب الذي أعدّه الله تعالى لعباده الصالحين.[4]

اقرأ أيضًا: هل يجوز الكلام مع الإمام أثناء خطبة الجمعة

فضل حضور وسماع خطبة الجمعة

لحضور خطبة الجمعة وسماعها فضلٌ عظيم، ويتلخص فصلها في غفران الذنوب ما بين الجمعة والأخرى وثلاثة أيام فوقها، فمن اغتسل وسعى المسجد لأداء صلاة الجمعة وسمع الخطبة غفر الله له ذنوبه ما بين الجمعة والجمعة التي تليها وثلاثة أيام فوقها، [5] واستدلوا على ذلك بالحديث الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- وثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: {مَنْ تَوَضَّأ فَأحْسَنَ الوُضُوءَ، ثُمَّ أتَى الجُمُعَةَ فَاسْتَمَعَ وَأنْصَتَ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجُمُعَةِ، وَزِيَادَةُ ثَلاثَةِ أيَّامٍ، وَمَنْ مَسَّ الحَصَى فَقَدْ لَغَا}، أخرجه مسلم [6]

مقالات مقترحة

نرشح لكم أيضًا قراءة المقالات التالية:

وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال الذي كان يحمل عنوان حكم صلاة الجمعة بدون خطبة، وقد تعرّفنا في سطوره على حكم خطبةِ الجمعة حسب ما جاء عن جمهور أهل العمل والمذاهب الأربعة والشيخ ابن باز، إضافة إلى فضلها.