جدول المحتويات
حكم الكلام من المصلين والإمام يخطب يوم الجمعة واحد من الأحكام التي يبحث عنها المسلمون من كافة أرجاء العالم، وفي الحقيقة هذا النوع من الأحكام يعتمد على فتاوي مشايخ الإسلام وفقهاء الدين من خلال أدلة واقعية لأحداث دارت على زمن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أو الأحاديث الواردة في السنة النبوية الشريفة أو الآيات الواردة في كتاب الله الحكيم، وعبر موقع مقالاتي سوف نتحدث عن هذا الحكم بصورة مفصّلة، بالإضافة إلى بجانب حكم صلاة الجمعة بدون خطبة بالتفصيل.
تعريف خطبة الجمعة
خطبة الجمعة هي إحدى الشعائر الدينية لدى أهل السنة والجماعة، وهي عبارة عن خطبتين متتاليتين بينهما فاصل قصير، والأولى الموالاة بينهما، وخطبةِ الجمعةِ هو الاسم الفقهي للخطبتين اللتين تسبقا صلاة الجمعة، ووقتها بوقت صلاة الظهر، وتم تقديم الخطبةِ على الصلاة في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- نظراً لأهميتها وفضل الاستماع والإنصات إليها وخطبة الجمعةِ تقام عند كل المسلمين من شتى بقاع الأرض.
اقرأ أيضًا: هل يجوز صلاة الجمعة بدون خطبة
حكم الكلام من المصلين والإمام يخطب يوم الجمعة
إن حكم التكلم مع المصلين والإمام يخطب في يومِ الجمعة غير جائز، والواجب على المسلم الإنصات لما في خطبة الجمعة من عبرٍ ومواعظ، إلا مع الخطيب لسؤاله على شيءٍ ما حول خطبته، أو لتصحيح خطأٍ ما ورد عنه يمكن أن يثير الشبهة أو الفتنة بين المسلمين، أو خطأٍ بآية أو بحديث شريف إذا كان عن قصدٍ أو عن غيرَ قصدٍ من الخطيب، [1] وهذا رأي شيخ الإسلام ابن باز -رحمه الله- وأثبت الشيخ على ذلك بالحديث الشريف الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- أن النبي قال: {إذا قُلتَ لصاحِبِكَ والإمامُ يَخطُبُ يَومَ الجُمُعةِ: أنصِتْ؛ فقد لغَوتَ}. أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه باختلاف يسير، وأحمد واللفظ له [2]
اقرأ أيضًا: حكم الكلام أثناء خطبة صلاة الجمعة
دلائل وجوب عدم الكلام أثناء خطبة الجمعة
ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة عدة دلائل على وجوب الاستماع لخطبةِ الجمعةِ وعدم الكلام أثنائها، وفيما يلي نذكر بعضها:
- ورد في الآية 9 من سورة البقرة قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}، وذهب العلماء أن الذكر المقصود هنا خطبة الجمعة.[3]
- الحديث النبوي الذي رواه الإمام علي بن أبي طالب -كرّم الله وجههُ- أن النبي قال: {إذا كان يومُ الجمعةِ خَرَجَتْ الشياطينُ يَرْبُثُونَ الناسَ إلى أسْواقِهِمْ وتَقعُدُ الملائِكةُ على أبوابِ المساجدِ ، يَكتبونَ الناسَ على قدْرِ منازِلِهمْ : السَّابِقُ والمصَلِّي والَّذي يَليهِ ، حتى يَخرجَ الإِمامُ فمَنْ دَنا من الإمامِ فأنْصتَ واسْتمَعَ ولمْ يَلْغُ ؛ كان لهُ كِفلانِ من الأجرِ ، ومَنْ نَأَى فاسْتمَعَ وأنْصتَ ولَمْ يَلْغُ ؛ كان لهُ كِفلٌ من الأجرِ ، ومَنْ دَنا من الإمامِ فلَغَا ولَمْ يُنصِتْ ولَمْ يَستمِعْ ؛ كان عليه كِفلانِ من الوِزرِ ومَنْ قال : صَهْ ، فقدْ تَكلَّمَ ، ومَنْ تَكلمَ فلَا جُمعةَ لهُ ثُمَّ قال : هَكَذا سَمعتُ نَبيَّكمْ يَقولُ}، أخرجه أحمد [4]
اقرأ أيضًا: حكم الكلام أثناء خطبة الجمعة محرم أو مكروه
الكلام أثناء خطبة الجمعة مكروه أو محرم
اختلف علماء الدين الإسلامي والمذاهب الأربعة حول موضوع الكلام أثناء خطبةِ الجمعةِ بين مكروه ومحرم، وكانت آراء المذاهب الإسلامية الأربع كالتالي:[5]
- الحنفية: ذهب علماء الدين الحنفي إلى تحريم الكلام أثناء الخطبة، وهذا باستثناء الذكر فهو محلل.
- المالكية: ذهب علماء الدين المالكي إلى تحريم الكلام أثناء الخطبة تحريم قطعي.
- الشافعية: ذهب علماء الدين الشافعي إلى إكراه الكلام أثناء الخطبة لا تحريمه، وحتى لو كان الكلام ذكراً.
- الحنابلة: ذهب علماء الدين الحنبلي إلى تحريم الكلام أثناء الخطبة أيضًا.
مقالات مقترحة
نرشح لكم أيضًا قراءة المقالات التالية:
بهذا المقدار من المعلومات سوف ننهي هذا المقال الذي كان يحمل عنوان حكم الكلام من المصلين والإمام يخطب يوم الجمعة، فقد ذكرنا في سطوره كل ما يخص حكم الكلام أثناء خطبةِ الجمعةِ، مع الدلائل من السنة النبوية والقرآن الكريم على ذلك.
