حكم الكلام أثناء خطبة صلاة الجمعة

حكم الكلام أثناء خطبة صلاة الجمعة هل هو محرّم أو مكروه، وما رأي المذاهب الإسلامية الأربعة من ذلك، وهل يوجد أدلى على صحة هذا القول، وما فضل الإنصاتِ لخطبةِ الجمعةِ والعديد من الاستفسارات الأخرى التي تدور حول هذا الموضوع، فقد شرّع الله -عزّ وجلّ- لعباده الصالحين صلاة الجمعة، وجعل لها الثواب والأجر الكريم، وعبر موقع مقالاتي سوف نرفق ما حكم الكلام اثناء خطبة الجمعة، وفضائل الإنصات لها، بجانب حكم صلاة الجمعة بدون خطبة بالتفصيل.

حكم الكلام أثناء خطبة صلاة الجمعة

إن حكم الكلام أثناء خطبة صلاة الجمعة بحسب ما جاء عن الشيخ الجليل ابن باز -رحمه الله- غير جائز، فلا يجوز الكلام والإمام يخطب بين الناس، لأن الواجب الإنصات لما يقوله الخطيب من عبر ومواعظ، لكن يمكن التكلم مع الخطيب في حال أراد أن يسأله على شيءٍ ما، أو يُصحح له لغوٌ أو خطأ يجب إنكاره، والخطيب يمكن أن يكلم أي شخص من الحاضرين الخطبة فله في ذلك، وإن عطس شخصٌ ما بالخطبة لا يجوز أن يُقال له يرحمكَ الله، لأن في خطبةَ الجمعة يجب أن يتعامل المسلم معها كمعاملة الصلاة، فلا يرد السلام على أحد، ولا يبادر بالسلام على أحد، [1] والدليل على ذلك الحديث النبوي الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه أن الرسول قال: {إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ: أَنْصِتْ، يَومَ الجُمُعَةِ، وَالإِمَامُ يَخْطُبُ، فقَدْ لَغَوْتَ}، أخرجه البخاري ومسلم، فعلى الرغم من أمره بالمعروف، ولكنّ حتى الأمر بالمعروف يعتبر لغواً أثناء الإنصات لخطبة الجمعة.[2]

اقرأ أيضًا: هل يجوز صلاة الجمعة بدون خطبة

حكم الكلام أثناء خطبة الجمعة إسلام ويب

إن حكم الكلام أثناء خطبة الجمعة غيرُ مشروع، فالكلام أثناء خطبةِ الجمعة لا يفسد الصلاة، لكنّه غير مشرّع للحضور، والخطيب إذا تكلّم مع الحضور بغير موضوع الخطبة فله في ذلك في الخطبة وبعدها، والحضور يحق لهم التكلم قبل الخطبة وبعدها، لكن أثناءها يتوجب عليهم الإنصات للخطبة لما لها من عبر وفوائد ولأن فيها أحكاماً تعلّم العباد أمور دينهم، واستدل العلماء على ذلك من الحديث النبوي الذي أرفقناه سابقاً.[3]

اقرأ أيضًا: حكم الكلام أثناء خطبة الجمعة محرم أو مكروه

حكم الكلام أثناء خطبة الجمعة في المذاهب الأربعة

إن حكم الكلام أثناء خطبةِ الجمعة مختلفٌ فيه بين محرمٍ، ومكروهٍ عند المذاهب الإسلامية الأربعة، وتتباين لديهم الآراء على النحو التالي:[4]

• الحنفية: رأى علماء المذهب الحنفي أن الكلام أثناء الاستماع لخطبةٍ الجمعةِ محرّم، باستثناء الذكر.

• المالكية: وجدَ علماء المذهب المالكي أن الكلام أثناء خطبةِ الجمعةِ محرّم.
• الشافعية: برأي علماء وفقهاء المذهب الشافعي أن الكلام أثناء خطبةِ الجمعة مكروه غير محرّم، وحتى لو كان الكلام ذكراً.
• الحنابلة: ذهب علماء المذهب الحنبلي إلى تحرّيم الكلام أثناء خطبةِ الجمعةِ.

اقرأ أيضًا: هل يجوز الكلام اثناء خطبة الجمعة

هل الكلام أثناء خطبة الجمعة مكروه أو محرم

إنَّ الكلام أثناء خطبةِ الجمعةِ لدى علماء الحنابلة والحنفية والمالكية محرّم، بينما ذهب علماء المذهب الشافعي إلى إكراهه، وبشكل عام أجمع معظم علماء الدين إلى عدم مشروعية الكلام أثناء خطبةِ الجمعةِ، فالأولى أن يستمع الحضور لما في الخطبة من عبر ومواعظ ويستفيد منها في حياته، فالخطبة بمثابة الذكر وللذكر العديد من الفوائد، والكلام أثناء الذكر ينقص الأجر والثواب، والعلم عند الله.[4]

اقرأ أيضًا: هل خطبة الجمعة قبل الصلاة أم بعدها

دلائل وجوب الإنصات لخطبة الجمعة

هناك العديد من الدلائل على وجوب الإنصات لخطبةِ الجمعة، وفيما يلي الدلائل من القرآن الكريم ومن السنّة النبوية الشريفة:

• ورد في سورة الأعراف الآية 204 قوله تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا}، وقد أجمع علماء الدّين الإسلامي أن هذه الآية نزلت في الصلاة والخطبة أيضًا.[5]
• ورد في السُّنَّة حديث شريف عن أبي هُرَيرَة -رَضِيَ اللهُ عنه-، أنَّ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- قال: {إذا قُلتَ لصاحبِكَ يومَ الجُمُعةِ: أنصِتْ والإمامُ يَخطُبُ، فقد لغوتَ}، أخرجه البخاري ومسلم، وقد دلَّ الحديث على نهي الكلام أثناءَ الإنصاتِ إلى الخطبةِ، ونبّه النبي على ذلك، فأنصت بمعنى استمع وجاء الفعل بصيغة الأمر، كما أنَّ الكلام سماه النبي في الحديثِ لغواً، لذلك ينهى عن الكلام والخطيب يخطب.[6]

اقرأ أيضًا: هل يجوز الكلام مع الإمام أثناء خطبة الجمعة

حالات جواز الكلام أثناء خطبة الجمعة

هناك حالات يجاز بها الكلام أثناء خطبةِ الجمعةِ، وهذا بحسب ما بيّنت الشريعة الإسلاميّة من حالات، يمكن إيجازها فيما يأتي:[7]

• الكلام مع الإمام أو الخطيب في حال دعت الحاجة لذلك، فلا يعد سؤال الخطيب عن شيء يخص خطبته لغواً، بل هو أمرٌ مباح.
• بعد المصلّين عن الخطيب كثيراً بحيث لا يسمعون أي شيء من الخطبة، وهذا الأمر بعيد التحقيق مع التقدم الحاصل، فالمساجد لا تخلو من مكبّرات الصوت، لذلك هذه الحالة يختلف فيها علماء الدين.
• يرى بعض أهل العلم جواز رد السلام إذا سلم عليه أحد، وهي أيضًا من الأمور المختلف فيها عند أهل العلم.
• يجوز للمصلي تشميت العطاس أثناء الاستماع إلى الخطبة بحسب رأي دعاة المذهب الشافعي.
• يمكن للحضور التكلم في حال حدوث مواقف خطرة نحو نشوب حريق، أو تنبه رجلٍ أعمى من السقوط أو الدهس أو الوقوع بحفرة وما نحو ذلك من المخاطر التي قد تصيب أيٍّ من عباد الله بضرر.

اقرأ أيضًا: حكم الانشغال عن خطبة صلاة الجمعة بالكلام أو غيره

فضل الاستماع لخطبة الجمعة

للإنصات لخطبة الجمعةِ عدة فضائل، وأهمية كبيرة، فلذلك لا يجوز للمسلم التهاون أو التساهل في الاستماع لهذه الخطبة، وفيما يلي نبين فضائل الإنصات لخطبةِ الجمعة:[8]

• الاستماع لخطبةِ الجمعة وأداء صلاتها يكفرُ للعبد لما بين الجمعتين ويزاد فوقها ثلاث أيام، والدليل على ذلك الحديث النبويّ الذي رواهُ أبو هريرة -رضي الله عنه- أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: {مَنِ اغْتَسَلَ ثُمَّ أتَى الجُمُعَةَ، فَصَلَّى ما قُدِّرَ له، ثُمَّ أنْصَتَ حتَّى يَفْرُغَ مِن خُطْبَتِهِ، ثُمَّ يُصَلِّي معهُ، غُفِرَ له ما بيْنَهُ وبيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرَى، وفَضْلُ ثَلاثَةِ أيَّامٍ}.[9]
• يحقق الإنصاتِ لخطبةِ الجمعة للعبد ثواب، وأجر صيام وقيام سنة بأكملها بكل خطوةٍ يخطوها العبد نحو أداء هذه الصلاة.
• إن أجر وثواب صلاة الجمعة لا يكتمل إلّا في الإنصات لخطبتها، فلا ينال المسلم ثواب وأجر هذه الصلاة ما لم يستمع لذكرها.
• إن للمنصت لخطبة الجمعةِ كفلانِ من الأجر بحسب ما خطبَ الإمام علي بن أبي طالب -كرّم الله وجهه- قال: {فَإِذَا جَلَسَ الرَّجُلُ مَجْلِسًا يَسْتَمْكِنُ فِيهِ مِنْ الِاسْتِمَاعِ وَالنَّظَرِ، فَأَنْصَتَ وَلَمْ يَلْغُ كَانَ لَهُ كِفْلَانِ مِنْ أَجْرٍ، فَإِنْ نَأَى وَجَلَسَ حَيْثُ لَا يَسْمَعُ فَأَنْصَتَ وَلَمْ يَلْغُ لَهُ كِفْلٌ مِنْ أَجْرٍ، وَإِنْ جَلَسَ مَجْلِسًا يَسْتَمْكِنُ فِيهِ مِنْ الِاسْتِمَاعِ وَالنَّظَرِ فَلَغَا وَلَمْ يُنْصِتْ كَانَ لَهُ كِفْلٌ مِنْ وِزْرٍ}.

مقالات مقترحة

نرشح لكم أيضًا قراءة المقالات التالية:

وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال الذي كان يحمل عنوان حكم الكلام أثناء خطبة صلاة الجمعة، وقد ذكرنا في سطوره كل ما يخص خطبةِ الجمعةِ من أحكام، وهل الكلامِ فيها مكروه أو محرّم، ودلائل ذلك، وفضل الإنصات للخطبة.