حكم الكلام أثناء خطبة الجمعة محرم أو مكروه

حكم الكلام أثناء خطبة الجمعة محرم أو مكروه عند جمهور علماء الدين الإسلامي، وما دلائل ذلك، وما فضل الإنصات لخطبة الجمعة، والعديد من الاستفسارات الأخرى التي سنجيب عليها في هذا المقال، فصلاة الجمعة من الصلوات ذات الأجر العظيم والتي يبحث المسلمين عن كل ما يخصها، ويخص خطبتها من أحكام للحصول على أجرها وثوابها كاملاً، وعبر موقع مقالاتي سوف نرفق حكم الكلام أثناء خطبة صلاة الجمعة، وفضائل الإنصات لها، بجانب حكم صلاة الجمعة بدون خطبة بالتفصيل.

حكم الكلام أثناء خطبة الجمعة محرم أو مكروه

إن الكلام أثناء خطبةِ الجمعة محرّم بحسب رأي علماء الحنابلة والحنفية والمالكية، بينما ذهب علماء المذهب الشافعي إلى إكراهه، وبشكلٍ عام تفاوت رأي فقهاء المذاهب الإسلامية عن هذا الموضوع والأغلب ذهب إلى عدم مشروعية الكلام أثناء خطبةِ الجمعةِ، الخطبةِ بمثابة الذكر، والذكر محمود وله أجرٍ وفضلٍ عظيم، لذلك الأولى أن يستمع المأمومون للعبر والمواعظ الموجودة في الخطبة وتوظيفها في حياتهم اليومية، [1] واستدلوا على ذلك من الحديث النبوي الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه أن الرسول قال: {إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ: أَنْصِتْ، يَومَ الجُمُعَةِ، وَالإِمَامُ يَخْطُبُ، فقَدْ لَغَوْتَ}، أخرجه البخاري ومسلم.[2]

اقرأ أيضًا: هل يجوز صلاة الجمعة بدون خطبة

حكم الكلام أثناء خطبة الجمعة عند المذاهب الأربعة

بالنسبة لحكمِ الكلامِ أثناءِ الإنصات لخطبة الجمعةِ عندَ علماء المذاهب الإسلامية الأربعة مختلفٌ فيه، فمنهم من ذهب لإكراهه ومنهم من ذهب إلى تحريمه تحريمٍ قطعي، باستثناء الذكر، وفيما يلي آراء فقهاء المذاهب الإسلامية الأربعة:[3]

• الحنفية: ذهب علماء المذهب الحنفي إلى أن الكلام محرّم عندما يخطب الخطيب أثناء صلاة الجمعة، باستثناء الذكر فهو محلل.
• المالكية: ذهب علماء المذهب المالكي إلى أن الكلام محرّم عندما يخطب الخطيب أثناء صلاة الجمعة.
• الشافعية: ذهب علماء المذهب الشافعي إلى أن الكلام مكروه غير محرّم عندما يخطب الخطيب أثناء صلاة الجمعة، وحتى لو كان الكلام ذكراً.
• الحنابلة: ذهب علماء المذهب الحنبلي أيضًا إلى أن الكلام محرّم عندما يخطب الخطيب أثناء صلاة الجمعة.

اقرأ أيضًا: هل يجوز الكلام اثناء خطبة الجمعة

دلائل وجوب الاستماع لخطبة الجمعة

ورد في السنة النبوية الشريفة وفي كتاب الله الحكيم دلائل على وجوب الاستماع للخطيب أثناء الخطبة، لذلك الأولى من الكلام أثناء الخطبة أن يستمع المأموم لما في الخطبة من عبر ومواعظ، وأبرز الأدلة ما يلي:

• ورد في الآية 9 من سورة البقرة قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}، وذهب العلماء أن الذكر المقصود هنا خطبة الجمعة.[4]
• ورد في السُّنَّة حديث شريف عن أبي هُرَيرَة -رَضِيَ اللهُ عنه-، أنَّ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- قال: {إذا قُلتَ لصاحبِكَ يومَ الجُمُعةِ: أنصِتْ والإمامُ يَخطُبُ، فقد لغوتَ}، لذلك الواجب الإنصات لخطبة الجمعة، كون أن الحديث وصفَ أن الكلام أثناء الخطبة لغواً}.[5]

شاهد أيضًا: هل يجوز صلاة الجمعة بدون خطبة

حالات جواز الكلام أثناء خطبة الجمعة

أوضحَ علماء الدين الإسلامي بعد الحالات التي يُجاز فيها الكلام أثناء الخطبة، يمكن تلخيصها فيما يأتي:[6]

• وجود حالات اضطرارية للكلام مع الخطيب، وهذا للسؤال حول أمر شرعي أو حكم يخص خطبته، فهذا أمر مباح.
• إذا كان المصليّ بعيداً جداً عن الإمام، ولا يصل له صوته، وهذا الأمر نادر الحدوث مع تقدم العلم ووجود مكبرات صوت في الجوامع لذلك هذا الأمر محط خلاف بين العلماء.
• ردّ السلام، وهذا الأمر مختلفٌ فيه وبعض أهل العلم أجازوه، بينما البعض الآخر دحضهُ.
• تشميت العطاس أثناء الاستماع إلى الخطبة جائز برأي دعاة المذهب الشافعي فقط.
• وجود أي حدث طارئ نحو نشوب حريق أو أي حدث آخر ممكن أن يصيب أيٍّ من المسلمين بضرر.

اقرأ أيضًا: هل خطبة الجمعة قبل الصلاة أم بعدها

أهمية الاستماع لخطبة الجمعة

للاستماع لخطبةِ صلاةِ الجمعةِ فضلٍ وأهمية كبيرة، فلا يجوز للمسلم أن يتهاون بالإنصات لما في الخطبة من ذكر وعبر ومواعظ وأحكام، وفيما يلي النقاط التي تبرز أهمية الإنصات لخطبةِ الجمعة:[7]

• إن للاستماع لخطبة الجمعةِ أجرٍ وثواب عظيم، فالاستماع لها وأداء الصلاة يُكفر للعبد ما بين الجمعتين، ويُزاد فوقها ثلاثة أيام، والدليل الحديث النبويّ الذي رواهُ أبو هريرة -رضي الله عنه- أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: {مَنِ اغْتَسَلَ ثُمَّ أتَى الجُمُعَةَ، فَصَلَّى ما قُدِّرَ له، ثُمَّ أنْصَتَ حتَّى يَفْرُغَ مِن خُطْبَتِهِ، ثُمَّ يُصَلِّي معهُ، غُفِرَ له ما بيْنَهُ وبيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرَى، وفَضْلُ ثَلاثَةِ أيَّامٍ}.[8]
• إن أجر وثواب الاستماع لخطبةِ الجمعةِ ثواب صيام سنة كاملة وبكل خطوة يخطوها العبد نحو أداء هذه الصلاة.
• خطبَ الإمام علي بن أبي طالب -كرّم الله وجهه- أن للمنصت للخطبة كفلانِ من الأجر قال: {فَإِذَا جَلَسَ الرَّجُلُ مَجْلِسًا يَسْتَمْكِنُ فِيهِ مِنْ الِاسْتِمَاعِ وَالنَّظَرِ، فَأَنْصَتَ وَلَمْ يَلْغُ كَانَ لَهُ كِفْلَانِ مِنْ أَجْرٍ، فَإِنْ نَأَى وَجَلَسَ حَيْثُ لَا يَسْمَعُ فَأَنْصَتَ وَلَمْ يَلْغُ لَهُ كِفْلٌ مِنْ أَجْرٍ، وَإِنْ جَلَسَ مَجْلِسًا يَسْتَمْكِنُ فِيهِ مِنْ الِاسْتِمَاعِ وَالنَّظَرِ فَلَغَا، وَلَمْ يُنْصِتْ كَانَ لَهُ كِفْلٌ مِنْ وِزْرٍ}.

مقالات مقترحة

نرشح لكم أيضًا قراءة المقالات التالية:

وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال الذي كان يحمل عنوان حكم الكلام أثناء خطبة الجمعة محرم أو مكروه، وقد ذكرنا في سطوره كل ما يخص خطبةِ الجمعةِ من أحكام، وهل الكلامِ فيها مكروه أو محرّم برأي علماء الدين الإسلامي، ودلائل ذلك، وفضل الإنصات للخطبة.