حكم الانصات والاستماع لخطبة الجمعة

حكم الانصات والاستماع لخطبة الجمعة والكلام مع الخطيب، والإشارة في الخطبة، من الأحكام الشرعية المهمة لدى المسلمين لما لصلاة الجمعة من أهمية كبيرة، وفضل وأجر عظيم، ووجوب الالتزام بآداب الخطبة حتى نيل فضلها، ومن هذا المنطلق وفي سطورنا التالية عبر موقع مقالاتي سنسلط الضوء على هذا الحكم الشرعي، وما مدى جواز الكلام في الخطبة وما فضل الإنصات للخطيب، مع حكم صلاة الجمعة بدون خطبة بصورة مفصلة.

حكم الانصات والاستماع لخطبة الجمعة

إن حكم الإنصات لخطبة الجمعة واجبة وجوب الصلاة، والاستماع والإنصات للخطيب كذلك أيضاً، فما الفائدة من وجوب الخطبة إذا لم يسمع المسلم كلام الخطيب، وذهب أنصار المذاهب الأربعة بوجوب الإنصات في خطبة الجمعة، [1] والكلام ممنوع مستدلين بذلك على قوله تعالى في سورة الأعراف الآية 204: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا}، والكلام في الخطبة ممنوع مهما كان السبب، وقد روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وأخرجه البخاري في صحيحه أنه قال:{إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ يَومَ الجُمُعَةِ: أنْصِتْ، والإِمَامُ يَخْطُبُ، فقَدْ لَغَوْتَ}، أخرجه البخاري، ومسلم باختلاف يسير [2]

اقرأ أيضًا: هل يجوز الكلام اثناء خطبة الجمعة

هل يجوز كلام الخطيب مع الحاضرين

الأصل التحريم بالنسبة للكلام في الخطبة، وعلَّ التحريم كيلا يشتغل به المسلم عن سماع الخطبة، وهنا لا يحصل ذلك ما دام الحديث مع الخطيب، ولا يحرم الكلام ما بين ما بين خروج الإمام وأخذه للخطبة، وما بين الافتتاحية وأخذه للصلاة، وذلك بإجماع المذاهب الأربعة ذلك، مستدلين بما رواه جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: {أن رجلًا جاء يومَ الجمعةِ والنبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يخطُبُ فقال أصليتَ يا فلانُ قال لا قال قمْ فاركَعْ}.[3]

وورد النبي على الأعرابي وكلامه معه دليل على جواز الكلام ما بين الخطيب، والجمهور في خطبة الجمعة، ويباح الكلام ما بين الخطبتين إذا كان في ذلك ضرورة.

اقرأ أيضًا: هل خطبة الجمعة قبل الصلاة أم بعدها

الإشارة في الخطبة

الإشارة في الخطبة عند الحاجة هي من الأمور الجائزة، وذلك باتفاق المذاهب الأربعة، وأهل السلف، حيث قال بن رجب: لا خلاف في جواز الإشارة للمتكلم أثناء الخطبة بين العلماء، إلا ما حكي عن طاوس وحده، ولا يصح، لأن الإشارة في الصلاة واجبة، ففي هذه الحالة الخطبة أولى، وقد روى أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-: {دخلَ رجلٌ المسجدَ والنبيُّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- على المنبرِ يومَ الجمعةِ، فقالَ يا رسولَ اللَّهِ متى السَّاعةُ؟ فأشارَ النَّاسُ إليهِ أنِ اسكت، فسألهُ ثلاثَ مرَّاتٍ كلُّ ذلكَ يشيرُون إليهِ النَّاسُ أنِ اسكت، فقالَ لهُ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- ويحَكَ ما أعددتَ لها؟}، أخرجه ابن خزيمة، وأبو نعيم في معرفة الصحابة باختلاف يسير، والبغوي في شرح السنة مطولاً.[4]

اقرأ أيضًا: هل يجوز الكلام مع الإمام أثناء خطبة الجمعة

فضل الإنصات لخطبة الجمعة

تكمن أهمية صلاة الجمعة بأنها موعظة للناس، فإذا لم يسمعها المسلم لم يبق فائدة من وجوبها بحد ذاتها، لسماع خطبة الجمعة فضل كبير عند الله تعالى، فالمسلم الذي يتوضأ وقصد المسجد، وصلى الجمعة وسمع للخطبة، أجزاه الله من فضلها وغفر له ما بين الجمعتين من ذنوب وزلات، [5] وقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قوله، بما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه-، في صحيح البخاري والحديث له:{ مَن تَوَضَّأَ فأحْسَنَ الوُضُوءَ، ثُمَّ أتَى الجُمُعَةَ، فاسْتَمع وأَنْصَتَ، غُفِرَ له ما بيْنَهُ وبيْنَ الجُمُعَةِ، وزِيادَةُ ثَلاثَةِ أيَّامٍ، ومَن مَسَّ الحَصَى فقَدْ لَغا}، فأجر حضور خطبة الجمعة عظيم، يجب على المسلم السعي للفوز به.[6]

مقالات مقترحة

نرشح لكم أيضًا قراءة المقالات التالية:

وبهذا القدر من المعلومات نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا بعد أن تحدثنا عن حكم الانصات لخطبة الجمعة، وتوسعنا بالحديث حول الكلام مع الخطيب أثناء الخطبة، والإشارة في الخطبة، وما هو فضل الإنصات لخطبة الجمعة.