تعريف صلاة الجمعة

تعريف صلاة الجمعة وحكمها، وصفتها من الأمور التي يجب على كل مسلم معرفتها، فقد جعل الله -سبحانه وتعالى- لبعض الأزمان فضلًا ومكانةً أعلى من سائر الأزمان، وقد اصطفى الله يوم الجمعة، وفضّله على باقي الأيّام، وقد جعله يوم عيدٍ للمسلمين، وهو يوم بداية الخلق ويوم نهاية الكون، وقد خصّه الله -سبحانه وتعالى- بأن جعله سيّد الأيّام، وفيه صلاة الجمعة ما تصلى إلا فيه، ومن خلال موقع مقالاتي سيتم التعرف بصلاة الجمعة أحكامها وشروطها وفضلها.

تعريف صلاة الجمعة

إنّ صلاة الجمعة بضمّ الميم وإسكانها وفتحها، والمشهور فيها ضمّ الميم، وفي اللغة تعرف أنّها اليوم الذي يجمع الناس، وصلاة الجمعة هي الصلاة المشروعة في يوم الجمعة، والتي يجتمع من أجلها الناس، وهي ركعتان بعد خطبتين بدلًا من صلاة الظهر يوم الجمعة، وقد قيل عن تسمية الجمعة بهذا الاسم أنّه بسبب أن الله -سبحانه وتعالى- فيه جمع خلق آدم عليه السلام، ولاجتماع الناس في مكانٍ جامع للصلاة، ولما جُمع في هذا اليوم والصلاة من الخير والله ورسوله أعلم.[1]

اقرأ أيضًا: سنن يوم الجمعة

وقت صلاة الجمعة

اختلف أهل العلم في وقت صلاة الجمعة، فقيل إن أول وقتها هو زوال الشمس كوقت صلاة الظهر، ولا تجوز الصلاة قبله، وهذا ما قال به الجمهور من أهل العلم من الأحناف والمالكية، والشافعية، ووجه الدلالة عندهم ما روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه كان يصلي الجمعة حين تميل الشمس.

أما القول الثاني في وقت صلاة الجمعة فهو قول الإمام أحمد بن حنبل، والذي قال إنها تجوز قبل الزوال، أي يسبق وقتها بداية وقت الظهر، وذلك لما أخبر به سلمة بن الأكوع عن عودة الصحابة من صلاة الجمعة، ولا يجدون ظلًا للحيطان يستظلون به؛ مما يدل على أنّها كانت قبل الزوال والراجح في وقتها هو قول جمهور أهل العلم والله أعلم.[2]

اقرأ أيضًا: سنة صلاة الجمعة

صفة صلاة الجمعة

بتعريف صلاة الجمعة لا بدّ من بيان صفتها، فهي صلاةٌ يصليها الإمام بالمسلمين بعد خطبتي الجمعة، ويسن للإمام في صلاة الجمعة أن يقرأ جهرًا في الركعة الأولى بعد الفاتحة بسورة الجمعة، وفي الثانية المنافقين، أو يقرأ في الأولى بعد الفاتحة الجمعة، وفي الثانية الغاشية، وكذلك يسن قراءة سورة الأعلى في الأولى، وكلّ هذه الصفات من السنة، ولو قرأ الإمام مرة بهذه ومرة بهذه أفضل إحياءً للسنة، ويجوز له أن يقرأ ما شاء من القرآن، وبعد صلاة الجمعة يصلي المسلم سنة الجمعة ركعتين، وله في بعض الأحيان أن يصلي أربعًا بسلامين، وذلك في بيته ولا سنة للجمعة قبلها والله أعلم.[3]

اقرأ أيضًا: أحاديث يوم الجمعة

فضل صلاة الجمعة

وردت الكثير من الأحاديث الشريفة في فضل صلاة الجمعة، ومن تلك الأحاديث والفضائل ما يأتي:[4]

• صلاة الجمعة سبب لمغفرة الذنوب: فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “مَنِ اغْتَسَلَ يومَ الجمعَةِ، ثُمَّ أَتَى الجمعَةَ، فصلَّى مَا قُدِّرَ له، ثُمَّ أنصتَ حتَّى يفرَغَ الإمامُ مِنْ خُطْبَتِهِ، ثُمَّ يصلي معَهُ، غُفِرَ لَهُ مَا بينَه وبينَ الجمعَةِ الأخرى، وفضل ثلاثَةِ أيَّامٍ”. [5]
• في التبكير للصلاة فضلٌ عظيم: لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “مَنِ اغْتَسَلَ يَومَ الجُمُعَةِ غُسْلَ الجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ، فَكَأنَّما قَرَّبَ بَدَنَةً، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ بَقَرَةً، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ كَبْشًا أقْرَنَ، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ دَجَاجَةً، ومَن رَاحَ في السَّاعَةِ الخَامِسَةِ، فَكَأنَّما قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الإمَامُ حَضَرَتِ المَلَائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ”. [6]
• للمشي لصلاة الجمعة أجرٌ عظيم: فالماشي لصلاة الجمعة له بكل خطوة أجر صيام سنة وقيامها كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم-.

اقرأ أيضًا: حديث شريف عن صلاة الجمعة

حكم صلاة الجمعة

صلاة الجمعة فرض عين على كل مسلم عاقل بالغ مكلف، إلا من رخّص لهم تركها من أصحاب الأعذار، وذلك لقوله -سبحانه وتعالى- في محكم تنزيله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}. [7] فالجمعة حقٌ واجب على كل مسلم في جماعة إلا على عبد مملوك وامرأة وصبي ومريض والله ورسوله أعلم.[8]

اقرأ أيضًا: أحكام الجمعة

كيفية أداء صلاة الجمعة

إنّ صلاة الجمعة تؤدى جماعة، حيث ينهض الإمام بعد الأذان، فيعتلي المنبر، ويخطب بالناس خطبة يجعل في وسطها جلوسًا قصيرًا، ولذلك سمّيت خطبتين، ويسن له الدعاء في الخطبة بالدعاء المشروع، ثمّ تُقام الصلاة، فينزل الإمام من على المنبر ويؤم الناس، بركعتين يقرأ فيهما ما ورد ذكره من سنن القراءة أو ما شاء من القرآن الكريم، والواجب على المسلمين متابعة الإمام في جميع أفعال الصلاة في الجمعة وغيرها، ويقرأ المأموم في سرّه الفاتحة بعد الإمام، وكلّ أركان وسنن الصلاة في صلاة الجمعة تشابه الصلاة العادية، وتكون ركعتان بدل الظهر فلا تُصلى أربع ركعات والله أعلم.[9]

اقرأ أيضًا: فضائل وأحكام يوم الجمعه

شروط صحة صلاة الجمعة

عديدة هي شروط صحة صلاة الجمعة، ولا بد أن يعرف المسلم أن شروط الجمعة مع شروط الصحة هي شروط وجوب وشروط صحة ووجوب معًا ومن شروطها:[10]

• دخول الوقت فلا تصح الجمعة في غير وقتها، ولا تجب إلا في وقتها.
• إذن السلطان في إقامتها وهو مشروطٌ عند الأحناف.
• شروط وجوب الجمعة الإقامة في المكان، والذكورة فهي لا تجب على النساء، والحرية حيث إنها تسقط عن العبد، وصحة البدن.
• خطبة الجمعة المتقدمة على الصلاة لا تصح الجمعة من دونها.
• أداء الصلاة في الجمعة جماعة وهي شرط لصحة الصلاة.
• العقل والبلوغ والإسلام وهي مشترطة في كلّ العبادات.
• عدم تعداد صلاة الجمعة في مكانٍ واحد إلا للضرورة.
• أن يكون المكان الذي تُقام فيه عامًا مأذونًا فيه بحيث يكون مفتوحًا للجميع وهو شرطٌ عند الأحناف.

اقرأ أيضًا: كم عدد ركعات صلاة الجمعة

خطبة صلاة الجمعة

خطبة الجمعة هي الخطبة التي تسبق صلاة الجمعة، وتكون خطبتان أو خطبة وبينهما جلوس، والذي عليه جماهير أهل العلم أنّ الخطبة واجبة على المسلمين، وهي من شروط صحة صلاة الجمعة فلا تصح الجمعة بدون الخطبة، والنبي -صلى الله عليه وسلم- لم يصل الجمعة قط إلا بخطبة، وقد اشترطت الشريعة الإسلامية تقديم الخطبة على الصلاة في الجمعة، فلا تصح أن تكون بعدها، ويسن للإمام فيها أن يستفتح بخطبة الحاجة أحيانًا بغيره، ويسن له أن يقرأ القرآن، ويستسقي في الخطبة، والله ورسوله أعلم.[11]

اقرأ أيضًا: كم عدد ركعات سنة صلاة الجمعة

مقالات مقترحة

نرشح لكم أيضًا قراءة المقالات التالية:

في نهاية مقال تعريف صلاة الجمعة تمّ التعرف على حكم صلاة الجمعة وصفتها وكيفيتها، وبيان فضلها وشروط صحتها، كما تمّ التعرف على خطبة الجمعة حكمها صفتها.