هل يجوز لليهود دخول مكه؟

هل يجوز لليهود دخول مكه؟ فمكة المكرمة من المدن المقدسة عند المسلمين لاحتوائها على بيت الله الحرام الذي هو قبلة المسلمين كافة عند الصلاة ومقصدهم في موسم الحج كل عام، وكذلك احتضنت هذه المدينة النبي -صلى الله عليه وسلم- منذ الطفولة وحتى هجرته منها، وفي هذا المقال يتوقف موقع مقالاتي مع بيان حكم دخول اليهود إلى مكة المكرمة، إضافة لبعض الأمور المرتبطة بهذه الجزئية.

هل يجوز لليهود دخول مكه؟

لا يجوز لليهود دخول مكة المكرمة بنص القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ففي القرآن الكريم يقول تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ٱلْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُواْ ٱلْمَسْجِدَ ٱلْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَٰذَا ۚ وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ ٱللهُ مِن فَضْلِهِۦٓ إِن شَآءَ ۚ إِنَّ ٱللهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}،[1] وأمّا السنة فما ورد في الحديث الذي يرويه ابن عباس -رضي الله عنهما- أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- أوصى عند موته فقال: “أخْرِجُوا المُشْرِكِينَ مِن جَزِيرَةِ العَرَبِ”،[2] ولذلك قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “لَئِنْ عِشْتُ إلَى قَابِلٍ لأُخْرِجَنَّ اليهودَ والنصَارَى مِنْ جزيرَةِ العَرَبِ حتَّى لا أَدَعُ فِيهَا إلا مُسلِمًا”،[3] والله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: ما هو حكم دخول غير المسلمين مكة

هل يجوز دخول غير المسلمين للمدينة

قال العلماء إنّ غير المسلمين لا يجوز لهم دخول المدينة المنورة لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: “أخْرِجُوا المُشْرِكِينَ مِن جَزِيرَةِ العَرَبِ”،[2] ولأنّه -عليه الصلاة والسلام- قال أيضًا: “لا يجتمِعُ دينان في جزيرةِ العربِ”،[5] فعن مالك والشافعي -رضي الله عنهما- أنّهم لا يعيشون في جزيرة العرب، وذهب مالك إلى إخراجهم من كل ديار العرب.[6]

وأباح بعض العلماء دخول غير المسلمين إلى المدينة بقصد التجارة على ألّا تطول إقامتهم، فروي عن عمر -رضي الله عنه- أنّه أجاز لهم الإقامة ثلاثة أيام، وروي عن بعض العلماء أنّ أقصى حد لإقامتهم للتجارة هو أربعة أيام، وأما حرم المدينة، فإنه لا يمنع من دخوله لرسالة أو تجارة أو حمل متاع، وأما ما عدا ذلك -من أرض العرب- فلا يدخله الكافر إلا بإذن أو صلح، وللفقهاء في ذلك تفصيل، والله أعلم.[6]

شاهد أيضًا: سبب تحريم دخول غير المسلمين لمكة

هل يجوز دخول اليهود للسعودية

إنّ حكم دخول اليهود إلى المملكة العربية السعودية لا يجوز عند العلماء الذين أخذوا بقوله عليه الصلاة والسلام: “أخْرِجُوا المُشْرِكِينَ مِن جَزِيرَةِ العَرَبِ”،[2] وقوله: “لا يجتمِعُ دينان في جزيرةِ العربِ”،[5] فعن الإمامين مالك والشافعي -رضي الله عنهما- أنّه لا يجوز لغير المسلمين دخول جزيرة العرب، وهي تتضمن المملكة العربية السعودية.

وعن الإمام مالك وحده لا يجوز لغير المسلمين دخول بلاد العرب قاطبة لعموم النهي الوارد في الحديث الشريف، ولقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “لَئِنْ عِشْتُ إلَى قَابِلٍ لأُخْرِجَنَّ اليهودَ والنصَارَى مِنْ جزيرَةِ العَرَبِ حتَّى لا أَدَعُ فِيهَا إلا مُسلِمًا”،[3] وأجاز بعض العلماء دخول غير المسلمين إلى الحجاز إن كان بقصد التجارة ولأيام قليلة، وأمّا باقي بلاد العرب فلا يدخله الكافر إلا بإذن أو صلح، وللفقهاء في ذلك تفصيل، والله أعلم.[6]

شاهد أيضًا: هل مكة كلها حرم

الحكمة من منع غير المسلمين دخول مكة

إنّ حكمة منع دخول غير المسلمين مكة المكرمة هو أنّهم أنجاس ظاهرًا وباطنًا كما جاء في قوله تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ٱلْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُواْ ٱلْمَسْجِدَ ٱلْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَٰذَا ۚ وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ ٱللهُ مِن فَضْلِهِۦٓ إِن شَآءَ ۚ إِنَّ ٱللهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}،[1] فنجاسة الظاهر هي النجاسة المادية فهم لا يتطهرون، ولا يتنزهون عن النجاسات التي يتنزّه عنها المسلمون.[7]

ثمّ إنهم يأكلون الميتة والدم ويستحلون الزنا والقمار وغيرها، إضافة إلى فساد الاعتقاد وهو النجاسة الباطنة؛ فهم يدينون بالخرافات والأوهام ويعبدون الأوثان ويشركون بالله تعالى، ولذلك كانوا أنجاسًا وممنوعاً عليهم دخول مكة المكرمة، والله أعلم.[7]

شاهد أيضًا: ما هو حكم دخول الكنيسة

وإلى هنا يكون قد تم مقال هل يجوز لليهود دخول مكه؟ بعد الوقوف على الحكم الشرعي في هذه المسألة، بالإضافة للوقوف على بعض المسائل الأخرى المتعلقة بهذه المسألة.