جدول المحتويات
هل يجوز السعي بدون وضوء بين الصفا والمروة، فالمعروف أنّ الوضوء شرطٌ لكثير من العبادات، فلا تصح من دون الوضوء كالصلاة ونحوها، فهل يكون الوضوء شرطًا لصحّة السّعي بين الصفا والمروة، سواء كان ذلك في الحجّ أم في العمرة، وفي هذا المقال يتوقف موقع مقالاتي مع بيان هل يشترط الوضوء في السعي، بالإضافة إلى الوقوف على بعض الأحكام الأخرى المتعلقة بالسعي.
تعريف السعي بين الصفا والمروة
لتعريف السعي بين الصفا والمروة لا بدّ من الوقوف على معانيها لغة واصطلاحًا، فالسعي هو المشي أو العدو من غير شدّ، والصفا هو نوع من الحجارة وهو اسم مكان مرتفع من جبل أبي قبيس، ويقع في طرف المسعى الجنوبي، والمروة هو نوع من الحجارة كذلك وهو اسم لجبل في مكة وهو في أصل جبل قعيقعان، ويقع في طرف المسعى الشمالي، والسعي بين الصفا والمروة هو قطع المسافة بين الصفا والمروة سبع مرات سواء في الحج أم في العمرة.[1]
شاهد أيضًا: ما هي شروط السعي بين الصفا والمروة
هل يجوز السعي بدون وضوء
قال العلماء إنّه يجوز السعي بين الصفا والمروة بدون وضوء، وحتى لو كان المسلم جنبًا، أو كانت المسلمة حائضًا أو نفساء، فإنّ السعي منهم صحيح، ولكن الوضوء يُستحبّ كون الطهارة مرغوبة شرعًا، ودليل العلماء على ذلك ما ورد في الحديث الشريف الذي ترويه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، فتقول:
“قَدِمْتُ مَكَّةَ وأَنَا حَائِضٌ، ولَمْ أَطُفْ بالبَيْتِ ولَا بيْنَ الصَّفَا والمَرْوَةِ قالَتْ: فَشَكَوْتُ ذلكَ إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: افْعَلِي كما يَفْعَلُ الحَاجُّ غيرَ أَنْ لا تَطُوفي بالبَيْتِ حتَّى تَطْهُرِي”،[2] والله أعلم.[3]
شاهد أيضًا: حكم السعي بين الصفا والمروة في الطابق الثاني أو سطح المسعى
حكم الخروج من السعي لقضاء الحاجة
إنّ حكم الخروج من السعي سواء لقضاء حاجة أو نحوها يتبع لما يسميه العلماء الموالاة بين السعي، وهي مسألة خلافية بين جماهير العلماء، وفي هذه المسألة قولان: الأول أنّ الموالاة في السعي غير واجبة، بل هي سنة، وهو قول الحنفية والشافعية ورواية عن الإمام أحمد، والثاني هو أنّ الموالاة واجبة وهو قول المالكية والحنابلة في المذهب، وحجة القائلين بالوجوب القياس على الطواف، وحجة القائلين بعدم الوجوب هو عدم وجود الدليل، والله أعلم.[4]
شاهد أيضًا: هل يجوز لبس الحذاء في السعي
هل يجوز السعي بالحذاء
قال العلماء إنّه يجوز السعي بالحذاء، ودليلهم على ذلك حديث عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- الذي يقول فيه: “سُئِلَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: ما يَلْبَسُ المُحْرِمُ؟ قالَ: لا يَلْبَسُ المُحْرِمُ القَمِيصَ، وَلَا العِمَامَةَ، وَلَا البُرْنُسَ، وَلَا السَّرَاوِيلَ، وَلَا ثَوْبًا مَسَّهُ وَرْسٌ وَلَا زَعْفَرَانٌ وَلَا الخُفَّيْنِ، إِلَّا أَنْ لا يَجِدَ نَعْلَيْنِ فَلْيَقْطَعْهُمَا، حتَّى يَكونَا أَسْفَلَ مِنَ الكَعْبَيْنِ”،[5] ففي قوله عليه الصلاة والسلام: “إِلَّا أَنْ لا يَجِدَ نَعْلَيْنِ” دليل على جواز لبس النعلين، ولكن ينبغي للمسلم أن يتأكّد من طهارة نعليه، والله أعلم.[6]
شاهد أيضًا: دعاء السعي بين الصفا والمروة حصن المسلم
شروط السعي بين الصفا والمروة
إنّ للسعي بين الصفا والمروة شرطاً قد ذكرها العلماء ولهم فيها اختلافات كثيرة، ومُجمَل هذه الشروط خمسة وهي كما يأتي:[7]
- استيعاب ما بين الصفا والمروة: بمعنى أنّه ينبغي قطع كل المسافة بين الصفا والمروة، فإن لم يقطعها كاملة فلا يصح سعيه، وهذا باتفاق المذاهب الأربعة.
- الترتيب بأن يبدأ بالصفا وينتهي بالمروة: فيبدأ سعيه بالصفا وينتهي بالمروة، فإذا بدأ بالمروة، فإنّ هذه الشوط يُلغى، وذلك باتفاق المذاهب الأربعة.
- أن يكون السعي سبعة أشواط: فيشترط لصحة السعي أن تكون سبعة أشواط، فمن الصفا إلى المروة شوط، والعودة من المروة إلى الصفا شوط آخر، وهو قول الجمهور من المالكية والشافعية والحنابلة.
- أن يكون السعي بعد الطواف: فقد اشترط أكثر أهل العلم أن يكون السعي بعد الطواف، وهذا باتفاق المذاهب الأربعة، ونقل الإمام النووي الإجماع على ذلك عن الإمام الماوردي الذي قال: “فإذا ثبت وجوب السعي، فمن شرط صحته- أي السعي- أن يتقدمه الطواف، وهو إجماع ليس يعرف فيه خلاف بين الفقهاء”.
- الموالاة بين أشواط السعي: وهذا مما اختلف فيه أهل العلم على قولين:
- الأول: وهو قول الحنفية والشافعية ورواية عن الإمام أحمد، وقالوا بأنّ الموالاة لا تُشترط في السعي، وإنّما هو سنة.
- الثاني: وهو قول المالكية والحنابلة في المذهب، وقد قالوا إنّ الموالاة شرط من شروط السعي وهي واجبة، والله أعلم.
شاهد أيضًا: بعد السعي ماذا يفعل المعتمر
حكم الفصل بين أشواط السعي
إنّ الفصل بين أشواط السعي تدخل في ما يُعرف بالموالاة بين أشواط السعي، وهي مسألة اختلف فيها العلماء، وفي المسألة قولان واضحان هما:[4]
- القول الأول: وهو أنّ السعي سنّة وغير واجب، وهو قول الحنفية والشافعية ورواية عن الإمام أحمد، ويؤيدون قولهم بأنّه ليس هنالك دليل على وجوب الموالاة في السعي بين الصفا والمروة.
- القول الثاني: وهو قول المالكية والحنابلة في المذهب، وقالوا إنّ الموالاة واجبة في السعي، ودليلهم هو القياس على الطواف، والله أعلم.
شاهد أيضًا: دعاء السعي بين الصفا والمروة إسلام ويب
كيفية السعي بين الصفا والمروة
ينطلق المُحرم إلى الصفا ليبدأ السعي من هناك، فيصعد إلى الصفا ويقول: “أبدأ بما بدأ الله به”، ويستقبل الكعبة المشرفة فيوحّد الله -تعالى- ويكبّره، ثمّ يقول: “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده”، يقول ذلك ثلاث مرات ويدعو بين ذلك كما ورد في حديث جابر رضي الله عنه.[8]
ثمّ يمشي إلى بطن الوادي، فإذا وصل إلى عمودين الأخضرين، فإنّه يسعى ويهرول حتى يصل إلى العمودَين الأخضَرَين التاليين، فإذا وصل إلى عمودَين الأخضَرين التاليين، فإنّه يمشي حتى يصل المروة، وهذا شوط، ثمّ يعيد الكرّة في العودة من المروة إلى الصفا، والله أعلم.[8]
وإلى هنا يكون قد تم مقال هل يجوز السعي بدون وضوء بعد معرفة الحكم الشرعي الذي قال به العلماء، وبعد الوقوف على أحكام متنوعة تخص السعي بين الصفا والمروة.
المراجع
- ^ dorar.net , الفصل الأول: تعريف السعي بين الصفا والمروة , 19/08/2022
- ^ صحيح البخاري , البخاري، عائشة أم المؤمنين، رقم الحديث: 1650، حديث صحيح.
- ^ islamweb.net , الطهارة للسعي مستحبة , 19/08/2022
- ^ islamway.net , ما حكم الموالاة بين أشواط السعي بين الصفا والمروة؟ , 19/08/2022
- ^ صحيح مسلم , مسلم، عبد الله بن عمر، رقم الحديث: 1177، حديث صحيح.
- ^ islamweb.net , حكم الطواف والسعي منتعلاً , 19/08/2022
- ^ dorar.net , الفصل الخامس: شروط السعي , 19/08/2022
- ^ shamela.ws , الموسوعة الفقهية الكويتية ص13 - 14 , 19/08/2022