هل يجوز الجمع والقصر في السفر لمدة أسبوعين

هل يجوز الجمع والقصر في السفر لمدة أسبوعين، فمن المعلوم للمسلم بالضرورة أنّ قصر الصلاة في السفر من الأمور المباحة التي رخّصها الله -تعالى- للمسلمين لكيلا يكون هنالك مشقة على المسلمين في أداء ما افترضه عليهم من صلوات، وفي هذا المقال سوف يتوقف موقع مقالاتي لبيان حكم قصر الصلاة وجمعها مدة أسبوعين، ويقف كذلك على بعض الأمور المتعلقة بهذه المسألة.

هل يجوز الجمع والقصر في السفر لمدة أسبوعين

يجوز قصر الصلاة في السفر مدة أسبوعين عند فقهاء المذهب الحنفي؛ فمن نوى الإقامة عندهم خمسة عشر يومًا، فما فوق فإنّه لا يجوز له الجمع والقصر، ولكن لو نوى الإقامة أقلّ من خمسة عشر يومًا فإنّه يقصر،[1] ولا يجوز الجمع عند الحنفية إلّا في عرفة ومزدلفة وهو عندهم للنسك،[2] وأمّا عند الجمهور فالجمع والقصر لا يجوز إذا نوى المسافر الإقامة أكثر من أربعة أيام، وفي بعض المذاهب هنالك تفصيل حول المعتبر في السفر هل هو عدد الصلوات أو عدد الأيام، ويُنظر التفصيل في كتب الفقه، والله أعلم.[1]

اقرأ أيضًا: أقل مسافة يجوز فيها قصر الصلاة

هل يجوز الجمع والقصر في السفر لمدة شهرين

إنّ مدة الجمع والقصر لمن نوى الإقامة لا تتجاوز في أقصى أحوالها مدة 14 يومًا، وهو مذهب الحنفية خلافًا للجمهور، ولكنّ بعض الفقهاء قالوا إنّ المسافر لو جلس في مكان ما، ولم ينوِ الإقامة ولم يعلم على وجه التحديد متى يخرج فإنّه يجمع ويقصر ولو طالت المدة شهرين؛ فروي عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- أنّه أقام في قرية من قرى نيسابور شهرين يجمع ويقصر، وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- أنّه أقام بأذربيجان شهرًا وكان يقصر الصلاة، وعن التابعي علقمة بن قيس أنّه أقام بخوارزم سنتين وكان يقصر الصلاة، والله أعلم.[1]

اقرأ أيضًا: حكم قصر الصلاة الرباعية للمسافر

مدة الجمع والقصر للمسافر ابن عثيمين

يرى الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين -رحمه الله- أنّ المدّة المبيحة لقصر الصلاة وجمعها لا تتحدّد بمدة معينة، بل المسافر يبقى مسافرًا ما لم ينوِ الإقامة المطلقة أو استيطان البلد الذي سافر إليه، قال رحمه الله: “إن القول الراجح ما ذهب إليه شيخ الإِسلام ابن تيمية -رحمه الله- من أن المسافرَ مسافرٌ ما لم ينوِ واحدًا من أمرين: الإِقامة المطلقة أو الاستيطان”.[3]

“والفرق: أن المستوطن نوى أن يتخذ هذا البلد وطنًا، والإِقامة المطلقة أنه يأتي لهذا البلد، ويرى أن الحركة فيه كبيرة، أو طلب العلم فيه قوي، فينوي الإِقامة مطلقًا بدون أن يقيدها بزمن أو بعمل، لكن نيته أنه مقيم؛ لأن البلد أعجبه إما بكثرة العلم، وإما بقوة التجارة أو لأنه إنسان موظف تابع للحكومة وضعته كالسفراء مثلًا، فالأصل في هذا عدم السفر؛ لأنّه نوى الإِقامة فنقول: ينقطع حكم السفر في حقه. أما من قيد الإِقامة بعمل ينتهي أو بزمن ينتهي فهذا مسافر، ولا تتخلف أحكام السفر عنه”، والله أعلم.[3]

اقرأ أيضًا: هل يجوز القصر قبل 80 كيلو

هل قصر الصلاة في السفر واجب

إنّ قصر الصلاة في السفر واجب عند الحنفية، ولكنّه عند الجمهور سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنّه أفضل لمداومة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على فعله في أسفاره، وكان من الصحابة من يتم الصلوات في الأسفار، وممن روي عنهم الإتمام في السفر عثمان بن عفان وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عمر وأم المؤمنين عائشة -رضي الله عنهم- أجمعين، والله أعلم.[4]

اقرأ أيضًا: هل يجوز الجمع والقصر في السفر أكثر من ثلاث أيام

هل يجوز الجمع والقصر في السفر أكثر من ثلاث أيام

إنّ مذهب الجمهور في المدة التي يجوز فيها الجمع والقصر أنّها أربعة أيّام، فمن نوى الإقامة أكثر من أربعة أيّام، فإنّه يتم صلاته، غير أنّ للحنفية في ذلك قول آخر فيرون أنّ المسافر إن نوى الإقامة أقل من خمسة عشر يومًا فإنّه يقصر، وأمّا لو نوى الإقامة خمسة عشر يومًا فأكثر، فإنّه يتم صلاته،[1] وجمع الصلاة لا يجوز عند الحنفية إلّا في عرفة ومزدلفة، والله أعلم.[2]

وإلى هنا يكون قد تم مقال هل يجوز الجمع والقصر في السفر لمدة أسبوعين بعد الوقوف على حكم جمع الصلاة وقصرها للمسافر الذي ينوي الإقامة أسبوعين ونحو ذلك.