جدول المحتويات
ما المقصود من الإسراء والمعراج هو موضوع هذا المقال الذي يختص بمصطلح الإسراء والمعراج، هذان المصطلحان اللذان ظهرا بعد حادثة الإسراء والمعراج، واللذان وردا في كتاب الله تعالى في الآيات التي تحدثت عن قصة الإسراء والمعراج، وفي هذا المقال من موقع مقالاتي سوف نتحدّث عن رحلة الإسراء والمعراج وسنضع المقصود بكلمة الإسراء والمعراج لغة وشرعًا، كما سوف نتحدث عن أحداث قصة الإسراء والمعراج كاملة.
رحلة الإسراء والمعراج
رحلة الإسراء والمعراج هي رحلة إعجازية، ومعجزة إلهية من المعجزات التي حصلت مع رسول الله محمد صلَّى الله عليه وسلَّم، حيث بعث الله -سبحانه وتعالى- الوحي جبريل عليه السلام إلى مكة المكرمة إلى النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، حيث سرى برسول الله في ليلة واحدة من مكة المكرمة إلى بيت المقدس في فلسطين، ثمَّ شاء الله تعالى أن يعرج به إلى السماوات السبع، فصار يجتاز سماء وراء سماء من السماوات السبع، حتَّى وصل إلى سدرة المنتهى وإلى البيت المعمور، وفي هذه الرحلة فرض الله تعالى على المسلمين الصلاة، وفي هذه الرحلة رأى رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- النار ورأى الجنة، وقد ذُكرت هذه الرحلة في سور القرآن الكريم وفي الأحاديث الصحيحة من السنة النبوية الشريفة أيضًا. [1]
ما المقصود من الإسراء والمعراج
سنضع فيما يأتي المقصود بالإسراء والمعراج كل على حدة، وسنوضح المقصود بهذين المصطلحين في اللغة وفي الاصطلاح الشّرعيّ أيضًا:
ما المقصود بالإسراء
إنَّ الإسراء في اللغة العربية هو مصدر لكلمة أسرى، والسُرى في اللغة هو المشي في الليل حصرًا، فسرى ليلًا وأسرى ليلًا يقدمان ذات المعنى وذات المقصود في اللغة العربية، أمَّا في الاصطلاح الشرعي فالإسراء هي كلمة تشير إلى قصة إسراء النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- من مكة المكرمة إلى بيت المقدس في فلسطين ليلًا، حيث سرى الرسول مع جبريل عليه السلام في الليل على البراق، وعاد إلى مكة المكرمة في ذات الليلة بإذن الله تعالى.
ما المقصود بالمعراج
أمَّا المعراج فهو مصدر للفعل عرج في اللغة العربية، وعرج أي صعد والعروج في اللغة هو الصعود، والمعراج هو المكان الذي يُصعد منه أو به، أمَّا تعريف المعراج في الاصطلاح الشرعي فهو مصطلح يشير إلى حادثة عروج النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- من بيت المقدس في فلسطين إلى السماء السابعة وصولًا إلى سدرة المنتهى بقدرة الله تعالى.
شاهد أيضًا: حكم صيام ليلة الإسراء والمعراج
أحداث قصة الإسراء والمعراج
تبدأ قصة الإسراء والمعراج من بيت رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في مكة المكرمة، في سنة من سنوات البعثة النبوية قبل الهجرة إلى المدينة المنورة، هبط جبريل -عليه السلام- على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وسرى به من مكة المكرمة على ناقة اسمها البراق إلى المسجد الأقصى في فلسطين في جزء يسير من الليل، ثمَّ عرج به إلى السماء، فوصل إلى السماء الأولى فرأى فيها نبي الله آدم عليه السلام، ثمَّ السماء الثانية فرأى فيها نبي الله يحيى و ونبي الله عيسى عليهما السلام، ثمَّ السماء الثالثة فرأى فيها نبي الله يوسف بن يعقوب عليه السلام، ثمَّ السماء الرابعة فرأى فيها نبي الله إدريس عليه الصلاة والسلام، ثمَّ السماء الخامسة فرأى فيها نبي الله هارون بن عمران عليه السلام، ثمَّ السماء السادسة فرأى فيها موسى عليه الصلاة والسلام، ثمَّ السابعة فرأى فيها أبا الأنبياء إبراهيم عليه الصلاة والسلام، ثمَّ وصل إلى سدرة المنتهى ثمّ البيت المعمور، ثم فرضت عليه الصلاة خمسين صلاة ثمَّ خُففت إلى خمس صلوات في اليوم والليلة، ثمَّ رأى النار والجنة، ثمَّ عاد إلى الأرض بإذن الله تعالى، وكل هذه الرحلة لم تستغرق إلا جزءًا بسيطًا من الليل، وهذا دليل على قدرة الله تعالى.
شاهد أيضًا: حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج
الإسراء والمعراج في القرآن
لقد وردت قصة الإسراء والمعراج في القرآن الكريم في سورة الإسراء وهي سورة سُمّيت باسم هذه المعجزة، وسورة النجم التي تحدثت في أولها عن قصة عروج النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- إلى السماء، وفيما يأتي نضع الآيات التي تحدثت عن هذه الحادثة العظيمة:
- في سورة الإسراء: {سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}. [2]
- في سورة النجم: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَىٰ * وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَىٰ * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَىٰ * فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ * مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ * وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ * عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ * عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ * لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ} [3]
في أي سنة حصلت قصة الإسراء والمعراج
يختلف المؤرخون في تحديد السنة التي حصلت فيها قصة الإسراء والمعراج، فمنهم من يقول إنَّها حصلت في السنة الخامسة قبل الهجرة النبوية من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، ومنهم من يقول إنَّها حصلت في السنة الثالثة قبل الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة، ومنهم من يقول إنها حصلت قبل شهر واحد فقط من الهجرة، ويبقى علم وقتها الحقيقي عند الله تعالى.
شاهد أيضًا: في اي سنة كانت رحلة الاسراء والمعراج
أحاديث رسول الله عن الإسراء والمعراج
لقد فصّل رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الأحاديث الصحيحة بشرح ما حصل معه في رحلة الإسراء والمعراج، ومن هذه الأحاديث ما سيأتي:
- روى الصحابي الجليل أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: “أُتِيتُ بالبُراقِ، وهو دابَّةٌ أبْيَضُ طَوِيلٌ فَوْقَ الحِمارِ، ودُونَ البَغْلِ، يَضَعُ حافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ، قالَ: فَرَكِبْتُهُ حتَّى أتَيْتُ بَيْتَ المَقْدِسِ، قالَ: فَرَبَطْتُهُ بالحَلْقَةِ الَّتي يَرْبِطُ به الأنْبِياءُ، قالَ ثُمَّ دَخَلْتُ المَسْجِدَ، فَصَلَّيْتُ فيه رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجْتُ فَجاءَنِي جِبْرِيلُ عليه السَّلامُ بإناءٍ مِن خَمْرٍ، وإناءٍ مِن لَبَنٍ، فاخْتَرْتُ اللَّبَنَ، فقالَ جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: اخْتَرْتَ الفِطْرَةَ، ثُمَّ عُرِجَ بنا إلى السَّماءِ …”. [4]
- ورد عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث أنه قال: “بينا أنا عندَ البيتِ، بين النائمِ واليقِظانِ، إذ أقبل أحدُ الثلاثةِ بين الرجُلَين، فأتيتُ بطستٍ من ذهبٍ، ملآنَ حكمةً، وإيمانًا، فشق من النحرِ إلى مراقِ البطنِ، فغسل القلبَ بماءِ زمزمَ، ثم مُلئَ حكمةً، وإيمانًا، ثم أتيت بدابةٍ دون البغلِ، وفوقَ الحمارِ، ثم انطلقتُ مع جبريلَ عليه السلامُ، فأتينا السماءَ الدنيا”. [5]
بهذه الأحاديث نختم الحديث في هذا المقال الذي وضعنا فيه بالتفصيل ما المقصود من الإسراء والمعراج وقدمنا فيه معلومات مفصلة عن أحداث قصة الإسراء والمعراج كاملة، ووضعنا فيه الآيات والأحاديث التي تحدثت عن قصة الإسراء والمعراج في الإسلام.