ما سبب عدم قبول شهادة مربي الحمام ؟

إنّ سبب عدم قبولِ شاهدة مربيّ الحمام الأفعال التي يقوم بها والتي تؤذي الناس، وسرقته للحمام، وتضييع فيما ليس به فائدة، ولأنها تشغله عن طاعة الله -عزَّ وجلَّ-، ولذلك يعد هذا العمل من الأعمال المذمومة في الشرع أيضًا، وقد أجمع علماء الحنفية على عدم قبول شهادة مطيّر الحمام، وهذا بسبب دناءته وقلة مروءته، وأذيته للناس، واستدلوا على ذلك بالحديث الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه: “رأى رجلًا يتبعُ حمامةً فقال شيطانٌ يتبعُ شيطانةً”، أخرجه أبو داود صحيح الجامع[2]

الأفعال التي يقوم فيها مربي الحمام وتمنع صحة شهادته

قلنا سابقاً أن أفعال مربي الحمام الدنيئة وسفاهته وقلّة مروءته، وغفلته عن طاعة الله تعالى هي السبب في عدم قبول شهادته، وتتضمن أفعاله عدة أمور سيئة يقوم بها وهي كالتالي: [3]

يعمد مربي الحمام على أذى جيران، وذلك من خلال كشف منازلهم و عوراتهم والتنصت عليهم وعلى أمورهم الخاصة.
تعريض جيرانه والبيئة المحيطة للأذى من خلال إسقاط الحجارة عليهم عندما يقوم بكش الحمام وإرجاعه إلى السطح.
أحداث الضرر في زرع الجيران الذي يأكل منه الحمام.
القيام بسرقة حمام الآخرين من خلال حمامه الخاص والقيام بإغرائه بالطعام، ثم القيام بيعه وللاستفادة من ثمنه بدون وجه حق.
الانشغال عن عبادة الله تعالى القيام بها باللعب واللهو مع الحمام عن العبادات وطاعة الله -عزَّ وجلَّ-.

شاهد أيضًا: صحة حديث اكثروا من الصلاة على النبي يوم الجمعة

دلائل عدم قبول شهادة مربي الحمام

قد أكد أهل العلم بأنّ شهادة مربّي الحمام لا تقبل أبداً، فهو شخص شديد الغفلة عن طاعة الله تعالى ، فهو يقوم بعدة أفعال دنيئة وسيئة، ومربي الحمام هو الشخص الذي يقوم باللهو واللعب مع الحمام، ونسي طاعة ربه -عز وجل-، فقام بأذى الجيران وتلصص على منازلهم، وكشف عوراتهم واقتحام خصوصياتهم، وقد وردت عدة أحاديث تتعلق بسبب عدم قبول شهادة مربي الحمام ومنها:[3]

قال الفقيه الكاساني “والذي يلعب بالحمام فإن كان لا يطيرها لا تسقط عدالته، وإن كان يطيرها تسقط عدالته، لأنه يطلع على عورات النساء، ويشغله ذلك عن الصلاة والطاعات”.
قال الإمام ابن قدامة “اللاعب بالحمام يطيرها، لا شهادة له”.
القاضي شريح الكندي لم يجز شهادة مطير الحمام، عدم قبول شهادة مطيّر الحمام، وهذا بسبب دناءته وقلة مروءته، وأذيته للناس.
الحديث الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه: “رأى رجلًا يتبعُ حمامةً فقال شيطانٌ يتبعُ شيطانةً”، أخرجه أبو داود صحيح الجامع [4]

متى يبيح الإسلام تربية الحمام

يبيح الإسلام تربية الحمام ولكن بشروط معينة وهي: [5]

أن يكون الغرض من تربية الحمام التسلية والأنس به فقط.
الاستفادة من الحمام وإنتاجه للتغذية، مثل: (تناول لحمها وبيضها).
اتخاذها كوسيلة للعيش، بيعه لإيجاد عائد مادي.

شروط جواز تربية الحمام

يوجد عدة شروط التي تجيز تربية الحمام في الإسلام وهي ما يلي:[5]

اتّخاذ من الحمام كوسيلة للعيش، فيمكن تربيته للتكاثر وبيعه وبيع منتجاته لتحقيق مردود مادي للعيش (أيّ اتخاذه للتجارة المشروعة).
أن يربى الحمام للاستفادة منه كغذاء (أي تربيته لغايات الأكل منه ومن بيضه).
تربية الحمام للتسلية والاستمتاع به (من خلال اللعب والمرح معها)، وفي تلك الحالة لا مشكلة من اتخاذ المربي الحمام كونيس للاستمتاع به، وقد قال البهوتي الحنبلي -رحمه الله: “ويباح اقتناء الحمام للأنس بصوتها أو لاستفراخها ولحمل كتب”.

ذم اتخاذ الحمام وتربيته

لقد وردت عدة الأحاديث النبوية الشريفة تذم اقتناء الحمام وتربيته، ولكن ابن القيم -رحمه الله قال:

قد روى أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “كانَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا، وَكانَ لي أَخٌ يُقَالُ له: أَبُو عُمَيْرٍ، قالَ: أَحْسِبُهُ، قالَ: كانَ فَطِيمًا، قالَ: فَكانَ إذَا جَاءَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- فَرَآهُ، قالَ: أَبَا عُمَيْرٍ ما فَعَلَ النُّغَيْرُ قالَ: فَكانَ يَلْعَبُ بهِ”، والذي يُقصد هنا بالنغير الطائر الصغير.[6]
الحديث الذي رواه الصحابي الجليل أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال “إن رسولَ اللهِ – صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ – رأى رجلًا يتبعُ حمامةً، فقال : شيطانٌ يتبعُ شيطانةً”، وقد أطلق النبي شيطان على من يتبع الحمام لأنه يبتعد عن الحق، وسمّيت الحمامة شيطانه لأنّها تورثه الغفلة، والله أعلم [7]

شاهد أيضًا: فضل الصلاة على النبي يوم الجمعة

شروط قبول الشهادة في الإسلام

إن الشهادة في الإسلام تخضع لعدّة شروط فلا تحل لشخص ليس له علم بالحادثة، ويجب أن تكون من خلال رؤية الحدث والاستماع له وغيرها من الشروط، ولقبول شهادة الشاهدة في الإسلام لا بد من أن تتحقق لديه الشروط التالية: [8]

الإسلام: فيشترط أن يكون الشاهد من المتبعين لدين الحق، فلا يجوز أن يشهد الكافر في الإسلام، لكنّ الحنفية أجازوا شهادة الكافر في الوصيّة أثناء السّفر، أما الشافعية فلم يجزوا شهادته لا أثناء السفر ولا غيره، أمّا الذّمي لا تجوز شهادته لا عند الشافعية ولا عند المالكية ولا عند الحنابلة، لكنّ الحنفية أجازوا شهادتهم على بعضهم.
العدالة: والعدالة يجب أن تتوفر في الشخص الذي سيشهد في الإسلام حتى لا يغلب الشر على الشاهد، ولم يُعرف عنه الكذب يوماً، فلا تقبل شهادة الفاسق الخائن الكذاب وسيء الخلق.
البلوغ والعقل: وهذان الشرطان من أهم شروط الشهادة في الإسلام، فلا تقبل شهادة الطفل، ولا المعتوه والمجنون، وهذا لأن شهادتهم ليس فيها يقين للحاكم أن يحكم من خلال شهادته.
القدرة على الكلام: أي لا يجوز للأخرس أن يشهد، فلا تقبل شهادته، وإذا كان يستطيع الكتابة يجوز له الكتابة بخط يده.
الحفظ والضبط: أي لا يجوز للشخص كثير النسيان أن يشهد، وهذا إذا عُرف عنه النسيان وسوء الحفظ والسهو والغلطة، لأن كلامه يكون مغلوطاً ومزعزع، ولا يكون محط ثقة للاعتماد عليه كشهادة.
في التّهمة: أي لا يجوز للمتهم أن تقبل شهادة المتهم لا على نفسه ولا على غيره، أو شهادة ولي أو حبيب أو زوج، وهذا لا يجوز في الشرع لما يكن للمتهم من مشاعر محبة وود وغير ذلك.

وبهذا هذا المقدار من المعلومات سوف ننهي هذا المقال الذي كان يحمل عنوان ما سبب عدم قبول شهادة مربي الحمام ؟ وقد ذكرنا في سطوره كل ما يخص شهادة مربي الحمام في الإسلام من معلومات، إضافة إلى شروط الشهادة في الإسلام.