ما حكم رسم ذوات الارواح

ما حكم رسم ذوات الارواح في الشريعة الإسلامية، حيث إنّ الرسم هو من الأمور التي تعرّض لها الشرعي الإسلامي، وذكر ضوابطها وأتى على تفصيلها، لذلك فإنّ موقع مقالاتي سيقف مع حكم رسم الارواح في الشريعة الإسلامية، وهل يجوز في الإسلام للمسلم أن يرسم الإنمي، أو يرسم الحيوانات الأخرى وهي من الأرواح، وإلى ما هناك من الأمور الأخرى التي لا يسع المسلم جهلها.

ما حكم رسم ذوات الارواح

أجمع علماء أهل السنة والجماعة على تحريم رسم ذوات الأرواح بشكل مجسم وممن نقل هذا الإجماع عن علماء أهل السنة والجماعة النووي فقال: “وأجمعوا على منع ما كان له ظل ووجوب تغييره”، أمّا لو كان رسم ذوات الأرواح على الثياب، أو على الجدران أو حتى على اللوحات، فإنّه محرم على رأي جمهور علماء أهل السنة والجماعة؛ لأنّ الأحاديث النبوية الشريفة لا تتحدث عن فرق بين مجسم أو غير مجسم، وإنّما جاءت في حديثها مطلقة، وقد روي عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أنّه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الذين يصنعونَ هذهِ الصورَ يُعَذَّبُونَ ويُقال لهم: أحيوا ما خلقتم”.[1] [2]

شاهد أيضًا: هل الانسان حيوان وحكم تشبيه الانسان بالحيوان

حكم رسم ذوات الأرواح إسلام ويب

ذكر علماء أهل السنة والجماعة حرمانية رسم ذوات الأرواح على مجسم له ظل؛ وكذلك يُحرم رسم ذوات الأرواح على الثياب، أو على الجدران أو اللوحات على رأي جمهور علماء أهل السنة والجماعة لأنّ أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم تُفرق ما بين مجسم أو غير مجسم، والحكمة من التحريم أنّ في ذلك تشبيه لخلق الله -تبارك وتعالى- وكذلك فإنّ اتخاذ الصور هو وسيلة للوصول إلى الشرك، وهي تنفر الملائكة من البيت فلا تدخل إليه، قال الإمام النووي: “سبب امتناعهم من بيت فيه صورة، كونها معصية فاحشة، وفيها مضاهاة لخلق الله تعالى”، والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: هل الانسان مخير ام مسير

حكم رسم الأنمي

ذكر علماء أهل السنة والجماعة حرمانية رسم الأنمي؛ لأنّها من ذوات الأرواح، واستشهدوا على ذلك بما روي عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنّها قالت: “أنَّها اشْتَرَتْ نُمْرُقَةً فيها تَصاوِيرُ، فَلَمَّا رَآها رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- قامَ علَى البابِ فَلَمْ يَدْخُلْ، فَعَرَفَتْ في وجْهِهِ الكَراهيةَ، قالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ، أتُوبُ إلى اللَّهِ وإلَى رَسولِهِ، ماذا أذْنَبْتُ؟ قالَ: ما بالُ هذِه النُّمْرُقَةِ فقالَتْ: اشْتَرَيْتُها لِتَقْعُدَ عليها وتَوَسَّدَها، فقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ أصْحابَ هذِه الصُّوَرِ يُعَذَّبُونَ يَومَ القِيامَةِ، ويُقالُ لهمْ: أحْيُوا ما خَلَقْتُمْ وقالَ: إنَّ البَيْتَ الذي فيه الصُّوَرُ لا تَدْخُلُهُ المَلائِكَةُ”.[3]

والرسم الخيالي الذي ليس له نطير في الواقع هو أيضًا في دائرة التحريم والدليل على ذلك ما روي عن عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: “قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من سفر، وقد سترت على بابي درنوكا فيه الخيل ذوات الأجنحة، فأمرني فنزعته”، أمّا لو كانت الرسوم غير تامة مثل أن يُحذف الصدر أو الرأس أو غيره مما لا تتم الحياة إلا به فإنّه لا بأس به، على أنّ الإنمي الهادف يخرج من الحكم ولا بأس فيه للمصلحة الغالبة في ذلك والله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: ما هو حكم لبس الاساور للرجال

حكم رسم الحيوانات

إنّ حكم رسم الحيوانات غير جائز في الشريعة الإسلامية وهو من الأمور الكبيرة التي حذّر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد روي عن سعيد بن أبي الحسن -رضي الله عنه- أنّه ذكر: “إنِّي رَجُلٌ أُصَوِّرُ هذِه الصُّوَرَ، فأفْتِنِي فِيهَا، فَقالَ له: ادْنُ مِنِّي، فَدَنَا منه، ثُمَّ قالَ: ادْنُ مِنِّي، فَدَنَا حتَّى وَضَعَ يَدَهُ علَى رَأْسِهِ، قالَ: أُنَبِّئُكَ بما سَمِعْتُ مِن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- يقولُ: كُلُّ مُصَوِّرٍ في النَّارِ، يَجْعَلُ له، بكُلِّ صُورَةٍ صَوَّرَهَا، نَفْسًا فَتُعَذِّبُهُ في جَهَنَّمَ. وقالَ: إنْ كُنْتَ لا بُدَّ فَاعِلًا، فَاصْنَعِ الشَّجَرَ وَما لا نَفْسَ له، فأقَرَّ به نَصْرُ بنُ عَلِيٍّ”.[5]

والنصوص التي دلت على حرمة رسمها كثيرة، حتى لو امتهنت بعد ذلك، وكذلك لا يجوز رسمها على الموكيت أو على السجاد، ولكن لو وجدت تلك التصاوير فيجوز استعمالها؛ لأنها امتهنت والإثم في ذلك يعود على الشخص المصور.[6]

إلى هنا نكون قد انتهينا إلى آخر مقال ما حكم رسم ذوات الارواح وذكرنا رأي علماء أهل السنة والجماعة في المسألة، وأضأنا على الحكم الشرعي الخاص بتلك التصوير وهل يأخذ رسم الأنمي نفس الحكم ونحو ذلك من الأمور الأخرى التي لا يسع المسلم جهلها.