حكم ذبح الاضحية

ما حكم ذبح الاضحية في المسلخ او المنزل، فبعض المسلمين يفضلون ذبح الأضاحي في المسالخ منعًا من أمور غير مرغوبة عند ذبح الأضحية من روائح ونحو ذلك، وبعضهم يفضل ذبح الأضاحي في المنزل أمام الباب أو نحو ذلك، وفي هذا المقال سوف يتوقف موقع مقالاتي مع بيان حكم ذبح الأضاحي في البيت أو المسلخ، مع بيان بعض الأحكام الأخرى المتعلقة بالأضاحي.

حكم ذبح الاضحية

قال جمهور الفقهاء وهم الشافعية والحنابلة، وأرجح القولين عند الإمام مالك، وإحدى الروايتين اللتين وردتا عن الفقيه أبي يوسف من الحنفية إن الأضحية سنة مؤكدة، وهذا القول منسوب إلى أبي بكر وعمر وبلال وأبي مسعود البدري وسويد بن غفلة من الصحابة رضي الله عنهم، وقال به عدد من التابعين كذلك، وأدلّتهم على ذلك كثيرة منها حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا دَخَلَتِ العَشْرُ، وأَرادَ أحَدُكُمْ أنْ يُضَحِّيَ، فلا يَمَسَّ مِن شَعَرِهِ وبَشَرِهِ شيئًا”،[1] وقوله صلى الله عليه وسلم: “من كان له سَعَةٌ ولم يُضَحِّ فلا يَقَرَبَنَّ مُصَلَّانا”،[2] والله أعلم.[3]

اقرأ أيضًا: حكم توزيع الاضحية

حكم ذبح الاضحية في المسلخ

قال العلماء إنّ حكم ذبح الأضحية في المسلخ جائز كونه نوع من أنواع التوكيل الشرعي، فيمكن للمسلم أن يوكّل من يذبحَ له أضحيتهُ، ولكن بشرط أن يعيّن الأضحيةَ، أو يوكّل صاحب المسلخ أو القائمين على المسلخ أن يذبَحوا له أضحيةً من غير أن يعرفها، ولكن لا يجوز أن يذهب إلى المسلخ وينتقي أضحيةً مذبوحةً جاهزة، فهذا لا يجوز، والله أعلم.[4]

اقرأ أيضًا: حكم الاشتراك في الاضحية

حكم ذبح الاضحية في المنزل

قال العلماء إنّ حكم ذبح الأضحية في البيت هو الأفضل للمسلم؛ لأنّ الأفضل للمسلم أن يلي أضحيتهُ كما نصّ على ذلك العلماء، فإذا كان بإمكان الإنسان أن يشهد أضحيتهُ، ويقوم على أمرها ويقوم بحقها من حسن الذبحِ ونحو ذلك فهو الأفضل، فالأضحيةُ أقرب للنسك وهي أمور تعبدية توقيفية، فهذا هو الأفضل فيها، والله أعلم.[4]

اقرأ أيضًا: حكم عدم ذبح الاضحية

حكم ذبح الاضحية في الليل

إنّ حكمَ ذبحِ الأضحيةِ ليلًا من الأحكامِ التي اختلف العلماء بشأنها، فقال المالكيّة إنّ الذبح في ليالي أيام النحر لا يُجزئ، ووقت الليل هو بين غروب الشمس إلى طلوع الفجر، وقول المالكية هذا مرويٌّ عن الحنابلة في إحدى الروايتين، وقال الحنابلة والشافعية إنّ الذبحَ ليلًا مكروه ولكنّه يُجزئ المضحّي، وعلّلوا قولهم بأنّ المضحّي قد يخطئ المذبَح.[5]

وبهذا القول قال جمهور الفقهاء من علماء التابعين والقرون المتقدمة، واستثنى الشافعية من ذلك أن يكون التأخير لحاجة مثل انشغال المضحي نهارًا بما يمنعه من التضحية، أو أن يكون التأخير لمصلحة كسهولة اجتماع الفقراء ليلًا أو تيسّر اجتماعهم في هذا الوقت ونحو ذلك، والله أعلم.[5]

اقرأ أيضًا: حكم الحلاقة قبل الاضحية

حكم الحلق قبل ذبح الاضحية

لقد اختلف الفقهاء في حكم الذبح بينهم على ثلاثة أقوال في حكم الحلق قبل ذبح الأضحية، ففي الحديث يقول صلى الله عليه وسلم: “إذا دَخَلَتِ العَشْرُ، وأَرادَ أحَدُكُمْ أنْ يُضَحِّيَ، فلا يَمَسَّ مِن شَعَرِهِ وبَشَرِهِ شيئًا”،[1] فقد نقل الإمام الماوردي عن الأئمة أقوالهم في توجيه هذا الحديث، وهي كما يأتي:[6]

• قول الحنفية والمالكية: قال الحنفية والمالكية إنّ ترك الحلق قبل ذبح الأضحية ليس بسنة، ولا يُكره للمضحي؛ لأنّه مُحلٌّ وليس مُحرم.
• قول الشافعية: قال الشافعية إنّ المقصود في هذا الحديث هو الاستحباب وليس الوجوب، وإن من السنة لمن أراد أن يضحي أن يمتنع في عشر ذي الحجة من أخذ شعره وبشره، فإن أخذ كره له ولم يحرم.
• قول الحنابلة: قال الحنابلة إنّ الحديث يُحمل على الوجوب، ولذلك فقد حرّموا حلق الشعر أو قص الأظافر لظاهر الحديث، والله أعلم.

اقرأ أيضًا: حكم شراء الاضحية بالدين

حكم ذبح الاضحية قبل صلاة العيد

قال العلماء إنّ الأضحية التي تُذبح قبل صلاة العيد لا تُعد من الأضاحي؛ فإنّ وقت الذبح يبدأ من بعد صلاة العيد، والأفضل للمسلم كذلك انتظار انتهاء خطبتي العيد ليبدأ بالذبح، ودليل العلماء على أنّ الذبح يبدأ بعد صلاة العيد حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي يقول فيه: “مَن صَلَّى صَلَاتَنَا، ونَسَكَ نُسُكَنَا، فقَدْ أصَابَ النُّسُكَ، ومَن نَسَكَ قَبْلَ الصَّلَاةِ، فإنَّه قَبْلَ الصَّلَاةِ ولَا نُسُكَ له”،[7] والله أعلم.[8]

اقرأ أيضًا: حكم الاضحية على المقتدر

حكم توكيل ذبح الاضحية

قال العلماء إنّه يجوز للمسلم أن يوكّل من يذبح له أضحيته، ويوزعها على الفقراء أو حتى أن يشترها له في حال هذا الشخص محل ثقة ويؤتمن في هذه المسائل، ولكن المُستحب للمضحي أن يشهد أضحيته بنفسه كما قال العلماء، ولهم في ذلك شروحات طويلة تُنظر في مظانها، والله أعلم.[9]

اقرأ أيضًا: حكم تقسيم الاضحية

حكم ذبح الاضحية بعد غروب الشمس

الذبح بعد غروب الشمس يعني الذبح ليلًا، والذبح ليلًا فيه اختلاف بين العلماء، فقال المالكية -وهو أحد أقوال الحنابلة- إنّ الذبح ليلًا لا يجوز، وقال الحنابلة والشافعية إنّ الذبح ليلًا مكروه ولكنه يُجزئ المضحي، وقالوا إنّ سبب الكراهية هو أن يخطئ الذابح مكان الذبح، واستثنوا من ذلك أن يكون التأخير لانشغال المضحي بما يمنعه أو لمصلحة ما، والله أعلم.[5]

اقرأ أيضًا: حكم الأضحية لمن لا يستطيع

حكم ذبح الاضحية امام بعضها

قال العلماء إنّ حكمَ ذبحِ الأضحيةِ أمام أضحية أخرى مكروه شرعًا، فإنّ من آداب الأضحيةِ ألا تُذبح بهيمة أمام أختها، وقد نصّ على ذلك كثير من علماء المسلمين، ولكن لو حدثَ وذبَحَ الإنسان بهيمة أمام الأخرى فلا يكون قد ارتَكَب شيئًا محظورًا، بل إنّه فعل أمرًا مكروهًا وأضحيته صحيحة، والله أعلم.[10]

اقرأ أيضا: حكم قص الأظافر في عشر ذي الحجة للنساء

حكم ذبح الاضحية الحامل

إنّ الأضحية الحامل فيها خلاف بين جمهور الفقهاء والشافعية، فقال الجمهور من المذاهب الثلاثة الحنفي والمالكي والحنبلي إنّ الحمل ليس عيبًا في الأضحية، فهي تُجزئ في الأضحية، بينما قال الشافعية إنّها لا تُجزئ في الأضحية؛ لأنّ الحمل يفسد الجوف ويصير اللحم رديئًا، والله أعلم.[11]

اقرأ أيضًا: هل يجوز الاشتراك في الأضحية مع الأب

حكم ذبح الاضحية عن الميت

لقد اختلف الفقهاء في حكم الأضحية عن الميت، فهم وإن اتفقوا أنّ الأضحية لا تجب عن الميت إن لم يوصِ بها ولكنّهم اختلفوا في حكم الأضحية عن الميت في غير وصية، وخلصوا إلى ثلاثة أقوال هي:[12]

• قول الحنفية والحنابلة: قالوا إنّ الأضحية عن الميت تصح ويصله ثوابها، واستدلوا على ذلك بما روي عن علي بن أبي طالب -كرّم الله وجهه- أنّه كان يضحي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال إنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قد أوصاه بذلك.
• قول المالكية: قال فقهاء المالكية إنّ حكم ذبح الأضحية عن الميت مكروه، وقد نقل الكراهية عنهم عدد من الفقهاء منهم الإمام خليل في مختصره.
• قول الشافعية: قال فقهاء الشافعية إنّ ذبح الأضحية عن الميت لا يجوز إن لم يوصِ هو بذلك قبل وفاته، ونقل ذلك الإمام النووي في شرحه على صحيح الإمام مسلم، والله أعلم.

اقرأ أيضاً: هل يجوز للمرأة أن تذبح الأضحية

حكم حلق اللحية قبل ذبح الاضحية

ينبغي القول أوّلًا إنّ حلق اللحية منهيٌّ عنه شرعًا، وقد قال بتحريمه عددٌ من العلماء، وقالوا كذلك إنّ الحلق لا يؤثر على صحة الأضحية،[13] ولكنهم اختلفوا في حكم الحلق قبل الأضحية بناء على ما جاء في الحديث الشريف: “إذا دَخَلَتِ العَشْرُ، وأَرادَ أحَدُكُمْ أنْ يُضَحِّيَ، فلا يَمَسَّ مِن شَعَرِهِ وبَشَرِهِ شيئًا”،[1] فوجّه العلماء هذا الحديث في ثلاثة اتجاهات:

• الأول: وهو قول الحنفية والمالكية، قالوا إنّ ترك الحلق ليس سنّة ولا يُكره، لأنّ المضحّي مُحلّ وليس بمحرم.
• الثاني: وهو قول الشافعية، فقالوا إنّ المقصود في هذا الحديث هو الاستحباب وليس الوجوب، وإنّ من السنة لمن أراد أن يضحي أن يمتنع في عشر ذي الحجة من أخذ شعره وبشره، فإن أخذ كره له ولم يحرم.
• الثالث: قول الحنابلة، فقالوا إنّ الحديث محمول على الوجوب، فيحرم عندهم أخذ شيء من الشعر أو الأظافر، وذلك لظاهر الحديث، والله أعلم.

وإلى هنا يكون قد تم مقال ما حكم ذبح الاضحية في المسلخ او المنزل بعد الوقوف على هذا الحكم وما يتعلق بالأضحية من أحكام متنوعة أخرى.