حكم الزواج بنية الطلاق

حكم الزواج بنية الطلاق في الشريعة الإسلامية، حيث إنّ الطلاق هو من الأمور التي شرّعها اله -تبارك وتعالى- من أجل استمرار الحياة فلا يُمكن لشخصين أن يعيشا معًا كارهين لبعضهما، لذلك فإنّ موقع مقالاتي سيقف مع هذا الحكم إضافة للإضاءة على بعض الأمور الدقيقة فيه وما رأي إسلام ويب في المسألة ونحو ذلك من الأمور.

الزواج في الإسلام

الزواج هو الخلية والقاعدة التي يقوم عليها المجتمع الإسلامي، وقد حثّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على أن تُقام تلك القاعدة على الدين والمرأة التقية هي التي تكون بمثابة الظَفر والفوز بالنسبة لزوجها، ولا تقوم هذه المؤسسة سوى على الأمان والطمأنينة قال تعالى في سورة الروم: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}.[1]

شاهد أيضًا: ما هي النفقة على الزوجة وشروطها بعد الطلاق إسلام ويب

حكم الزواج بنية الطلاق

اختلف علماء أهل السنة والجماعة في حكم الزواج بنية الطلاق إلى قولين اثنين هما:[2]

• القول الأول: ذهب أصحاب هذا القول إلى أنّ الزواج بنية الطلاق هو في أصله باطل؛ لأنّ هذا الزواج مؤقت وهو بذلك يشبه لمتعة كما ذكر علماء أهل السنة والجماعة، ومن أصحاب هذا القول علماء اللجنة الدائمة للإفتاء.
• القول الثاني: ذكر أصحاب هذا القول أنّ هذا الزواج صحيح من ناحية العقد وليس فيه خلل ولكنّه حرام لما فيه من غش وتزوير وتدليس، فالمرأة ووليها لو علما بنية الزوج تلك لما قبلا بهذا الزواج، وكما ذكر ابن عثيمين أنّ الأصل في المنوي أنّه كالمشروط، وهو ما قال به شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.

شاهد أيضًا: ما حكم اتيان الزوجة من الدبر ابن عثيمين

الزواج بنية الطلاق في المذاهب الأربعة

ذهب علماء المذهب المالكي والشافعي والحنفي وهو قول عند الحنابلة اختاره ابن قادمة أنّ الزواج بنية الطلاق هو صحيح، وذلك لأنّ الوقت لا يتعين إلا من خلال اللفظ، وأمّا النية فهي بينه وبين الله -تبارك وتعالى- فهو لم يصرح بها، وما لم يُصرح به فلا يؤاخذ عليه، والله أعلم بالصواب.[3]

شاهد أيضًا: هل يجوز الصلاة بعد الاذان وقبل الإقامة؟

حكم الزواج بنية الطلاق إسلام ويب

ذكر إسلام ويب اختلاف علماء أهل السنة والجماعة في حكم هذا الطلاق على رأيين اثنين وهما:[4]

• الرأي الأول: المشهور عند العلماء أنّ ذلك ليس حرامًا خلافًا لرأي الحنابلة الذين يقولون بأنّه حرام والعقد فاس، فالأصل في صحة الزواج ألا يشرط بمدة والنية هي كاللفظ لا فرق بينهما فالأعمال بالنيات، وهو كالذي يحلل امرأة لزوجها بعد أن طلّقها ثلاثًا.
• الرأي الثاني: ذهب أصحاب هذا الرأي إلى أنّ ذلك يكون حلالًا لمن سافر إلى مكان آخر؛ لأنّ هذا لم يشترط والأصل أنّ الشرط يكون للمدة لمّا تنتهي يأتي الفراق، ولكن هنا لا يوجد شرط المدة، وربما رغب فيها فأبقاها عنده، ولكن هو محرم من ناحية الغش والخداع؛ لأنّ في ذلك خداعاً للزوجة وأهلها، وفي الأمر مفاسد كبيرة تترتب على هذا الفعل، وقد جاء الإسلام لسد باب المفاسد.

شاهد أيضًا: حكم الزواج بدون ولي في المذاهب الأربعة

حكم الزواج بنية الطلاق للمسافر

اختلف علماء أهل السنة والجماعة في مسألة الزواج بنية الطلاق وهم على رأيين بذلك فبعضهم قال بجوازه وبعضهم قال بأنّ العقد فاسد وهو في ذلك مثل زواج المتعة وهو حرام؛ لأنّ النية انعقدت على شرط والأعمال معلقة بالنيات كما بيّن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعضهم قال بأنّ العقد ليس فاسداً، ولكن هو حرام من ناحية الغش والفساد الذي سيتحصل، والله أعلم.[4]

إلى هنا نكون قد انتهينا إلى آخر مقال حكم الزواج بنية الطلاق وذكرنا رأي علماء أهل السنة والجماعة في المسألة، وأضأنا على الحكم الشرعي الخاص بالزواج على نية الطلاق بالنسبة للشخص المسافر ونحو ذلك من الأمور.