ما هو حد الزاني المحصن وغير المحصن

ما هو حد الزاني المحصن وغير المحصن في الإسلام فالدين الإسلامي هو دين العفة والطهارة والنقاء، وهو دين العزة والقوة، لذلك حرّم الله -سبحانه وتعالى- الفواحش ما ظهر منها وبطن، فالفواحش مصدر الضعف والهلاك والفساد والذل والهوان، وأشد أنواع الفواحش الزنا، والذي يعد جريمةً منكرة وفاحشةً مدمّرة تؤدي للهلاك والفقر والمرض وغضب الله ومقته، ومن خلال موقع مقالاتي سيتم التعرف على عقوبة الزاني المتزوج وغير المتزوج.

حكم الزنا في الإسلام

إنّ الإسلام حرّم الزنا، وجعله من كبائر الذنوب وعظائم الأمور الممنوعة في الشريعة الإسلامية، فهو واحدٌ من أعظم الأوبئة التي تلحق بالفرد والمجتمع فالزنا يفسد الشباب ويفكك الأسر، وقد حرّم الله -سبحانه وتعالى- الزنا في القرآن الكريم، وحرّمت السنة النبوية الشريفة الزنا في الكثير من النصوص الشرعية، والزنا المعرف شرعًا هو تغييب رأس الذكر في فرجٍ محرمٍ مشتهى من غير نكاحٍ شرعي.[1]

شاهد أيضًا: ما الحكمة من تحريم الزنا

حد الزاني المحصن

في الشريعة الإسلامية يُرجم الزاني المحصن المتزوج حتى الموت رجلًا كان أو امرأة، وهذا بإجماع أهل العلم جميعًا، وقد استدلوا على ذلك بحديث عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- حين قال: “إنَّ اللَّهَ بعثَ محمَّدًا وأنزلَ علَيهِ الكتابَ، فَكانَ فيما أنزلَ آيةَ الرَّجمِ، فقَرأناها ووعَيناها، ورجمَ رسولُ اللَّهِ – صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ – ورجَمنا بعدَهُ، وأخشَى إن طالَ بالنَّاسِ زمانٌ أن يقولَ قائلٌ : ما نجدُ آيةَ الرَّجمِ في كتابِ اللَّهِ تعالى، فيترُكُ فريضةً أنزلَها اللَّهُ ، وأنَّ الرَّجمَ في كتابِ اللَّهِ حقٌّ علَى مَن زنَى إذا أُحصِنَ من الرِّجالِ والنِّساءِ، إذا قامَت البَيِّنةُ، أو كانَ الحبلُ، أو الاعترافُ”. [2] وكذلك حديث ابن عباس في صحيح البخاري في قصة رجم الصحابي الذي زنى واسمه ماعز، وكذلك ما رواه مسلم في قصة رجم المرأة الغامدية التي زنت والله ورسوله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: حكم الاستمنى باليد للمرأة العزباء

حد الزاني غير المحصن في الإسلام

حكم الزاني الغير متزوج في الإسلام أن يقام عليه الحد بالجلد مائة جلدة والتغريب عام، وذلك لعموم الأدلة الشرعية في القرآن الكريم وفي السنة النبوية الشريفة، والمراد بالحد بالجلد هو التأديب والزجر تطهير المحدود من الذنب، ولذلك نبه أهل العلم أن لا يكون ضربًا مبرحًا إنما يكون متوسطًا، ولا يرفع الضارب يده بحيث يظهر إبطه، ولا يستعمل سوطًا جديدًا، ولا يُجرد المجلود من ثيابه، ويجلد المحدود قائمًا ولا يمد، ولا يربط ولا يضرب على وجهه ورأسه وفرجه.[4]

هل يجوز الستر على الزاني

إن الزاني من العصاة لكن ينبغي ستره، وعدم فضحه والتشهير به، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- قال لهزال الذي أشار لماعز أنه زنى لو سترته بثوبك كان خيرًا لك، ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة، فالواجب على المسلم لو علم بزنا أحدٍ ما أن يستره وأن لا يفضحه، ولذلك طلب الإسلام في اتهام أحدٍ بالزنا عديد الشروط والبينات الشرعية، ولو لم يستوفها يُقام عليه حد القذف، فالأمر في الإسلام جاء بستر العصاة المسلمين والله ورسوله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: دخول الاسواق بغير حاجة له حكم الجلوس في الطريق

هل حديث الرجم ضعيف

يحتج بعض الجهلة أن حد الزاني المحصن في القرآن لم يرد صريحًا لذلك لا صحة له، لكنّهم غفلوا أنّه قد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- عديد الأحاديث التي ذكر فيها حد الرجم على من زنا من المحصنات والمحصنين، وكلّ ما ورد في السنة عن الرجم كان صحيحًا، ومن تلك الأحاديث نذكر الأحاديث الآتية:

• عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: “أنَّ رَجُلًا مِن أسْلَمَ أتَى النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- وهو في المَسْجِدِ، فَقالَ: إنَّه قدْ زَنَى، فأعْرَضَ عنْه، فَتَنَحَّى لِشِقِّهِ الذي أعْرَضَ، فَشَهِدَ علَى نَفْسِهِ أرْبَعَ شَهَادَاتٍ، فَدَعَاهُ فَقالَ: هلْ بكَ جُنُونٌ؟ هلْ أحْصَنْتَ قالَ: نَعَمْ، فأمَرَ به أنْ يُرْجَمَ بالمُصَلَّى، فَلَمَّا أذْلَقَتْهُ الحِجَارَةُ جَمَزَ حتَّى أُدْرِكَ بالحَرَّةِ فَقُتِلَ”.[6]
• عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “وَاغْدُ يا أُنَيْسُ إلى امْرَأَةِ هذا، فَإِنِ اعْتَرَفَتْ فَارْجُمْهَا. قالَ: فَغَدَا عَلَيْهَا، فَاعْتَرَفَتْ، فأمَرَ بهَا رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- فَرُجِمَتْ”.[7]
• عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “خُذُوا عنِّي خُذُوا عنِّي، قدْ جعل اللهُ لهنَّ سَبِيلًا، البِكرُ بالبِكرِ؛ جَلدُ مِائةٍ، و نَفْيُ سَنةٍ، و الثَّيِّبُ بالثَّيِّبِ، جَلدُ مائةٍ و الرَّجْمُ”.[8]

عقوبة الزنا في القرآن

ورد في القرآن الكريم بيانًا في حد الزاني البكر وحد الزنا والتحذير منه في الكثير من المواطن والآيات، والتي منها ما يأتي:

• قال تعالى في سورة النور: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ}.[9]
• قال تعالى في سورة الفرقان: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا *يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا}.[10]
• قال تعالى في سورة الإسراء: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا}.[11]

شبهة عدم ذكر حد الزاني المحصن في القرآن لابن باز

ورد في حكم الزاني المحصن ابن باز رد الشيخ على شبهة عدم ذكر حد الزاني المحصن في القرآن الكريم، وقد ورد في هذه المسألة فتواه بقوله:[12]

“إن ربك حكيم عليم، ليس لنا اعتراض على الله وربنا ذكر بعض الأحكام في القرآن، وبعض الأحكام في السنة، فالسنة وحي ثانٍ، القرآن وحي، والسنة وحي، وكونه -سبحانه- ذكر الجلد في القرآن، ثم جاءت السنة بالرجم، لا اعتراض على الله، فهو الحكيم العليم والرسول رسوله، والقرآن كلامه، وقد أوحى إلى رسوله ما أوحى إليه في القرآن، وأوحى إليه الرجم، فنرجم كما رجم رسول الله ﷺ”.

شاهد أيضًا: حكم مشاهدة المسلسلات في نهار رمضان

مخاطر الزنا على المجتمع

ببيان ما هو حد الزاني المحصن وغير المحصن في الإسلام، فإن الله سبحانه وتعالى قد حرّم الزنا وجعل عقوبته كبيرة، وخصوصًا للمحصنين، وذلك لما فيه فساد وهلاك للنفس وللمجتمع، ومن مخاطر الزنا على المجتمع ما يأتي:[13]

• من أخطار الزنا تفشي الفساد وموت النفوس وحلكة الوجوه.
• ومن نتائج الزنا انتشار الأمراض الخطيرة والفتاكة والمهلكة للنسل.
• من خطورة الزنا أنّه يرفع إيمان العبد عن الزاني والزانية في حال زناهما.
• إن الزنا من أسباب غضب الله -سبحانه وتعالى- على من أتاه.
• بالزنا تتفكك الأسرة تختلط الأنساب، ويتم توريث من لا حق له بالميراث.
• بالزنا ينتشر الفساد الخلقي في المجتمع وتشيع الفاحشة.
• تنتشر العداوة بين الناس، وتُنتهك الأعراض ويُعتدى عليه، وتنتشر الجرائم من قتلٍ وغيرها.

إلى هنا نصل لنهاية مقال ما هو حد الزاني المحصن وغير المحصن في الإسلام، والذي بيّن حكم الزّنا في الإسلام، كما عرّف بحكم الزاني المتزوج وغير المتزوج، وذكر خطورة وآثار الزنا على الفرد والمجتمع، ودعّم ذلك بأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.