هل يجوز اخذ مصحف من المسجد والاحتفاظ به

هل يجوز اخذ مصحف من المسجد والاحتفاظ به، حيث إنّ المصاحف تكون عادة كثيرة في المسجد، وقد لا يقرأ المصلون بها كلها، وهل يُطلق على مَن أخذ مصحفًا من المسجد لفظ السارق، ويُقام عليه حدّ السرقة المعروف في الشريعة الإسلامية، لهذا فإنّ موقع مقالاتي سيضيء في حكمه على بعض الأمور الخاصة بقراءة القرآن من مصاحف المسجد في البيت ونحوه من الأمور.

هل يجوز اخذ مصحف من المسجد والاحتفاظ به

لا يجوز اخذ مصحف من المسجد والاحتفاظ به في البيت في الشريعة الإسلامية ولا حتى إن يأخذه ليقرأ منه في البيت، كذلك فإنّه لا يجوز للمسلم أن يأخذ مصحفًا إلى بيته ليقوم بتبديله، فلمّا يوضع المصحف في المسجد من أي جهة يكون وقفًا للمسجد فقط، فالأصل في المصاحف الموقوفة في المسجد أنّ وجه الانتفاع بها عام، ولمّا أخذها هو إلى المنزل، فإنّه جعل أمر الانتفاع بها خاص أي مخصوص به وحده وحجه عمّن سواه، والله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: هل يجوز القراءة من المصحف في الصلاة المفروضة

حكم أخذ مصحف من المسجد إسلام ويب

ذكر إسلام ويب حرمانية أخذ مصحف من المسجد، وقد نقل فتوى الشيخ ابن عثيمين وهي:[2]

“يجب أن نعلم أن الأوقاف التي في المساجد لا يجوز لأحد أن يخرجها من المسجد، ولو للانتفاع بها، فلا يجوز أن يخرج مصحفاً يقرأ فيه في بيته، ولا أن يخرج أي كتابٍ موقوفاً في المسجد ليطالعه في البيت، ولا أن يخرج آلة من آلات الكهرباء أو غيرها؛ لينتفع بها في بيته. فما خص للمسجد فإنه لا يجوز إخراجه منه، وقد ظن بعض الناس أن المصاحف التي في المساجد لما كانت وقفاً عاماً لكل من دخل المسجد أنه يجوز للإنسان أن ينتفع بها وحده في بيته، وهذا ظنٌ خطأ لأنك ربما تأخذها فيأتي أناس في المسجد يحتاجونها، فتكون أنت حرمتهم منها”.

شاهد أيضًا: حكم القراءة من المصحف في الصلاة

حكم سرقة المصحف

اختلف علماء أهل السنة والجماعة في حكم الحد في سرقة المصحف إلى عدة أقوال وهي:[3]

• الأحناف: ذهب أصحاب هذا القول من الحنفية إلى أنّه لا يجب إقامة الحد على مَن يسرق المصحف، ولو كان على السارق حلية يبلغ فيها النصاب ومثله كتب التفسير ونحوها، وقد ذهب أبو يوسف من الأحناف إلى أنّ الكتاب لو بلغ قيمة النصاب، وسرق يُقام الحد على سارقه؛ لأنّ الناس يعدونه من النفائس.
• الشافعية: ذهب أصحاب المذهب الشافعي إلى أنّ مَن يسرق المصحف أو حتى الكتب المباحة لو بلغت قيمة النصاب، فإنّه يُقام الحد فيها.
• الحنابلة: ذهب أصحاب المذهب الحنبلي إلى أنّ سارق المصحف يوجب عليه الحد؛ لأنّ مال متقوم، والمذهب على أنه لا يكون قطعٌ بسرقة المصحف؛ لأنّه كلام الله تعالى وهو كذلك ما لا يجوز أخذ العوض عنه، أمّا لو كان المصحف عليه حلية تبلغ نصابًا، فإنّه أيضًا لا قطع فيها، بسبب اتصال الحلية بما لا يُقطع فيه.
• المالكية: ذهب أصحاب المذهب المالكي إلى وجوب إقامة حد السرقة على مَن سرق الكتب النافعة، أو سرق مصحفًا ما دامت القيمة تبلغ نصابًا، والله أعلم.

إلى هنا نكون قد انتهينا إلى آخر مقال هل يجوز اخذ مصحف من المسجد والاحتفاظ به وذكرنا رأي علماء أهل السنة والجماعة في حكم أقام الحد على مَن يسرق المصحف وما هو رأي علماء موقع إسلام ويب في سرقة المصحف ونحو ذلك.