جدول المحتويات
هل الرسول صلى التراويح؟ صلى الله عليه وسلم، تلك الصلاة التي يصليها المسلمون في شهر رمضان المبارك على أنّها قيام الليل، وفي هذا المقال سوف يتوقف موقع مقالاتي لتسليط الضوء على إجابة ذلك السؤال، إضافة للمرور على مشروعية صلاة التراويح متى بدأت ومن أوّل من صلاها ثمّ من الذي عاد فجمع الناس عليها، ويتوقف المقال كذلك مع الأحاديث التي ذُكرت فيها صلاة التراويح.
هل الرسول صلى التراويح
لقد صلّى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاة التراويح في جماعة من المسلمين بادئ الأمر، ثمّ لمّا وجد أعدادهم تزيد فإنّه -صلى الله عليه وسلّم- من باب الرأفة بهم لم يخرج إليهم ولم يصلّ بهم وصار يصليها في البيت، وقال لهم إنّه يخشى أن تُفرَضَ هذه الصلاة عليهم فيعجزوا عنها مستقبلًا، ومن وقتها عاد المسلمون وصاروا يصلونها منفردين حتى وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.[1]
شاهد أيضًا: هل التراويح هي قيام الليل
متى شرعت صلاة التراويح
لقد شُرعت صلاة التراويح منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وفيها يأتي تفصيل ذلك:
التراويح في عهد النبي
لقد جمع النبي -صلى الله عليه وسلم- الناس أوّلًا لصلاة التراويح، فكان يصلّي في المسجد صلاة القيام في رمضان، فرآه عدد من الصحابة فصلّوا بصلاته، فلمّا رأى عدد الصحابة يزداد ليلة بعد أخرى قرر التوقف عن صلاتها جماعة وأخبر المسلمين بأنّه يخشى أن تُفرَضَ عليهم.[2]
شاهد أيضًا: هل صلاة التراويح تغني عن قيام الليل
التراويح في عهد عمر بن الخطاب
بعد تولي عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الخلافة بنحو عامين مرّ بالمسلمين وهم يصلون التراويح منفردين، فرأى لو جمعهم على إمام واحد جماعة لكان أفضل، وكان ذلك في السنة الرابعة عشرة من الهجرة، فجمعهم على أُبي بن كعب رضي الله عنه، وصلى بهم عشرين ركعة، والله أعلم.[2]
شاهد أيضًا: كيفية صلاة التراويح للنساء في المسجد
حديث صلاة التراويح
فيما يأتي مجوعة من الأحاديث الشريفة التي ذُكرت فيها صلاة التراويح سواء من كلام النبي -عليه الصلاة والسلام- أم من كلام الصحابة رضي الله عنهم:
- حديث أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- وقد سئلت عن صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- في رمضان: “ما كانَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ ولَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُصَلِّي أرْبَعَ رَكَعَاتٍ، فلا تَسْأَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أرْبَعًا، فلا تَسْأَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ تَنَامُ قَبْلَ أنْ تُوتِرَ؟ قالَ: تَنَامُ عَيْنِي ولَا يَنَامُ قَلْبِي”.[3]
- حديث أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- عن الأيام الأولى لصلاة التراويح: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَرَجَ ذاتَ لَيْلَةٍ مِن جَوْفِ اللَّيْلِ، فَصَلَّى في المَسْجِدِ، فَصَلَّى رِجالٌ بصَلاتِهِ، فأصْبَحَ النَّاسُ، فَتَحَدَّثُوا، فاجْتَمع أكْثَرُ منهمْ، فَصَلَّوْا معهُ، فأصْبَحَ النَّاسُ، فَتَحَدَّثُوا، فَكَثُرَ أهْلُ المَسْجِدِ مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ، فَخَرَجَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَصَلَّوْا بصَلاتِهِ، فَلَمَّا كانَتِ اللَّيْلَةُ الرَّابِعَةُ عَجَزَ المَسْجِدُ عن أهْلِهِ حتَّى خَرَجَ لِصَلاةِ الصُّبْحِ، فَلَمَّا قَضَى الفَجْرَ أقْبَلَ علَى النَّاسِ، فَتَشَهَّدَ، ثُمَّ قالَ: أمَّا بَعْدُ، فإنَّه لَمْ يَخْفَ عَلَيَّ مَكانُكُمْ، لَكِنِّي خَشِيتُ أنْ تُفْرَضَ علَيْكُم، فَتَعْجِزُوا عَنْها”.[4]
- حديث أبي ذر -رضي الله عنه- الذي يحدد الليالي التي صلى فيها النبي -صلى الله عليه وسلم- التراويح: “صُمنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم فلم يقُم معنا شيئًا من الشَّهرِ حتَّى بقيَ سبعٌ فقام بنا حتَّى ذهب ثلثُ اللَّيلِ فلمَّا كانت السَّادسةُ لم يقم بنا فلمَّا كانت الخامسةُ قام بنا حتَّى ذهب شَطرُ اللَّيلِ فقلتُ يا رسولَ اللهِ لو نفَّلتنا قيامَ هذه اللَّيلةِ فقال إنَّ الرجلَ إذا صلَّى مع الإمامِ حتَّى ينصرفَ حُسِبَ له قيامُ ليلةٍ فلمَّا كانت الرابعةُ لم يقُم بنا حتَّى بقي ثلاثٌ فلمَّا كانت الثالثةُ جمع أهلَه ونساءَهُ والناسَ فقام بنا حتَّى خشِينا أن يفوتَنا الفلاحُ يعني السحورَ ثمَّ لم يقُمْ بنا بقيَّةَ الشهرِ”.[5]
- حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- حول صلاة التراويح: “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُرَغِّبُ في قِيَامِ رَمَضَانَ مِن غيرِ أَنْ يَأْمُرَهُمْ فيه بعَزِيمَةٍ، فيَقولُ: مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ. فَتُوُفِّيَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَالأمْرُ علَى ذلكَ، ثُمَّ كانَ الأمْرُ علَى ذلكَ في خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ، وَصَدْرًا مِن خِلَافَةِ عُمَرَ علَى ذلكَ”.[6]
- قوله صلى الله عليه وسلم: “إنَّ اللهَ تعالى افترضَ صومَ رمضانَ، وسننت لكمْ قيامَهُ، فمنْ صامَه وقامَه إيمانًا واحتسابًا ويقينًا كانَ كفارةٌ لِمَا مَضَى”.[7]
وإلى هنا يكون قد تم مقال هل الرسول صلى التراويح بعد معرفة الجواب الدقيق لهذا السؤال، وبعد الوقوف على تاريخ هذه الصلاة ومشروعيتها وأول من صلاها جماعة، إضافة للوقوف مع عدد من الأحاديث التي ذكرت فيها صلاة التراويح.
المراجع
- ^ islamweb.net , صلى النبي عليه الصلاة والسلام التراويح بأصحابه وجمع عمر الناس عليها , 31/03/2024
- ^ shamela.ws , الموسوعة الفقهية الكويتية , 31/03/2024
- ^ صحيح البخاري , البخاري، عائشة ام المؤمنين، رقم الحديث: 3569، حديث صحيح.
- ^ صحيح البخاري , البخاري، عائشة أم المؤمنين، رقم الحديث: 924، حديث صحيح.
- ^ تخريج مشكاة المصابيح , ابن حجر العسقلاني، أبو ذر الغفاري، 2/67، حديث حسن.
- ^ صحيح مسلم , مسلم، أبو هريرة، رقم الحديث: 759، حديث صحيح.
- ^ الجامع الصغير , السيوطي، عبد الرحمن بن عوف، رقم الحديث: 1684، حديث حسن.