من أوائل المبتعثين الفنان التشكيلي السعودي

يُعدّ الفنان السعودي عبدالحليم رضوى من أبرز رواد ومؤسسي الفن التشكيلي في المملكة العربية السعودية، كما يُعدّ أيضًا من أشهر وأبرز الفنانين في الفن العربي المعاصر، فهو أول فنان تشكيلي سعودي يتمّ ابتعاثه للدراسة خارج المملكة فضلًا عن كونه أول من قام بتجهيز معرض فني في تاريخ المملكة والذي تمّ انعقاده في جدة عام 1965م، كما قام في عام 1968م بتأسيس أول مركز مختص بالفن وكل من له علاقة به وسمّي بمركز الفنون الجميلة الواقع في جدة والذي بلغ عدد أعماله الفنية ما يقارب 3500 عمل متنوع اشتهرت في الدول العربية والغربية.[1]

الفنان عبد الحليم رضوى ويكيبيديا

ولد الفنان التشكيلي السعودي عبدالحليم رضوى في السعودية وتحديدًا في منطقة مكة عام 1939م، توفي والده وهو في سنّ الخامسة وعاش يتيم الأب في أسرة عفيفة عانت من صعوبات الحياة، إذ كان عبدالحليم الابن الأكبر في أسرته مما دفعه إلى تحمُّل المسؤولية في عمر التاسعة فقد عمل على الطوافة وتلبية حاجات الحجاج وبيع المأكولات الحجازية مثل البليلة، أنهى تعليمه العام في مكة إذ تخرّج من المدرسة العزيزية عام 1960م، بعد ذلك بدأت موهبته في الفن التشكيلي بالظهور شيئًا فشيئًا من خلال المعهد العلمي السعودي مما دفعه لإكمال دراساته العليا في أكاديمية الفنون الجميلة في العاصمة الإيطالية روما.[1][2]

شاهد أيضًا: الفنان كلود مونية من رواد المدرسة الانطباعية

المسيرة الفنية للفنان عبدالحليم رضوى

بدأ الفنان عبدالحليم رضوى مسيرته الفنية بعد تخرُّجه من المدرسة وحصوله على شهادة الثانوية العامة عام 1958م، بعد ذلك توجّه لدراسة الفنون في روما وحصل على الليسانس في فنون الديكور عام 1964م، وفي عام 1979 عاد إلى روما للحصول على درجة بروفيسور في الفنون والذي جعله فنانًا محترفًا على مستوى العالم، إذ أنّه امتلك أساليب فنية متنوعة من الفن التكعيبي والتعبيري والتجريدي والسريالي مع بروز الموروثات الشعبية (خاصة الحجازية والإسلامية) في أعماله بشكلٍ أصيل وملفت.[2]

الأسلوب الفني للفنان عبدالحليم رضوى

تنوّع الإنتاج الفني للفنان رضوى من نحت ورسم وجداريات وتصوير وكولاج، وقد اشتهر باستخدامه ألوان الإيكلريك والألوان الزيتية، وقد وضع نصب عينه التراث الحجازي والزخارف والرقصات والمنازل الشعبية فكانت من أبرز موضوعات أعماله الفنية، إذ كانت المثلثات والدوائر الشعبية والأشكال التجريدية تغلب على أسلوبه بشكلٍ واضح، كما اهتم بالاستفادة من التقنيات في المدارس الغربية مع الحرص في الحفاظ على الطابع المحلي.[2]

المعارض الشخصية للفنان عبدالحليم رضوى

سجّل الفنان عبدالحليم رضوى رقمًا قياسيًا بعدد المعارض الفنية الشخصية والتي عرضت في ما يقارب مئة معرض شخصي موزعة حول العالم، إذ تمّ عرضها في إسبانيا واليابان وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وهولندا وإيطاليا وبلجيكا وبريطانيا وإندونيسيا والسويد وسويسرا، بالإضافة إلى حفظ بعض لوحاته في العديد من المتاحف البارزة في العالم مثل متحف الفن الحديث في إسبانيا ومتحف الفن الحديث في العاصمة البرازيلية ريو دي جانيرو ومتحف الفن الحديث في الأردن ومتحف الفن الحديث في المغرب، ومتحف كير جاس في زيورخ، بالإضافة إلى صالة الفن في سان ماركو في العاصمة الإيطالية فضلًا عن متحفه الخاص في مدينة جدة في السعودية.[2]

أبرز المناصب التي شغلها الفنان عبد الحليم رضوي

شغل الفنان رضوى العديد من المناصب العليا في المجالات الفنية، ففي عام 1968 كان أحد أعضاء مجلس التحكيم الدولي في العاصمة الإسبانية مدريد، ثمّ تمّ تعيينه كرئيس للجنة التحكيم للفنون الجميلة في مدريد عام 1978م، بعد ذلك رئيس لرابطة الفنانين التشكيليين العرب في مدريد أيضًا عام 1973م، وعُيّن كمدير عام لجمعية الثقافة والفنون في جدة في عام 1980 حتى عام 1992، بعد ذلك شغل منصب مستشار للجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون في عام 1993 إلى أن توفّاه الله.

وفاة الفنان عبدالحليم رضوى

أصيب الفنان رضوى في السابع والستين من عمره بنوبة قلبية أدت إلى انتهاء أجله بعد نقله إلى المشفى التخصصي في مدينة جدة في السادس من آذار لعام 2006 تاركًا وراءه تاريخًا حافلًا في الفنون التشكيلية المتنوعة على مستوى العالم.[3]

وبهذا القدر نصل إلى نهاية هذا المقال الذي تمّ من خلاله التعرُّف على الإجابة الصحيحة لسؤال من أوائل المبتعثين الفنان التشكيلي السعودي والتطرُّق لنشأة الفنان عبدالحليم رضوى ومسيرته الفنية وأبرز أعماله.