جدول المحتويات
متى نتحرى ليلة القدر وما فضلها وبم ندعو فيها من دعاء مستجاب بإذن الله تعالى، فَليلة القدر هي من أعظم الليالي في شهر الخير، فهي التي وصف الله فضلها بأنها خير من ألف شهر، ولذا يبقى السؤال دائماً موجود عند المؤمنين والمنتظرين لها بالشوق ليعلموا بكل تفاصيلها حتى يقيموها بأحسن وجه وينالوا ثوابها، وفي مقالنا اليوم عبر موقع مقالاتي سوف نتعرف على كيفية التحري عن ليلة القدر وما وفضلها وماذا ندعو الله بها وكل ما يتعلق بها من تفاصيل هامة.
ليلة القدر
ليلة القدر هي من أعظم الليالي التي وجدت في شهر رمضان المبارك الذي خصه الله تعالى بالعبادة الخالصة لوجه الكريم، حيث تتجلى فيها كافة مظاهر العبادة التي يقوم بها المسلم في هذا الشهر وكافة أشهر السنة، وقد سميت بليلة القدر لما بها من قدر عظيم من المغفرة والثواب والرحمة والمغفرة والعفو من رب كريم رؤوف بعباده الصالحين الطائعين.
اقرأ أيضًا: معلومات عن ليلة القدر
متى نتحرى ليلة القدر
أمرنا النبي أن نتحرى ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، حيث تكون فيها الليلة الموعودة التي تفتح فيها أبواب السماء، وتنزل فيها الملائكة إلى الأرض ليكونوا بعدد الحصى، ينظرون في أمر العابدين القائمين ليلهم والخاشعين بين يدي المولى عز وجل، وقد ورد عن النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام- الكثير من الأحاديث الشريفة التي تبلغنا عن موعد تحري هذه الليلة، ومن ذلك ما روته أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنه {كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُجَاوِرُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ ويقولُ: تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ}[1].
اقرأ أيضًا: احاديث عن ليلة القدر
ما الحكمة من إخفاء ليلة القدر
فيما ذكر عن سبب إخفاء ليلة القدر ما رواه عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- إذ قال: {خَرَجَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِيُخْبِرَنَا بلَيْلَةِ القَدْرِ فَتَلَاحَى رَجُلَانِ مِنَ المُسْلِمِينَ فَقَالَ: خَرَجْتُ لِأُخْبِرَكُمْ بلَيْلَةِ القَدْرِ، فَتَلَاحَى فُلَانٌ وفُلَانٌ، فَرُفِعَتْ وعَسَى أنْ يَكونَ خَيْرًا لَكُمْ، فَالْتَمِسُوهَا في التَّاسِعَةِ، والسَّابِعَةِ، والخَامِسَةِ}[2]، والحكمة في ذلك أن الله أراد بالمؤمنين أن يتعظوا من خلافهم في أمر الله، ويحرمهم بركة معرفة هذه الليلة، وفي حكمة ذلك أن يبذلوا جهدهم في طلبها وطلب ثوابها، وأن لا يجعل الأمر هيناً فإذا ما علموا موعدها كلت هممهم عنها وقل عملهم فيها وثوابهم.
شاهد أيضًا: خطبة عن فضل العشر الاواخر من رمضان وليلة القدر
علامات ليلة القدر
خير ما يستدل به على ليلة القدر من علامات، هو ما أخبرنا به رسول الله -عليه الصلاة والسلام- من تلك العلامات المميزة لها، فعن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{إنَّ أمارة ليلةِ القدر أنها صافيةٌ بلجةٌ، كأن فيها قمرًا ساطعًا، ساكنة ضاحيةً لا بَرْدَ فيها ولا حَرَّ، ولا يحلُّ لكوكبٍ أن يُرمى به فيها حتى يصبِحَ، وإن أمارتَها أن الشمس صبيحتَها تخرج مستويةً ليس لها شعاعٌ، مثل القمَرِ البَدرِ، لا يحِلُّ للشيطانِ أن يخرُجَ معها يومئذٍ}[3].
شاهد أيضًا: ماذا يحدث في ليلة القدر
فضل ليلة القدر
بدايةَ، نذكر قول الله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}[4]، فهذه الآيات الكريمة تلخص الكثير من فضل هذه الليلة العظيمة، ففي هذه الليلة العظيمة تنزل القرآن في مرحلة من مراحله السماوية قبل أن ينزل إلى الأرض، وفي هذه الليلة التي تعادل ألف شهر، يعم الخير كل المسلمين، فتنزل الملائكة إلى الأرض تحصي الحسنات التي لا حصر لها، فيبقى لها السلام حتى مطلع الفجر لما لها من فضل عظيم، وما فيها من دعاء مستجاب.
بم ندعو في ليلة القدر
من كان قائماً ليله بقلب حاضر وخشوع كبير في هذه الليلة، حق له الدعاء المستجاب بإذن الله تعالى، وفيما روت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- المصطفى في خير ما يبادر به المؤمن بالدعاء هذه الليلة، أن قالت: {قلْتُ: يا رسولَ اللهِ، أرأَيْتَ إنْ علِمْتُ أيَّ ليلةٍ ليلةَ القدرِ ما أقولُ فيها؟ قال: قولي: اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ تُحِبُّ العفْوَ، فاعْفُ عنِّي}[5]، فهذا أعظم ما يمكن للمرء أن يدعو فيها، إضافة لما يحتاجه المرء من خالقه، ويكفي أن يستحضر المرء قلبه، ويخشع في سجوده وركوعه ويرفع يديه إلى رب السماء، ويدعو بما أراد والله مجيب الدعوات.
روائع الدعاء في ليلة القدر
هناك العديد من الأدعية الجميلة التي يمكن أن يتوجه بها المرء إلى ربه، وخير تلك الأدعية ما ورد ذكره في القرآن الكريم والسنة والنبوية الشريفة، ومن ذلك:
- {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}[6].
- {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ* رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ}[7].
- {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}[8].
- {اللهمَّ إنِّي أسألُك من الخيرِ كلِّه عاجلِه وآجلِه ما علِمتُ منه وما لم أعلمُ ، وأعوذُ بك من الشرِّ كلِّه عاجلِه وآجلِه ما علِمتُ منه وما لم أعلمُ، اللهمَّ إنِّي أسألُك من خيرِ ما سألَك به عبدُك ونبيُّك ، وأعوذُ بك من شرِّ ما عاذ به عبدُك ونبيُّك، اللهمَّ إنِّي أسألُك الجنةَ وما قرَّب إليها من قولٍ أو عملٍ، وأعوذُ بك من النارِ وما قرَّب إليها من قولٍ أو عملٍ، وأسألُك أنْ تجعلَ كلَّ قضاءٍ قضيتَه لي خيرًا}[9].
شاهد أيضًا: من خصائص شهر رمضان أنه فيه ليلة القدر
أعمال ليلة القدر
إن أعمال ليلة القدر التي يقابل بها العبد ربه كثيرة للغاية، وهي مليئة بالعبادات والطاعات التي يقصد بها العبد وجه ربه، ومن تلك العبادات المستحبة:
- بداية يومه كله بالتصدق والإحسان وإخراج المال في سبيل الله وإطعام المساكين.
- صلاة قيام الليل وما زاد منها في عدد ركعاتها.
- قراءة القرآن الكريم طيلة قيامه وبين الركعات.
- التكبير والتسبيح والحمد لله على نعمه المثيرة التي لا تعد ولا تحصى.
- الوقوف بين يدي الله بكل خشوع وضعف أمام عظمته.
وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان هل الدعاء مستجاب في ليلة القدر، والذي تعرفنا من خلاله على ليلة القدر وموعدها ومتى على المسلم أن يتحراها وما الحكمة من إخفاء موعدها، كما تعرفنا على فضل هذه الليلة وعلاماتها وما الأعمال المستحبة بها وأفضل الأدعية أثناء قيامها.
المراجع
- ^ صحيح البخاري , عائشة أم المؤمنين، البخاري، 2020، صحيح
- ^ صحيح البخاري , عبادة بن الصامت، البخاري، 2023، صحيح
- ^ مجمع الزوائد , عبادة بن الصامت، الهيثمي، 3/178، رجاله ثقات
- ^ سورة القدر , الآيات من 1 إلى 5
- ^ سنن الترمذي , عائشة أم المؤمنين، الترمذي، 3513، حسن صحيح
- ^ سورة البقرة , الآية 201
- ^ سورة إبراهيم , الآيتان 40 و 41
- ^ سورة الفرقان , الآية 74
- ^ صحيح الجامع , عائشة أم المؤمنين، الألباني، 1276، صحيح