جدول المحتويات
ما فضل الصلح في الاسلام ؟ هكذا يجب أن يتساءل كل مُشاحن أو مُتباغض؛ لكي يعرف كم أُعدّ له من الثواب الكبير يتحصل عليه إذا ما بادر إلى الصلح مع أخيه أو صديقه أو زوجته، فإنما هي أواصر الرحمة والمودة التي ألقاها الله تعالى في قلوب عباده المؤمنين لكي تستمر الحياة وتسير سفينة الأيام، فلا يُتصور أن تمضي الحياة بالتشاحن والتباغض والفُرقة وعبر موقع مقالاتي سنتعرف على كل ما يتعلق بالصلح وفضله.
ما فضل الصلح في الاسلام
إذا ما علمنا ما فضل الصلح في الإسلام فإنه لن يكون لدينا الوقت لكي نتخاصم ونتدافع فيما بيننا بقولٍ أو فعلٍ، فقد عَدَّدَ الإسلام بعض الفضائل التي تأتي من خلال الصلح ومنها:
- قول النبي –صلى الله عليه وسلم-: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ وَالصَّدَقَةِ؟” قَالُوا: بَلَى، قَالَ: إِصْلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ، فَإِنَّ فَسَادَ ذَاتِ الْبَيْنِ هِيَ الْحَالِقَةُ»
- تحقيق الأُخُوَة بين المسلمين لقوله تعالى: « إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ» [الحجرات: 10].
- وفي جزءٍ من الحديث النبوي « كُلُّ سُلَامَى مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ، كُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ؛ تَعْدِلُ بَيْنَ الِاثْنَيْنِ صَدَقَةٌ» مما يدل على أن المسلم يكون حريصًا على التوسط للصلح بين المتخاصمين، وما أكثرهم في زماننا هذا.
- دعوة النبي –صلى الله عليه وسلم- للصلح بين أهل قباء حين تراموا بالحجارة، فقال: « اذْهَبُوا بِنَا نُصْلِحُ بَيْنَهُمْ» فهذا بلا شك مما يُقتدى به، ولنا فيه أسوةٌ حسنة.
الإصلاح بَيْنَ النَّاسِ في القرآن الكريم
وأن تهتدي بكتاب الله تعالى في كل كبيرةٍ وصغيرةٍ لهو أدّعى لك وأفضل وأقوم، وإن تساءلت ما فضل الصلح في الإسلام فستجد الإجابة شافية وافية في كتاب الله تعالى ومن ذلك:
- « وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ» [النساء: 128] فهكذا يخبرنا القرآن الكريم أن الصلح خيرٌ من الفراق بين الزوجين.
- «فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ » [البقرة: 182] وذلك أن إذا حضر أحدهم الوفاة وكان يوصي بالوصية ثم خشي أحد المؤمنون أنه لا يقول خيرًا نتيجة لمرضه فقد يظلم ورثته فيوصيه حينها بالقول العادل ويصلح بينه وبين ورثته بطريقةٍ أو أخرى.
- «وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ » [البقرة: 224]وهذا لأن النهي عن حفظ القسم قد تقدم، ولكن إن كان القسم عن أمرٍ واجب أو صُلح بين الناس فيمكن له أن يتراجع عن قسمه لعمل ما هو أحب إلى الله تعالى.
- «لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا» [النساء: 114] أي أنه لا خير فيما يتكلم به الناس إلا أن يكون أمرٌ بصدقة أو معروف أو إصلاحٌ بين الناس والذي لا يكون إلا بين المتنازعين، وهذا إطراءٌ من رب العالمين لمن فعل ذلك، ويكفيه فخرًا فاعلُه.
فوائد الصلح بين الناس
ما من شكٍ أن الصلح بين الناس فيه من المنافع والفوائد للفرد والمجتمع المسلم الكثير ومن ذلك:
- نشر الودّ والألفة والمحبة بين المسلمين وتعميم نمط الوئام العام بين جميع أطياف الدين.
- نشأة الأجيال القادمة على حب التسامح والبرّ التي أوصانا بها الدين في كثيرٍ من مواضع الكتاب والسُنّة.
- التعاون على البر والتقوى كما أمرنا الله تعالى ومحاولة تجنيب النزاعات الشخصية وتغليب الرأي السديد.
- استمرارية الحياة الاجتماعية لإذابة الخلافات بين المتناحرين لا سيما الأزواج الذي على أثرها قد ينهدم البيت وتتشتت الأسرة المسلمة.
الآن علمنا ما فضل الصلح في الاسلام فهل سنتخذ من ذلك سبيلًا ؟ أم أننا سنستمر في أهوائنا وميولنا الشخصية والنفسية، إن الدين قد نهى عن الكِبر والذي يظهر جليّاً بين المتخاصمين فلكلٍ منهما رأيه ولكلٍ منهما غايته ومطلبه ولا يعلم الطرفين أنهما إذا ألانا الحديث والتعامل فهو خيرٌ لهما.