جدول المحتويات
ما سبب نزول قوله تعالى ويوم يعض الظالم على يديه ؟ التي نزلت في سورة الفرقان، حيث أن الله تعالى لم يذكر آية في القرآن إلا وكان لها دلالة أو قصة، وتأتي وراء آية “يوم يعض الظالم على يديه” عدة أسباب وأحداث لكي يرويها الله عز وجل في كتابه لكي نتعظ منها، لذلك عند قراءتنا لكتاب الله الكريم سوف نقابل الكثير من الآيات التي توجد فيها العبرة والموعظة من ورائها.
ما سبب نزول قوله تعالى ويوم يعض الظالم على يديه
تأتي في القرآن الكريم بعض الآيات التي يقوم العلماء بتفسيرها أن وراء هذه الآيات سببًا وجيهًا لنزولها، ومن هذه الآيات قول الله تعالى “وَيَوْمَ يَعَضُّ الظالم على يَدَيْهِ يَقُولُ ياليتني اتخذت مَعَ الرسول سَبِيلاً ياويلتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَناً خَلِيلاً”، حيث تعددت تفسيرات العلماء والفقهاء في تفسير الآية، حيث كان سبب نزولها هو:
- قال ابن عباس وذلك في رواية عطاء الخراساني، أن كان أبي بن خلف يجلس ويستمع إلى الرسول صلى الله عليه وسلم دون أن يؤمن به، لذلك استحقره عقبة بن أبي معيط عن مجالسته مع النبي، فنزلت هذه الآية .
- قال الشعبي عن سبب نزول الآية، أن كان عقبة خليلًا ومتبعًا لأمية بن خلف، لكن عندما أسلم عقبة قال له أمية، أنه يحرم عليه رؤية وجهه إن تابع محمدًا، لذلك كفر وارتد عن الإسلام لرضا أمية، فنزلت الآية.
شاهد أيضًا: تفسير هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا
قصة نزول الآية ويوم يعض الظالم على يديه
اختلفت تفسيرات سبب نزول هذه الآية كما ذكرنا، لكن اجتمع بعض العلماء على أن يوجد قصة وراء نزول هذه الآية وهي كما ذكرها لنا فقهاء الدين نقلًا عن الصحابة أن أمية بن خلف وعقبة بن أبي معيط كانا أصدقاء متحالفين، ومن عادات عقبة أنه كان لا يقدم من سفر إلا وقام بصنع الطعام، ويقوم بدعوة أشراف القوم إليه، ولأنه كان كثير الجلوس مع النبي صلى الله عليه وسلم، فقام بدعوته إلى طعامه في ذات يوم، فقبل رسول الله بهذه الدعوة، فلما اقترب من الطعام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ما أنا بآكل من طعامك حتى تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله “، حينها لبىَ عقبة طلب الرسول ودعوته للدخول في الإسلام وقال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.
أكل رسول الله من طعام عقبة، وكان في هذا الوقت أبي بن خلف غائبًا عن الطعام، فلما عاد بن خلف أخبره عقبة بما حدث، فقال له صبأت يا عقبة، ورد عقبة عليه: والله ما صبأت، وروي له أنه عندما دخل علي رجل ويقصد به رسولنا الكريم، فأبى أن يطعم من طعامي إلا أن أشهد له، فاستحييت أن يخرج من بيتي ولم يطعم، فشهدت له فطعم من طعامي، فقال ابن خلف له أنه لن يرضي عنه أبدًا حتى أن يأتي رسول الله ويبصق على وجهه حاشاه الله صلى الله عليه وسلم، ففعل ذلك عقبة فأخذ رحم دابة، فألقاها بين كتفيه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” لا ألقاك خارجًا من مكة إلا علوت رأسك بالسيف “.
وقد قُتل عقبة يوم بدر صبرًا، ومن قتله هو على بن أبي طالب بأمر من الرسول صلوات الله عليه، وما حدث لأبي بن خلف أن قتله النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك يوم أحد في المعركة، لذلك قد أنزل الله تعالى فيهما هذه الآية، وقال الضحاك في رواية أخرى، أنه عندما بصق عقبة في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قد عاد بصاقه في وجه عقبة مرة أخرى، وقد تشعب شعبتين، وقامت بحرق خديه وكان لهذا أثر كبير فيه حتى مات.
شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الفاتحة بهذا الاسم
تفسير الآية يوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلًا
بالرغم من معرفة السبب والقصة وراء نزول هذه الآية، إلا أن كثير من الفقهاء والعلماء قاموا بتفسيرها مفصلة، حيث أن الآية لا تعبر عن عقبة فقط ولكنها عامة لكل ظالم، ومن تفسيرات الآية لعدد من العلماء والمفسرين قد جاءت على النحو التالي:
- تفسير الميسر: جاء في هذا التفسير أن لكل ظالم وقت يأتيه يندم فيه عن كل ما حدث، وهنا يندم الرجل لمضايقته رسول الله، ويتحسر عن عدم اتباعه النبي في اتخاذ الإسلام طريقًا للحق والعدل والجنة، وفي قوله” يا ليتني لم اتخذ مع الكافر سبيلًا، حيث تكمن موعظة الآية عن عدم مصاحبة صديق السوء، لأنه بالطبع سبب لدخول الإنسان النوم.
- تفسير الطبري: للآية “يوم يعض الظالم على يديه” هو طلب نجاة وندم إلى المولى عز وجل، والذي يكون فيه ندم واسف كبير على ما فقدناه والتفريط في حب رسول الله.
وفي نهاية المقال تم التعرف على ما سبب نزول قوله تعالى ويوم يعض الظالم على يديه ، بالإضافة إلى القصة الأكثر شهرة وسببًا في نزول الآية، حيث توجه الآية إلى كل شخص يصادق أصدقاء السوء، وتكون سببًا في دخوله النار وارتكابه المعاصي.