ما الفرق بين النبي والرسول

ما الفرق بين النبي والرسول، فقد يبدو للإنسان المسلم للوهلة الأولى أن لا فرق بين المعنيين، وأهما لفظان مختلفان لمعنى واحد، وهم من أمرهم الله تعالى بتبليغ الرسالة، ولكن العلماء وقعوا في خلاف حول ذلك بعد رجوعهم إلى القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، إضافة إلى التفاسير للكتب والنصوص الشرعية التي استندوا عليها، وفي مقالنا اليوم عبر موقع مقالاتي سوف نتعرف على هذا الفرق الذي خرج به العلماء في أكثر من قول.

ما الفرق بين النبي والرسول

الفرق بين النبي والرسول في التكليف والتبليغ أو العموم والخصوص، وهذا هو المشهور بين العلماء، بالرغم من وجود خلاف كبير، سواء بين العلماء من أهل السلف، وما أوله العلماء في العصر الحالي بما تم تأويله عن أقوال أهل السلف والنصوص الشرعية، وخاصة بما يتعلق بتفسير القرآن الكريم، وفي الخلاصة لما رجح عليه القول، فإن النبي هو الذي يوحى إليه بالشرع ولا يكلف بتبليغه، أو من يبعث بشريعة تابعة لغيره كالأنبياء الذين بعثوا بشريعة التوراة بعد الأنبياء الذين نزلت عليهم هذه الشريعة، وأما الرسول هو الذي ينزل عليه الوحي ويكلف بالتبليغ، وقال العلماء أن هناك نبي رسول وهو من يوحى إليه، ويكون نبياً ثم يأمر بالتبيلغ وهو ما هو عليه نبينا محمد -عليه الصلاة والسلام-.[1][2]

شاهد أيضًا: الفرق بين النبي والرسول من حيث التكليف

الفرق بين النبي والرسول إسلام ويب

جاء في بيان الفرق بين النبي والرسول في أقوال العلماء على موقع إسلام ويب، ما يلي:[2]

فإن الفَرق بَين النّبي وَالرسول هو العموم والخصوص، فالنَبي أعم والرَسول أخص.

قال أهل العلم: النبي كل من أوحي إليه من الله تعالى سواء أمر بتبليغ، أم لم يؤمر به، فإن لم يؤمر بالتبليغ فهو نبي وليس رسولا، وإن أمر بالتبليغ فهو نبي ورسول. وقال بعضهم: إن الرسول هو من أوحي إليه بشرع جديد، والنبي هو المبعوث لتقرير شرع من قبله والعمل به، والقول الأول أصح.

شاهد أيضًا: كم عدد الانبياء والرسل

أقوال العلماء في الفرق بين النبي والرسول

هناك خلاف بين أهل العلم حول هذه المسألة، وقد انقسمت آراء العلماء فيها إلى ثلاثة، وهي التالي:[3]

• القول الأول: وهو أضعف الأقوال ويفضي أن لا فَرق بَين النّبي وَالرسول، ودحض العلماء هذا الرأي لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- عندما سأل عنهم، قال إن عدد الأنبياء 124 نبياً، والرسل 300 وبضعة عشر رسولاً.
• القول الثاني: وهو المشهور عن العلماء والذي بيناه سابقاً، وفضي إلى أن النّبي وَالرسول يتفقان بالوحي المنزل عليهما، ويختلفان من حيث تبليغ الرسالة.
• القول الثالث: وهو الرأي الذي يقول به العلماء شيء من القوة، ويفضي إلى أن النبي يأتي بعد الرسول، وليس بقدومه شرع جديد، وإنما أتى ليبلغ أو يجدد الشرع الذي أتى به الرسول الذي سبقه، وعليه يكون الرسول هو الذي أتى بشرع جديد، وأمر بتبليغه من الله تعالى، وهذا الشرع فيه نسخ من شرع الرُسل الذين أتوا قبله.

الفرق بين النبي والرسول في القرآن

لقد أوضحت الآيات القرآنية أن هناك فرقاً بين النبي والرسول، ومن ذلك قول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}[4]، وقد قال الشيخ الشنقيطي في كتاب أضواء البيان، “قَوْلَهُ تَعَالَى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ .. الْآيَةَ، يَدُلُّ عَلَى أَنْ كُلًّا مِنْهُمَا مُرْسَلٌ، وَأَنَّهُمَا مَعَ ذَلِكَ بَيْنَهُمَا تَغَايُرٌ”، قال العلماء أنه في هذه الآية جاء لفظ الرسول قبل لفظ النبي كدلالة على أن النبي ينقل ما جاء به الرسول، أي أن الرسول يأتي برسالة جديدة، بينما النبي يبلغ رسالة الرسل من قبله.[5]

وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان ما الفرق بين النبي والرسول، والذي تعرفنا من خلاله على آراء العلماء في هذه المسألة الشرعية التي ذكرناها في أكثر من قول.