لماذا يكسر القاضي القلم بعد الحكم بالاعدام

لماذا يكسر القاضي القلم بعد الحكم بالاعدام حيث يعد القاضي الشخص الوحيد الذي يحق له الإقرار بالحكم والنطق به بعد الإلمام الكامل ودراسة القوانين الناظمة في دستور دولته. سنتكلم من خلال مقالنا هذا من خلال موقع مقالاتي عن حكم الإعدام، وسنذكر لماذا يقوم بكسر القلم بعد نطقه بحكم الإعدام.

الحكم بالإعدام

إن الحكم بالإعدام هو عقاب منذ آلاف السنين يتم فيه قتل المذنب بسبب جرم ارتكبه، وتتنوع هذه الجرائم التي تستحق إعدام فاعلها باختلاف بلده ودستور دولته، مثل تعاطي المخدرات والقتل العمد وصولًا إلى المشاركة في الأعمال الإرهابية والخيانة. وقد انقسم العالم بين مؤيد لهذه العملية وبين معارض لها، إلا أن هذه العقوبة ما زالت منتشرة في العديد من دول العالم، وتعتبر الصين أكبر منفذ لعمليات الإعدام في العالم، على الرغم من أن العدد الحقيقي لعمليات الإعدام فيها ما يزال غير معلوم؛ لأنه يعتبر سراً من أسرار الدولة.[1]

لماذا يكسر القاضي القلم بعد الحكم بالاعدام

يعتبر القاضي هو الشخصية القانونية الوحيدة التي يحق لها إقرار حكم الإعدام والنطق به، ويقوم بهذا الحكم بعد الاطلاع على ملف الجريمة المرتكبة كاملةً، ومن أهم الطقوس المتبعة داخل المحكمة بعد نطق حكم الإعدام؛ هي قيام القاضي بكسر قلمه الذي خط من خلاله الحكم، ويعود ذلك للأسباب المتعددة التالية.[2]

الفرضية الأولى

القاضي يكسر سن قلمه لكي لا يستخدمه في كتابة أحكام أخرى، حيث إنه وعند كسر سن القلم لا يمكن إصلاحه من جديد وكذلك روح المتهم لا يمكن إعادتها مرة أخرى أي لا رجعة في قرار المحكمة.

الفرضية الثانية

فعل إصدار حكم الإعدام هو إصدار حكم بقتل شخص ما وهذا الفعل غير مقدس لدرجة يصبح القلم ملوثًا تلقائيًا؛ وبالتالي يتم إتلاف القلم.

الفرضية الثالثة

التخلص من وسائل التراجع أو التردد في الحكم، حيث إن القلم قد أُتلف لذلك لا يمكن لأحد في المحكمة بما فيها القاضي نفسه أن يشكك في حكمه؛ إلا محكمة لها سلطة أعلى.

الفرضية الرابعة

شعور القاضي بالذنب إذ إن قوة قتل شخص ما مرتبطة بالله، ولكن لكون القاضي إنساناً فهو يقوم بالنطق بالحكم وفقًا لواجبه المرتبط بقواعد بلده، وبالتالي من خلال كسر القلم يعلن للجميع أنه يقوم بتنفيذ قواعد دستور دولته.

لماذا يتم تنفيذ حكم الإعدام فجرا

يتم تنفيذ حكم الإعدام في دول العالم الإسلامي في وقت الفجر. أما العالم الغربي، فيقوم بتنفيذها في منتصف الليل. ولهذا التوقيت (توقيت الفجر) ارتباطات وأبعاد روحية وقانونية ودينية وتنظيمية، ومن هذه الأبعاد نذكر:

• إعدام المتهم فجرًا يتيح دفنه في نفس يوم موته حيث إن إكرام الميت دفنه.
• إعدام المتهم فجرًا يتيح لأهله والمسؤولين وقتًا كافيًا لاستصدار كل الأوراق اللازمة لاستلام الجثة أصولًا.
• القيام بتنفيذ الحكم بدون بلبلة أو فوضى في السجن حيث يكون الجميع نائمًا.
• من وجهة نظر نفسية، فإن المتهم يكون في أكثر حالاته هدوءاً واستقرارًا؛ مما يتيح تنفيذ الحكم بسلاسة.
• يتيح هذا التوقيت للمتهم إمكانية أدائه الصلاة التي تعتبر مقدسة في الدين الإسلامي.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام سطور مقالنا الذي ذكرنا من خلاله لماذا يكسر القاضي القلم بعد الحكم بالاعدام كما عرفنا بحكم الإعدام وذكرنا سبب تنفيذ حكم الإعدام فجرًا في دول العالم الإسلامي.