كيفية المسح على الخفين والجوربين

كيفية المسح على الخفين والجوربين، فهناك العديد من الأمور التي أباحها الله تعالى حتى يخف المشقة على عباده، وهذا يأتي من باب رحمته بهم وخاصة في مواقيت محددة، وذلك عندما يتعلق الأمر بأداء الفرائض التي تجب عليه، ومن ذلك تأتي مسألة المسح الخفين التي ورد فيها تفصيل كبير من أهل العلم والفقهاء من المذاهب الأربعة، وفي مقالنا اليوم عبر موقع مقالاتي سوف نتعرف على كيفية ذلك بعد أن نتعرف على حكم المسح على الخفين والجوربين في الوضوء بالشرع الإسلامي.

حكم المسح على الخفين والجوربين

يجوز المسح على الخفين والجوربين بإجماع أهل العلم، بالرغم من الاختلاف بينهم على العديد من التفاصيل في ذلك، والتي سنأتي على ذكرها في سياق المقال، وأما عن دليل جواز ذلك مما استشهد به العلماء، فقد ورد عدد من الأحاديث الصحيحة في هذا الحكم، ومنها ما ذكره البخاري في صحيحه عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- أنه قال: “عَنِ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أنَّه مَسَحَ علَى الخُفَّيْنِ، وأنَّ عَبْدَ اللَّهِ بنَ عُمَرَ سَأَلَ عُمَرَ عن ذلكَ فَقالَ: نَعَمْ، إذَا حَدَّثَكَ شيئًا سَعْدٌ، عَنِ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، فلا تَسْأَلْ عنْه غَيْرَهُ”[1].

شاهد أيضًا: شروط المسح على الجوارب

كيفية المسح على الخفين والجوربين

المسح على الخفين والجوربين يكون بأصابع اليد المبللتين بالماء بوضعها على أصابع الرجل وتمريرها حتى الساق، وهذه الصفة تكون مرة واحدة فقط من أصابع القدمين وحتى الساق، وقال الإمام ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- في صفتها: “يعني أن الذي يمسح هو أعلى الخف، فيُمرّ يده من عند أصابع الرجل إلى الساق فقط” وهذا المسح يتم بكلتا اليدين معاً، أي يتم وضع أصابع اليد اليمنى المبلولة على أصابع القدم اليمنى، ويتم وضع أصابع اليد اليسرى المبلولة على أصابع القدم اليسرى، ويتم المسح معاً بكلتا اليدين في ذات التوقيت من الأصابع حتى الساق، ولم يرد في الشرع والنصوص عن المسح على الخفين والجوربين من الجوانب أو الأسفل.[2]

الحكمة من مشروعية المسح على الخفين

الحكمة من مشروعية المسح على الخفين تخفيف المشقة على المسلمين في أوقات معينة مثل السفر والشتاء وما نحوها، وهذا ما ذكره الإمام ابن عثيمين -رحمه الله تعالى، إذ قال في فتواه عن ذلك:[3]

الحكمة من المسح على الخفين؛ هو أن هذا المسح يقوم مقام غسل الرجل، وذلك لأن الواجب على الإنسان في الوضوء أن يطهر أربعة أعضاء؛ الوجه واليدين والرأس والرجلين، فمن رحمة الله تعالى بعباده أن الإنسان إذا كان لابساً جورباً، أو خفين فإنه لا يكلف أن ينزعهما، ثم يغسل قدميه، كما في ذلك من المشقة في النزع والإدخال مرة أخرى، وستكون أيضاً رجله رطبة بالماء، فيترطب الجوراب أو الخف، فيزداد ألماً بهذه الرطوبة، فمن رحمة الله -سبحانه وتعالى- أن شرع لعباده أن يمسحوا على الكفين، أو الجوربين بدلاً من غسل الرجلين.

شاهد أيضًا: هل يجوز الوضوء بماء البحر

ما هي مدة المسح على الخفين

مدة المسح على الخفين هي ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر ويوم وليلة للمقيم، وهذه المدة التي حددها الشرع بناءً على ما ورد من أحاديث صحيحة، ومن ذلك ما حدث به مسلم وأخرجه في صحيحه عن سؤال التابعي شريح بن هانئ لأم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- إذ قال: “أَتَيْتُ عائِشَةَ أسْأَلُها عَنِ المَسْحِ علَى الخُفَّيْنِ، فقالَتْ: عَلَيْكَ بابْنِ أبِي طالِبٍ، فَسَلْهُ فإنَّه كانَ يُسافِرُ مع رَسولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- فَسَأَلْناهُ فقالَ: جَعَلَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- ثَلاثَةَ أيَّامٍ ولَيالِيَهُنَّ لِلْمُسافِرِ، ويَوْمًا ولَيْلَةً لِلْمُقِيمِ”[4].

متى يبطل المسح على الجورب 

ورد في سنن الترمذي عن صفوان بن عسال -رضي الله عنه- أنه قال: “كان رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ- يأمُرُنا إذا كنَّا سُفْرًا أن لا ننزِعَ خِفَافَنا ثلاثةَ أيامٍ ولياليهِنَّ إلَّا مِن جنابةٍ، ولكن مِن غائطٍ وبَولٍ ونَومٍ”[5]، وعليه يكون بطلان المسح على الجورب أو الخف في ثلاث حالات متفق عليها، وهي التالي:

• الجنابة: فهذه تستوجب الغسل فلا يجوز لبس الجورب أو الخف إلا على طهارة.
• انتهاء المدة: وهي التي أوصى بها النبي -عليه الصلاة والسلام- والتي ذكرناها سابقاً بالحديث الشريف الصحيح.
• النزع والإحداث: ويقصد بها نزع الخفين أو الجوربين والإحداث، وهذا يستوجب الوضوء، لأن من شرط المسح أن يكون إدخال الرجل في الخف أو الجورب على طهارة.

شاهد أيضًا: هل يشترط الوضوء في السعي

شروط المسح على الخفين والجوربين

في تفصيل ما ورد عن شروط المسح والخفين، نذكر ما فصله العلماء من شروط متفق عليها، والتي وردت في الفتوى رقم 5345 على موقع إسلام ويب، وهي التالي:[6]

ويشترط لجواز المسح على الخفين والجوربين شروط: 1- أن يلبسهما على طهارة كاملة. 2- أن يسترا محل الفرض وهو كل القدمين إلى الكعبين. 3- أن يمكن تتابع المشي بهما عادة، بأن يكونا ثابتين على القدمين. 4- أن يكونا مباحين، فلا يصح المسح على المغصوب، ولا على ما كان غالبه حريراً بالنسبة للرجال. 5- أن يكونا طاهرين عيناً. 6- أن يكونا صفيقين، لا ترى بشرة القدم من تحتهما، وهذا قول عامة الفقهاء.

وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان كيفية المسح على الخفين والجوربين، والذي تعرفنا من خلاله على حكم هذه المسألة وطريقة المسح الصحيحة المذكورة في الشرع الإسلامي، كما تعرفنا على الحكمة من المسح على الخفين والجوربين وشروطه والمدة لذلك وَمبطلات المسح.