جدول المحتويات
كيفية الصلاة الصحيحة من التكبير إلى التسليم حيث تعد الصلاة من أعظم العبادات التي فرضها الله عز وجل على العباد، وفرضت الصلاة في السماء العليا في ليلة الإسراء والمعراج، ويعد البحث في أمور العبادة وأسسها من الأمور الواجبة على المسلم، فيجب عليه أن يحث عن كيفية الصلاة الصحيحة من التكبير إلى التسليم حتى يؤديها على أكمل وجه.
الصلاة
تعد فريضة الصلاة من الفروض العظيمة التي فرضها الله عز وجل على المسلمين، وهي ثاني أركان الإسلام وتأتي بعد الشهادتين، فهي عمود من أعمدة الإسلام، والتي يرتكز عليها الدين، ولا يمكن للمسلم أن يكون مسلما إلا إذا قام بأداء الفرائض، كما أن الصلاة من أهم العبادات التي يحاسب عليها الإنسان يوم القيامة، وتبنى عليها جميع الأعمال، فإن صلحت الصلاة صلحت باقي الأعمال، وإن فسدت فسدت باقي الأعمال، لذا يجب التعرف على كيفية الصلاة الصحيحة من التكبير إلى التسليم وأداء الصلاة في وقتها المحدد، كما ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام أن أداء الصلاة في وقتها تمحو الذنوب والخطايا.
الصلاة الصحيحة
يجب على المسلم أن يتعرف على الصلاة الصحيحة حتى لا ترد إليه صلاته ويكون خاسرًا، فهي من أهم الأعمال التي يحاسب عليها، وينبغي على المسلم أن يؤديها على هيئتها الصحيحة، والتعرف على الأركان والشروط حتى لا ترد الصلاة فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأحد الصحابة كان يصلي في المسجد (ارجع فصلِّ فإنَّكَ لم تصلِّ، فرجعَ فصلَّى ثمَّ جاءَ فسلَّمَ على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فردَّ عليْهِ السَّلامَ ثُم قالَ: ارجع فصلِّ فإنَّكَ لم تصلِّ، حتَّى كانَ عِندَ الثَّالثةِ أوِ الرَّابعةِ فقالَ: والَّذي أنزلَ عليْكَ الْكتابَ لقد جَهدتُ وحرصتُ فأرني وعلِّمني)، وقام الرسول عليه الصلاة والسلام بتعليمه الصلاة الصحيحة.
شاهد أيضًا: كيفية قراءة التشهد في الصلاة
شروط الصلاة
يجب على المسلم أن يعرف ما هي الشروط الواجبة توفرها في الصلاة حتى تكون مقبولة، وهذه الشروط هي:
- الوضوء قبل الصلاة إذا كان محدثا حدثا أصغر، وأن يغتسل إذا كان محدثا حدثا أكبر.
- استقبال القبلة.
- ستر العورة كاملة، فالرجل عورته من السرة إلى الركبتين، والمرأة كلها عورة ما عدا وجهها وكفيها في الصلاة.
- النية، ومحلها القلب.
كيفية الصلاة الصحيحة من التكبير إلى التسليم
هناك العديد من الخطوات التي يجب على المسلم أن يتبعها حتى يؤدي الصلاة بشكل صحيح وهذه الخطوات هي:
- استقبال القبلة بشكل صحيح والتأكد من عدم الانحراف عنها.
- النية قبل الصلاة ويجب عدم التلفظ بها فالنية محلها القلب وهي ركن من أركان الصلاة.
- قول الله أكبر وهي تكبيرة الإحرام ويجب على المسلم أن يرفع يديه حذو المنكبين وتعد تكبيرة الإحرام من أركان الصلاة ولا يجوز استبدالها بأي لفظ
- يضح المسلم كف يده اليسرى على صدره وكف اليد اليمنى على ظهر اليد اليسرى.
- قول دعاء الاستفتاح وصيغته كالتالي (اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد)، وله صيغة أخرى هي (سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك).
- الإستعاذة بالله من الشيطان الرجيم فهي سنة عن الرسول.
- قول البسملة ومن ثم قراءة سورة الفاتحة فهي ركن من أركان الإسلام ولا يمكن تركها فقد قال العلماء لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة أم الكتاب ويقصد بها سورة الفاتحة وبعدها يقول اللهم امين.
- يقرأ المسلمً ما تيسر من آيات القرآن الكريم ويجوز له أن يطيل في القراءة عن صلاة الصبح، وتعد هذه السور التي تقرأ بعد قراءة الفاتحة من السنة ولا تبطل الصلاة عند تركها.
- يكبر المسلم ويركع المسلم ويحني ظهره للمولى تعظيما له، مع رفع اليدين حذو المنكبين، وأن يكون الظهر مستقيما، ووضع اليدين على الركبتين، وأن تكون منفرجة الأصابع.
- قول المسلم في السجود سبحان ربي العظيم ثلاث مرات، ومن الممكن أن يزيد ويقول سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي.
- القيام من الركوع، وقول( سمع الله لمن حمده) مع رفع اليدين حذو المنكبين، وبعد ذلك يقول بعد الرفع (ربنا ولك الحمد، حمدا كثيرا طيبا ملء السموات والأرض).
- قول الله أكبر، وينزل المصلي للسجود على أعضائه السبعة، وهي الجبهة والأنف والكفين وأطراف القدم، وأن يكون الساعدين على الجانبين، وعدم مد الذراعين على الأرض، وأن تكون الأصابع باتجاه القبلة.
- قول المسلم أثناء السجود( سبحان ربي الأعلى) ثلاث مرات، ومن الممكن أن يزيد ويقول (سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي).
- الرفع من السجود، وقول الله أكبر.
- الجلوس بين السجدتين، ويكون بالجلوس على القدم اليسرى، ونصب القدم اليمنى، وتوضع الكف اليمنى على الفخذ اليمنى، وضم اليد ورفع السبابة وتحريكها أثناء الدعاء، وتوضع اليد اليسرى على الفخذ اليسرى مبسوطة.
- يقول المسلم بين السجدتين (رب اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني واجبرني وعافني).
- السجود مرة أخرى للسجود ويقال فيها كام قيل في السجدة الأولى، ويكبر عند السجود وعند الرفع من السجود.
- بعد القيام من سجود الركعة الأولى، يرفع المسلم يديه ويقول الله أكبر، ويصليها مثلما فعل في الركعة الأولى الأقوال والأفعال، ولكن لا يقول دعاء الاستفتاح فيها.
- بعد السجدة الثانية في الركعة الثانية يجلس المسلم كما يجلس بين السجدتين، ويقول وصيغته هي(التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد) وبعد ذلك يمكن أن يدعو المسلم ما يريد من خيري الدنيا والآخرة، ومن ثم يسلم من على اليمين ومن على اليسار، ويقول السلام عليكم ورحمة الله)
- في حال كانت الصلاة ثلاثية أو رباعية يقف المسلم على منتصف التشهد عند قول (أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله) ويقف ويقول الله أكبر ويرفع يديه حذو المنكبين ويصلي باقي الركعات ولكن لا يقرأ إلا سورة الفاتحة فقط، ولا تقرأ آيات من القرآن فيها.
- بعد الرفع من السجود يضع يديه على الفخذين، ويقرأ التشهد كاملا، ومن ثم يسلم من على اليمين ومن على اليسار.
شاهد أيضًا: حكم الاستعاذة قبل قراءة الفاتحة في الصلاة
مبطلات الصلاة
هناك العديد من الأمور التي يجب التعرف عليها، وهي التي تعمل على إبطال الصلاة، ومنها:
- التحدث مع الآخرين خلال قيام الصلاة: وهو من الأمور المحرمة في الشرع، فقد ذكر زيد بن أرقم أنه قال (كُنَّا نَتَكَلَّمُ في الصَّلَاةِ يُكَلِّمُ الرَّجُلُ صَاحِبَهُ وهو إلى جَنْبِهِ في الصَّلَاةِ حتَّى نَزَلَتْ {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: 238] فَأُمِرْنَا بالسُّكُوتِ، ونُهِينَا عَنِ الكَلَامِ.
- تناول الطعام والشراب خلال قيام الصلاة: فقد أجمع العلماء على أن من قام بالأكل والشرب متعمدا في الصلوات يجب عليه أن يعيد الصلاة، ويجب على المسلم أن يستخدم السواك قبل كل صلاة والمضمضة بشكل جيد.
- التهاون في ترك أي شرط من شروط الصلاة: أو ترك كن من أركانها، فهذه الأركان لا تصح الصلاة إلا بها ولكن من ينسى يسقط عليه يجب عليه الإعادة من مكان ما نسي منه، وبعد ذلك يسجد سجود السهو.
- التحرك المفرط أثناء الصلاة: وعمل حركات ليست من الأركان أو الشروط، فقد قال الشيخ عادل العزازي (كلُّ عملٍ يَنْشغل به -أي: المُصَلِّي- ولَم يُبِحْه له الشَّرع في الصلاة، يكون مُبطِلًا لِصَلاته، أمَّا ما أذِنَ له فيه الشَّرع، أو كان فيه إصلاحً للصَّلاة، فلا يُعَدُّ مبطلً).
- الضحك الكثير خلال الصلاة: فالضحك يتعارض مع الخشوع وحضور القلب.
مكروهات الصلاة
هناك الكثير من الأمور المكروهة في الصلاة، ومن أهم هذه الأمور هي:
- السدل وهو أن يضع المصلي ثوبا على الكتفين دون أن يكون أحد الطرفين على الكتف الآخر.
- اشتمال الصماء، وهو عبارة عن تجلل الملابس، وعدم رفعه وإدخال اليدين إلى الداخل، والركوع على هذه الوضعية.
- التلثم وهو تغطية الفم بالثوب.
- ضم الشعر والثوب منعا لانتشار هما أو تلوثهما بالتراب.
- التشبه بالكفار بوضع اليدين على الخصرين.
- التشبه بالكلب عند السجود والانبساط على الأرض مثله.
- الالتفات بالوجه واللعب في اليدين والملابس.
- التصاق البطن بالفخذين عند السجود.
شاهد أيضًا: هل يجوز للمراة ان تصلي جهرا وحكم جهر المراة بالقراءة في الصلاة ؟
حكم استقبال القبلة
تعد استقبال القبلة من الأمور الهامة التي يجب على كل مسلم أن يكون حريصا على اتخاذ القبلة السليم، اتجاه قبلة المسلم يكون إلى الكعبة المشرفة، ويكون اتجاه القبلة للجسد إليها، ولكن اتجاه القلب يكون لله عز وجل، وحكم اتجاه القبلة واجبة حيث يكون المسلم متجه إليها في صلاتها سواء كان داخل الحرم أو خارجها بعيد عنها.
وفي النهاية تم التعرف على كيفية الصلاة الصحيحة من التكبير إلى التسليم ، وشروط الصلاة وأركانها، ومبطلات الصلاة، حتى يتعلمها كل مسلم حريص على تعلم تعاليم الدين وفقه الصلاة على أصولها، كما يجب الابتعاد عن مكروهات الصلاة، وخاصة كثرة التحرك، والتشبه بالحيوانات في السجود والتشبه بالكفار عند وضع اليدين على الخاصرة.