كم عدد الانبياء والرسل

كم عدد الانبياء والرسل وما الفرق بين النبي والرسول؟ كم عدد الأنبياء المذكورين في القرآن؟ والكثير من الأسئلة الأخرى التي تدور في بال المسلمين والتي تحتاج إلى شرح مفصّل وإيضاح والدخول بتفاصيل الشريعة الإسلامية والأدلة والبراهين من السنة النبوية الشريفة والقرآن الكريم، ومنه في سطورنا التالية عبر موقع مقالاتي سنتناول بالحديث عن كل ما يتعلق بهذا الموضوع من أمر، كما سنورد بعض الحقائق عن الأنبياء والرسل.

كم عدد الانبياء والرسل

إن عدد الأنبياء والرسل هو كبير وعلمه بيد الله وحده، ونحن لا علم لنا سوى ما ذكر في القرآن الكريم، قال تعالى في الآية 78 من سورة غافر: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ}، [1] وتباينت آراء العلماء حول عدد الأنبياء والرسل فمنهم من قال أن عددهم مائة وأربعة وعشرون ألف، ومنهم من قال أنهم ثلاثمئة وثلاثة عشر، وأجمع غالبية أهل العلم أن عدد الأنبياء هو مائة وأربعة وعشرين ألف نبي، وأن عدد الرسل ثلاثمائة وثلاثة عشر، إلا أن ما ذكر بالقرآن هو خمسة وعشرون نبياً فقط أوجب الله علينا الإيمان بهم وعدم التفريق فيما بينهم.

شاهد أيضًا: من هو النبي الذي بشر بالنبوة قبل ولادته

كم الانبياء والرسل المذكورين في القرآن ؟

ذكر الله جل وعلا في كتابه العزيز خمس وعشرين نبياً ورسولاً، ثمانية عشر منهم في موضع واحد، قوله تعالى في كتابه العزيز في الآية 83 من سورة الأنعام: {وَتِلكَ حُجَّتُنا آتَيناها إِبراهيمَ عَلى قَومِهِ نَرفَعُ دَرَجاتٍ مَن نَشاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكيمٌ عَليمٌ* وَوَهَبنا لَهُ إِسحاقَ وَيَعقوبَ كُلًّا هَدَينا وَنوحًا هَدَينا مِن قَبلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ داوودَ وَسُلَيمانَ وَأَيّوبَ وَيوسُفَ وَموسى وَهارونَ وَكَذلِكَ نَجزِي المُحسِنينَ* وَزَكَرِيّا وَيَحيى وَعيسى وَإِلياسَ كُلٌّ مِنَ الصّالِحينَ* وَإِسماعيلَ وَاليَسَعَ وَيونُسَ وَلوطًا وَكُلًّا فَضَّلنا عَلَى العالَمينَ}، [2] وسبعة منهم ذكرهم سبحانه وتعالى في مواضع معينة وهم: إدريس وهود وشعيب وصالح وذو الكفل وآدم ومحمد عليهم من الله أفضل الصلاة والسلام.[3]

شاهد أيضًا: من هو النبي الذي سمي بخاتم الانبياء

 ما الفرق بين النبي والرسول؟

يوجد العديد من الفروقات بين النبي والرسول، نوضحها فيما يلي:[4]

• المفهوم: النبي: هو المخبر عن الله عز وجل ومنزلته بين الناس مرتفعة، وشأنه عظيم، فقد أخبره الله تعالى وأوحى إليه بما وجب عليه إخباره والدعوة اليه، لا يبعث النبي للكفار ولا يخاطبهم، أما الرسول: هو الموجه من الله تعالى يحمل رسالة إلى الناس، مأمور بتبليغها وحملها ومتابعتها، والرسول يرسل للكفار.
• الوحي: الرسول يرسل إليه الوحي ويبلغه الرسالة أثناء يقظته، أما النبي فلا ينزل عليه الوحي، وإنما إلهام من الله من خلال الرؤيا الصالحة في المنام.
• من ناحية الكتاب: أرسل الله الرسول لقوم وأيده بوحي وكتاب سماوي أو قد يرسله بدون كتاب ولكنه يرسله بتشريع لم ينزل على قومه من قبل، أما النبي فبعثه الله مكملا لرسالة رسول قبله ولا يؤيده بكتاب سماوي
• من ناحية التشريع: يكون الرسول مفوض بتشريع أحكام قومه، وتشريعاته، ومن الواجب طاعته، حيث هناك تشريعات لم يأت بها كتب لكن الرسول أمر بها، قال تعالى في الآية 7 من سورة الحشر: {وَمَآ آتَاكُمُ الرسول فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فانتهوا}.[5]
• العدد: مما سبق ذكره أن لفظ الأنبياء أعم وأشمل من لفظ الرسول، ومنه عدد الأنبياء أكثر، حيث ورد ن بعض الأحاديث أن عدد الأنبياء مائة وأربعة وعشرين ألف نبي، وأن الرسل ثلاثمائة وعشر رسول.

شاهد أيضًا: كم عدد الانبياء الذين ذكروا في سورة الانبياء

ما الحكمة من إرسال الله الرسل والأنبياء؟

أرسل الله الرسل والأنبياء وميزهم عن خلقهم فهم معصومون عن الخطأ، وأيدهم بالمعجزات لهداية الناس وإرشادهم للصواب، وفيما يلي سنعرف الحكمة من إرسالهم:[6]

• الدعوة إلى توحيد الله: أرسل الله تعالى الرسل وبعث الأنبياء ليدعو الناس توحيده جل وعلا وعبادته دون سواه، قال تعالى في سورة النحل، الآية 36: {وَلَقَد بَعَثنا في كُلِّ أُمَّةٍ رَسولًا أَنِ اعبُدُوا اللَّـهَ وَاجتَنِبُوا الطّاغوتَ}.[7]
• تبليغ الرسالات: تبليغ الرسالة إلى الخلق وحثهم على ما يحبه الله ليفعلوه، وتعريفهم على ما ينهاه ليجتنبوه، فقبل الرسل والأنبياء كانت الناس تعيش في الضلال والظلمة.
• وضع الحجة وإقامتها على البشر: وبذلك ليس هناك للناس على الله حجة بعد أن أرسل الرسل ليرشدوهم الطريق لطاعة الله وعبادته، قال تعالى في سورة النساء الآية 165: {رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّـهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّـهُ عَزِيزًا حَكِيمًا}.[8]
• التعريف بالأشياء الغيبية: لا يستطيع الإنسان معرفة ما هو من الأمور الغيبية، كأسماء الله وصفاته والجن والنار والملائكة والشياطين، وأوكل الله تعالى مهمة إخبار الناس بهذه الأمور للرسل والأنبياء، وأيدهم بالمعجزات.
• إرشاد الناس للحق: وتزكية نفوسهم وتطهيرها، والأخذ بأيديهم إلى ما أمر الله به والابتعاد عما نهى عنه، وتعريف الناس بما أعد الله لعباده الطائعين من نعيم وللكافرين من شديد العقاب.

شاهد أيضًا: عاش موسى عليه السلام في أرض مدين سنة واحدة

من هو أول نبي ومن هو آخر نبي ارسله الله

إن نبي الله آدم -سلام الله عليه- هو أول أدمي خلقه الله وأول نبي أرسله إلى الأرض، جاء في سورة البقرة الآية 13 قوله: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}، ولكن لم يرسل الله سيدنا أدم لهداية الناس لإنه لم يكن هناك ضلال عند خلقه، وآخر الأنبياء والمرسلين هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لا نبي ولا رسول بعده، قال تعالى في سورة الأحزاب الآية 40: {ما كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}.[9]

شاهد أيضًا: من هو اكثر الانبياء ذكرا بالقران الكريم

حقائق عن الأنبياء والرسل

فيما يلي نذكر بعض الحقائق عن الأنبياء ومنها:

• أول نبي أرسل إلي الأرض هو سيدنا آدم عليه السلام ولكن ليس لهداية الناس لأنه لم تكن هناك عبادة للأوثان أو ضلال للناس.
• أول نبي أرسله الله لهداية الناس إلى عبادة الله ونهيهم عن ما يبغضه وينهاه هو نوح عليه السلام
• أول نبي ركب الخيل هو إسماعيل عليه السلام حيث كانت الخيول كالوحش حينها، وقيل أن أول من ركب الخيل من الأنبياء هما داود وسليمان عليهما السلام.
• أول نبي من نسل العرب هو هود ابن سام ابن سيدنا نوح عليه السلام وقد أرسله الله إلى قوم عاد، وكانوا أول من عبد الأصنام بعد طوفان سيدنا نوح
• أول نبي كتب بالقلم قال الضحاك أن نبي الله إدريس أو من كتب بالقلم، وقال البعض أنه أدم عليهما من الله السلام.
• أول نبي من أنبياء بني إسرائيل هو موسى وآخر نبي من بني إسرائيل هو عيسى عليهما السلام.

وبهذا القدر من المعلومات نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا بعد أن عرفنا كم عدد الأنبياء والرسل، وتوسعنا في الحديث عن عدد الأنبياء والرسل المذكورين في القرآن، وما هو الفرق بين النبي والرسول، وذكرنا بعض الحقائق عن الأنبياء.