جدول المحتويات
علامات ليلة القدر بالادلة من السنة النبوية الشريفة والتي قد ذكرها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غير حديث من أحاديثه الشريفة، وفصلها فيها الصحابة رضوان الله عليهم، وزاد العلماء تفصيلًا من بعدهم، لذلك فإنّ موقع مقالاتي سيقف مع علامات ليلة القدر الصحيحة والتي وردت في الكتب، وجاء على ذكرها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حياته، ثم سيُضاء على بعض المسائل الخاصة بليلة القدر.
ليلة القدر
إنّ ليلة القدر هي الليلة التي اختصّها الله -تبارك وتعالى- بسورة من كتابه الكريم، فهي تُتلى آناء الليل وأطراف النهار، وهي الليلة التي يقضي فيها الله -تبارك وتعالى- مقادير الخلق كافة فتُكتب الأرزاق والحياة والموت وغيرها من المقادير، وقد جعلها الله -تبارك وتعالى- سلامًا حتى مطلع الفجر.
شاهد أيضًا: احاديث عن ليلة القدر
علامات ليلة القدر بالادلة من السنة النبوية
ورد في ليلة القدر مجموعة من العلامات والتي ذكرها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غير حديث من أحاديثه النبوية الشريفة، ومن ذلك:[1]
- صفاء ليلة القدر: ورد عن الصحابي الجليل عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “إنَّ أَمارةَ ليلةِ القدرِ أنَّها صافيةٌ بلِجةٌ كأنَّ فيها قمَرًا ساطِعًا ساكنةٌ ساجيةٌ لا بردَ فيها ولا حرَّ، ولا يحلُّ لكوكبٍ أن يرمى بهِ فيها حتَّى يصبِحَ، وإنَّ من أمارتَها أنَّ الشَّمسَ صبيحتَها تخرجُ مستويةً ليسَ لَها شعاعٌ مثلَ القمرِ ليلةَ البدرِ، ولا يحلُّ للشَّيطانِ أن يخرجَ معَها يومَئذٍ”.[2]
- القمر مثل شق جفنة: أي في ذلك إشارة إلى أنّها تكون في آخر الشهر فالقمر لا يطلع كذلك إلا في آخر الشهر، وقد ورد في ذلك عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “تَذَاكَرْنَا لَيْلَةَ القَدْرِ عِنْدَ رَسولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-، فَقالَ: أَيُّكُمْ يَذْكُرُ حِينَ طَلَعَ القَمَرُ وَهو مِثْلُ شِقِّ جَفْنَةٍ؟”.[3]
- الشمس بيضاء لا شعاع لها: ورد ذلك في حديث نبوي شريف مروي عن الصحابي الجليل أبي بن كعب -رضي الله عنه- أنه: “سَمِعْتُ أُبَيَّ بنَ كَعْبٍ يقولُ: وَقِيلَ له إنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ مَسْعُودٍ يقولُ: مَن قَامَ السَّنَةَ أَصَابَ لَيْلَةَ القَدْرِ، فَقالَ أُبَيٌّ: وَاللَّهِ الذي لا إلَهَ إلَّا هُوَ، إنَّهَا لَفِي رَمَضَانَ، يَحْلِفُ ما يَسْتَثْنِي، وَوَاللَّهِ إنِّي لأَعْلَمُ أَيُّ لَيْلَةٍ هي، هي اللَّيْلَةُ الَّتي أَمَرَنَا بهَا رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- بقِيَامِهَا، هي لَيْلَةُ صَبِيحَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، وَأَمَارَتُهَا أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ في صَبِيحَةِ يَومِهَا بَيْضَاءَ لا شُعَاعَ لَهَا”.[4]
شاهد أيضًا: علامات ليلة القدر شروق الشمس
وقت ليلة القدر
إنّ وقت ليلة القدر مختلف فيه بين علماء أهل السنة كافة؛ لأنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يحددها في ليلة معينة قاطعًا بذلك، ولكنّها تُرتجى في الأوتار من العشر الأواخر بإذن الله، وقد ذكر في ذلك ابن عثيمين -رحمه الله-:
“الصحيح أنها تتنقّل فتكون عاماً ليلة إحدى وعشرين، وعاماً ليلة تسع وعشرين، وعاماً ليلة خمس وعشرين، وعاماً ليلة أربع وعشرين، وهكذا؛ لأنه لا يمكن جمع الأحاديث الواردة إلا على هذا القول، لكن أرجى الليالي ليلة سبع وعشرين، ولا تتعين فيها كما يظنه بعض الناس، فيبني على ظنه هذا، أن يجتهد فيها كثيراً ويفتر فيما سواها من الليالي”.
والخير للمسلم أن يغتنم العشر الأواخر كلها كما كان يفعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والله أعلم في الأمر كله.[5]
شاهد أيضًا: لماذا رفعت معرفة ليلة القدر
فضل ليلة القدر
إنّ فضل ليلة القدر جليل عظيم لما خصّها الله -تبارك وتعالى- من بركات، ومن فضائل ليلة القدر:
- أنزل الله -تبارك وتعالى- القرآن الكريم في ليلة القدر، فكان بنزوله هداية البشرية بإذن من الله ورحمة منه.
- العبادة في ليلة القدر خير من العبادة في ألف شهر من الزمان.
- تنزل الملائكة من السماء وهي لا تنزل إلا بالخير والرحمة والبركات.
- جعل الله -تبارك وتعالى- ليلة القدر سلامًا حتى طلوع الفجر.
- أنزل الله تعالى في ليلة القدر سورة خاصة بها تُتلى آناء الليل وأطراف النهار.
شاهد أيضًا: هل يتقبل الله الدعاء في ليلة القدر
الحكمة من إخفاء ليلة القدر
لقد أخفى الله -تبارك وتعالى- ليلة القدر عن النّاس حتى يجتهدوا في العبادة أكثر، وليس المغزى من ذلك أن يجتهد الإنسان في تحديدها؛ لأنّ الله -سبحانه وتعالى- ما كان ليُخفي أمرًا عن ابن آدم، ثم يُطالب في تحديده والاجتهاد في تعيينه، والأولى بالمسلم أن يجتهد في عبادة الله تبارك وتعالى بدلًا من الاجتهاد في تعيينها، وقال أهل العلم ومن بينهم الرازي في تلك المسألة:
أنه تعالى أخفاها كما أخفى سائر الأشياء، فإنه أخفى رضاه في الطاعات حتى يرغبوا في الكل، وأخفى غضبه في المعاصي ليحترزوا عن الكل، وأخفى وليَّه فيما بين الناس حتى يعظموا الكل، وأخفى الإجابة في الدعاء ليبالغوا في كل الدعوات، وأخفى الاسم الأعظم ليعظموا كل الأسماء، وأخفى الصلاة الوسطى ليحافظوا على الكل، وأخفى قبول التوبة ليواظب المكلف على جميع أقسام التوبة، وأخفى وقت الموت ليخاف المكلف… فكذا أخفى هذه الليلة ليعظموا جميع ليالي رمضان.[6]
إلى هنا نكون قد انتهينا من مقال علامات ليلة القدر بالادلة من السنة النبوية وذكرنا مجموعة الأحاديث النبوية الشريفة التي ذكرت في علامات ليلة القدر، وما الحكمة التي أخفى الله تعالى من أجلها ليلة القدر وغير ذلك.
المراجع
- ^ islamweb.net , العلامات المميزة لليلة القدر , 22/03/2024
- ^ ليلة القدر , العراقي، عبادة بن الصامت، 51 ، صحيح
- ^ صحيح مسلم , مسلم، أبو هريرة، 1170، صحيح
- ^ صحيح مسلم , مسلم، أبي بن كعب، 762، صحيح
- ^ islamweb.net , تحديد ليلة القدر ومتى تكون ليلة سابع وعشرين , 22/03/2024
- ^ alukah.net , تحصيل ليلة القدر والحكمة من إخفائها , 22/03/2024