طريقة الجمع والقصر للمسافر

ما هي طريقة الجمع والقصر للمسافر، فالمسافر له رخصة في الصلاة وفي الصيام وغيرها من العبادات، فيمكن للمسافر جمع الصلوات وقصرها بشروط محددة، وفي هذا المقال يتوقف موقع مقالاتي مع بيان كيفية الجمع والقصر في الصلاة للمسافر، إضافة للوقوف على بعض الأحكام الأخرى المتعلقة بالجمع والقصر للمسافر وما الحد المسموح به للمسافر بأن يجمع ويقصر، وغير ذلك من الأمور.

طريقة الجمع والقصر للمسافر

يمكن للمسافر مسافة معينة قد عينتها الشريعة الإسلامية، وفيما يأتي طريقة الجمع والقصر للمسافر في الصلاة:

كيفية جمع صلاة الظهر والعصر

يمكن للمسافر أداء صلاتي الظهر والعصر في وقت واحد؛ فإن أدّاها في وقت الظهر سُمّي ذلك جمع تقديم، وإن أدّاها في وقت العصر سمّي جمع تأخير، ويصلي الظهر قبل العصر مراعيًا الترتيب الزماني، فيصلي ركعتين للظهر مع التسليم، ثمّ يؤدي ركعتين للعصر مع التسليم وبهذا يكون قد صلى الظهر والعصر جمعًا وقصرًا.[1]

كيفية الجمع والقصر في صلاة المغرب والعشاء

في صلاة المغرب والعشاء كذلك يستطيع المسافر الجمع والقصر إن تجاوز المسافة التي يمكنه فيها قصر الصلاة، ولكن في صلاة المغرب يصلي ثلاث ركعات لا ركعتين، وفي العشاء يصلي ركعتين، ويمكنه حينها أن يجمع بين الصلاتين جمع تقديم أو جمع تأخير.[1]

شاهد أيضًا: هل يجوز الجمع والقصر للمسافر في منزله بعد السفر؟

هل يجوز الجمع والقصر في السفر أكثر من ثلاث أيام

ذهب العلماء إلى أنّه يمكن للمسلم أن يجمع الصلاة ويقصرها أربعة أيام، فإن نوى الإقامة أكثر من أربعة أيّام فإنّ له حكم المقيم وعليه فينبغي له أداء الصلاة على وقتها بعدد ركعاتها المعروف، وذهب ابن تيمية إلى أنّه يمكن للمسافر أن يستمر بقصر الصلاة ما دام لم ينوِ الإقامة المطلقة، والله أعلم.[2]

حكم جمع الصلاة للمسافر بعد الوصول

قال العلماء من فقهاء الشريعة الإسلامية إنّه إذا كان المسافر قد وصل إلى وجهته وليس إلى وطنه ولم ينوِ الإقامة أربعة أيام فأكثر فإنّه يُشرع له الجمع والقصر والموالاة بين الصلاتين سواء كانتا الظهر والعصر أم المغرب والعشاء، والله أعلم.[3]

متى يتم المسافر الصلاة ومتى يقصرها

قال العلماء إنّ من سافر في طاعة كحج أو عمرة أو صلة رحم، أو سفرًا مباحًا كطلب رزق، وكانت المسافة التي يقطعها في سفره أكثر من أربعة برد؛ وهي: ما تعادل -تقريبًا- ثلاثة وثمانين كيلومتر، فله أن يقصر الصلاة ويجمعها أثناء السفر، وإلى هذا ذهب جمهور أهل العلم.[4]

وإذا وصل إلى وجهته ولم ينوِ الإقامة فللعلماء في ذلك أقوال كثيرة:[4]

• فذهب الحنفية إلى أنّه يمتنع عليه القصر إذا نوى الإقامة في بلد خمسة عشر يوماً فصاعداً، فإن نوى تلك المدة أو أكثر لزمه الإتمام، وإن نوى أقل من ذلك قصر.
• وذهب المالكية والشافعية إلى أن المسافر إذا نوى إقامة أربعة أيام -غير يومي الدخول والخروج- أتمّ صلاته؛ لأنّ الله -تعالى- أباح القصر بشرط الضرب في الأرض، والمقيم والعازم على الإقامة غير ضارب في الأرض.
• وذهب الحنابلة إلى أنّه يمكن له أن يقصر الصلاة إلا أن ينوي الإقامة أكثر من أربعة أيام أو أكثر من عشرين صلاة، ويُحسب من المدة يوما الدخول والخروج.

شاهد أيضًا: أقل مسافة يجوز فيها قصر الصلاة

شروط الجمع والقصر

للمسافر أن يجمع ويقصر في الصلاة ولكن بشروط ذكرها العلماء وهي أن يبلغ بسفره المسافة المبيحة للقصر وهي ما يقارب 83 كيلو مترًا، وكذلك أن تكون مدة الإقامة في البلد الذي يسافر إليه المسلم أقل من أربعة أيام على قول الجمهور، فإن نوى الإقامة أكثر من ذلك فإنّه لا يعود بإمكانه قصر الصلاة أو جمعها، والله أعلم.[5]

شرط المسافة في الجمع والقصر

لقد حدد العلماء شرطًا لقصر الصلاة وهو المسافة، وذلك استنادًا لقوله تعالى: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا}،[6] ولهم في ذلك قولان مشهوران، وهما:[7]

• القول الأول: أن المسافة التي تقصر فيها الصلاة: أربعة برد “88 كم تقريبًا”، وهذا مذهب الجمهور من المالكية والشافعية والحنابلة وهو قول بعض السلف، وقول أبي يوسف من الحنفية.
• القول الثاني: أنّ القصر يجوز في أي سفر، ما دام يسمى سفرًا، طويلًا كان أم قصيرًا، ولا حد له، وهذا مذهب الظاهرية وبعض الحنابلة، واختاره ابن قدامة وابن تيمية وابن القيم والشوكاني.

شاهد أيضًا: هل يجوز قصر صلاة الجمعة

وقت ابتداء المسافر بالجمع والقصر

يبدأ المسافر الجمع والقصر إذا فارق بيوت المصر الذي خرج منه، وعند ذاك يصلي ركعتين، وقال الفقهاء: “وَالْمُعْتَبَرُ مُفَارَقَةُ الْبُيُوتِ مِنَ الْجَانِبِ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْهُ، وَإِنْ كَانَ فِي غَيْرِهِ مِنَ الْجَوَانِبِ بُيُوتٌ. وَيَدْخُل فِي بُيُوتِ الْمِصْرِ الْمَبَانِي الْمُحِيطَةُ بِهِ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَقْصُرْ فِي سَفَرِهِ إِلاَّ بَعْدَ الْخُرُوجِ مِنَ الْمَدِينَةِ”.[8]

وقالوا في تفصيل ذلك: “وَالْقَرْيَتَانِ الْمُتَدَانِيَتَانِ الْمُتَّصِل بِنَاءُ إِحْدَاهُمَا بِالأُْخْرَى، أَوِ الَّتِي يَرْتَفِقُ أَهْل إِحْدَاهُمَا بِالأُْخْرَى فَهُمَا كَالْقَرْيَةِ الْوَاحِدَةِ، وَإِلاَّ فَلِكُل قَرْيَةٍ حُكْمُ نَفْسِهَا يَقْصُرُ إِذَا جَاوَزَ بُيُوتَهَا وَالأَْبْنِيَةَ الَّتِي فِي طَرَفِهَا، وَسَاكِنُ الْخِيَامِ يَقْصُرُ إِذَا فَارَقَ خِيَامَ قَوْمِهِ وَمَرَافِقَهَا، كَمَلْعَبِ الصِّبْيَانِ، وَالْبَسَاتِينِ الْمَسْكُونَةِ الْمُتَّصِلَةِ بِالْبَلَدِ، وَلَوْ حُكْمًا لاَ يَقْصُرُ إِلاَّ إِذَا فَارَقَهَا إِنْ سَافَرَ مِنْ نَاحِيَتِهَا، أَوْ مِنْ غَيْرِ نَاحِيَتِهَا، وَكَانَ مُحَاذِيًا لَهَا عِنْدَ الْمَالِكِيَّةِ”.[8]

“وَيَقْصُرُ سُكَّانُ الْقُصُورِ وَالْبَسَاتِينِ وَأَهْل الْعِزَبِ إِذَا فَارَقُوا مَا نُسِبُوا إِلَيْهِ بِمَا يُعَدُّ مُفَارَقَةً عُرْفًا. وَالْبَلْدَةُ الَّتِي لَهَا سُوَرٌ، لاَ يَقْصُرُ إِلاَّ إِذَا جَاوَزَهُ وَإِنْ تَعَدَّدَ، كَمَا قَال الشَّافِعِيَّةُ”، والله أعلم.[8]

شاهد أيضًا: حكم قصر الصلاة الرباعية للمسافر

وإلى هنا يكون قد تم مقال طريقة الجمع والقصر للمسافر بعد الوقوف على الكيفية التي تتم بها صلاة الجمع والقصر، إضافة للوقوف على الهيئات والكيفيات التي تتم بها صلاة الجمع والقصر.