جدول المحتويات
صور عن اكرام الضيف من علامات الإيمان بالله ورسوله، فما من خلقٍ حسنٍ أو صفة حميدة أو خصلة كريمة إلا وكان لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوةً حسنةٍ، فلا نجد في تعاليم ديننا الحنيف وسنة رسولنا الكريم إلا كل الأمور والعادات الحسنة والشهامة والإيثار.
إكرام الضيف في الإسلام
- من سماحة الإسلام أنه علمنا أن إكرام الضيف هو عمل كريم فيه شهامة وكرم وإيثار للنفس من المسلم الصادق، وهو أيضًا من صور قوة الإيمان.
- فعن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت.
- وفي ذلك الحديث الشريف حث صريح وواضح على إكرام الضيف فجُعل أول علامات الإيمان بالله وباليوم الآخر وهي منزلة عظيمة.
- وفيها تأكيد لحقوق الضيافة وتوصية للحفاظ عليها، وتوضيح أن إهمالها يعد إهمالا لجانب من جوانب الإيمان.
- كما أن إكرام الضيف من مكارم الأخلاق ومن الخصال الحميدة التي تحلى بها سائر الرسل والأنبياء، فإكرام الضيف دائمًا ما يقترن بعُلُوُّ المكانة وشرف المنزلة وطلاقة الوجه.
- فقال تعالى في كتابه الكريم عن قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام مع ضيفاه: “”هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ * فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاء بِعِجْلٍ سَمِينٍ * فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ “.
شاهد أيضًا: عبارات ترحيب بالضيوف قصيرة .. كلام ترحيب بالضيوف
آداب اكرام الضيف
- من يأتيه ضيف حتى وإن كان بشكل مفاجئ فيجب عليه ألا يتململ ولا يشعر بالضجر أو الضيق.
- بل عليه أن يرحب به ويبتسم في وجهه ويستقبله استقبالا حسنا، فالضيف يأخذ حقه وجوباً.
- يجب التعجيل بتقديم الطعام، فذلك من صور اكرام الضيف، ففي ذلك قال حاتم الأصم: “العجلة من الشيطان إلا خمسة فإنها من سنة محمد،..( وذكر اطعام الضيف)”.
- وإن عزم على ضيفه بتناول الطعام واعتذر الضيف وشعر المضيف بأنه تخلص من ورطه؛ فذلك يدل على سوء تصرفه وبخله.
- في حالة زيارة ضيف فلا يجب أن نسأله إن كان يرغب في الأكل أو تناول مشروب.
- بل يجب تقديم الطعام والمشروب بشكل مباشر بدون سؤال، فإن أكل الضيف فهو خير، وإن لم يأكل فارفع الطعام.
- أن يتم تقديم قدر كافي من الطعام على أن يكون أفضل ما عنده.
- من أهم الأمور التي يجب مراعاتها عند تقديم الطعام للضيوف ألا ترفع المائدة قبل أن يأخذ الضيف كفايته من الطعام.
- وألا يقوم المضيف من على المائدة وينصرف قبل أن يقوم الضيف حتى لا يسبب له الحرج.
- وأن لا يرفع يده من الطعام أمام الضيف حتى ينتهي، بل عليه أن يحرك يده بالطعام ريثما ينتهي الضيف.
- ألا ينظر إلى الضيف ويراقب أكله فيشعر الضيف بالحرج، بل يجب على المضيف أن يغض بصره عن الضيف وينشغل بنفسه وطعامه.
- أن يحرص على خدمة الضيف بنفسه، فذلك من صور الكرم.
- إن بقي الضيف للمبيت فيجب ألا ينام أصحاب البيت حتى ينام الضيف.
- يجب ألا يتكلم المضيف عن أي مشاكل أو هموم أمام الضيف.
- من السنة أيضا مرافقة الضيف حتى باب البيت وتوديعه.
الجود بالموجود في إكرام الضيف
- من توجيهات رسول الله صلى الله عليه وسلم في إكرام الضيف أنه وصى بعدم التقصير في حق الضيف بحجة عدم وجود كثير من الطعام أو المال لشراء ما يكرم به الضيف.
- بل يجب الجود بالموجود أي تقديم ما هو موجود في البيت بدون تكلف أو تصنع أو تعسف.
- فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: “دخل عليه قوم يعودونه في مرضٍ له، فقال: يا جارية، هلّم لأصحابنا ولو كسراّ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “مكارم الأخلاق من أعمال الجنة”.
- ومن صور عطاء وكرم رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الضيوف لا يمكن حصرها، فقد سجلت مواقفه أروع مثال عن إكرام الضيف وإيثار ضيوفه على أهله وأبناءه ونفسه.
- فعن أبي هريرة رضي الله عنه انه قال: جاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا وقال له إنى مجهود –أي يعاني من الجوع والإجهاد- فأرسل رسول الله ﷺ إلى إحدى زوجاته، فقالت: لا والله الذي بعثك بالحق ما عندي إلا ماء، ثم أرسل إلى أخرى فقالت مثل ذلك، حتى قلن كلهن مثل ذلك، فقال: “من يضيف هذا الليلة رحمه الله”؟ فقام رجل من الأنصار فقال: “أنا يا رسول الله، أنا يا رسول الله، فذهب إلى أهله فقال لامرأته: ضيفُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا تدَّخريه شيئًا، قالت: واللهِ ما عندي إلَّا قوتُ الصِّبية، قال: فإذا أراد الصِّبيةُ العشاء فنوِّميهم وتعالي فأطفئي السِّراج، ونطوي بُطوننا الليلة، ففعلَت، ثُمَّ غدا الرَّجُلُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لقد عجِب الله عزَّ وجلَّ أو ضَحِك من فُلانٍ وفُلانة))، وأنزل الله عزَّ وجلَّ قولَه: ﴿ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ).
صور عن اكرام الضيف
- إن من أهم القيم التي أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يغرسها في نفس الصحابة والمؤمنين هو خلق إكرام الضيف فكان أول ما أوصى به عند دخول المدينة هو إطعام الطعام .
- فقال ﷺ: (يا أيها الناسُ، أفشُوا السَّلام، وأطعِموا الطَّعام، وصِلوا الأرحام، وصلُّوا بالليل والناسُ نيام، تدخلوا الجنَّةَ بسلامٍ).
- وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الضيافةُ ثلاثة أيام، وجائزتُه يوم وليلة، ولا يحل لرجل مسلم أن يقيم عند أخيه حتى يُؤثمه” قالوا: يا رسول الله وكيف يؤثمُهُ؟ قال: “يقيم عنده ولا شيء له يقْرِيه به” [رواه مسلم]، وبذلك فيجب على الضيف ألا تزيد مدة ضيافته على ثلاثة أيام حتى يسبب الحرج لأصحاب البيت ويحملهم فوق طاقتهم.
من واجبات الضيافة
- كما أن للضيف حقوقا في الإسلام فإن عليه أيضا واجبات، ومنها:
- يجب على الضيف أن يجلس حيث يُجلسه المضيف.
- أن يعبر الضيف عن رضاه بما قدمه له صاحب البيت.
- ألا يقوم الضيف من مكانه حتى يستأذن صاحب البيت.
- ألا يقترح الضيف طعاما أو شرابا معين، بل إذا تم تخييره بين طعامين فعليه أن يختار الأيسر.
- على الضيف أن يستأذن عند الدخول، وأن ينصرف بعد تناول الطعام حتى لا يسبب الحرج والثقل لصاحب البيت، إلا إن رغب صاحب البيت في بقائه.
- فقد قال تعالي: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ.
- دعاء الضيف لصاحب البيت بعد أن يفرغ من تناول الطعام وعند انصرافه، ففي ذلك سنة عن رسول الله ﷺ حيث قال لمن أطعمهم: ” اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِيمَا رَزَقْتَهُمْ، وَاغْفِرْ لَهُمْ وَارْحَمْهُمْ”، وقال صلى الله عليه وسلم: “اللَّهُمَّ! أَطْعِمْ مِنْ أَطْعَمَنِي، وَاسْقِ مَنْ سَقَانِي”.
السنة النبوية بها صور عن اكرام الضيف لا تحصى، وكذلك سيرة الصحابة رضى الله عنهم، فكرم الضيافة من الخصال الحميدة وسببًا في انتشار المحبة والود بين الناس، فليس هناك أقبح من البخل والشح، ولا أجمل من الكرم والعطاء والإيثار.