جدول المحتويات
شكل السماء في ليلة القدر هو إحدى العلامات التي يبحث عنه أي مسلم يصبو إلى الاستدلال بأي علامة عن موعد هذه الليلة العظيمة ونيل ثوابها بإذن الله، فقد ورد في السنة النبوية الشريفة، الأحاديث التي تصف هذه الليلة وعلاماتها الواضحة للعيان، وفي مقالنا اليوم عبر موقع مقالاتي سوف نتعرف على كيف تكون السماء في ليلة القدر وشكل القمر في ليلة القدر كما ذكر في السنة النبوية الشريفة وكل ما يتعلق بهذا الموضوع.
شكل السماء في ليلة القدر
يكون شكل السماء في ليلة القدر صافٍ لا كدر فيها ولا عكر، فهي تستعد لاستقبال حدث سماوي لا يحدث إلا في هذه الليلة المباركة، وقد وصفها النبي -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الشريف بأدق ما يكون حتى يستطيع المؤمنين التماسها، بعدما شاءت إرادة الله أن يتم رفعها إلى السماء، وفي دليل هذا الوصف، فعن واثلة بن الأسقع -رضي الله عنه- قال، إن النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام- قال: {ليلةُ القدرِ ليلةٌ بَلْجَةٌ، لَا حارَّةٌ ولَا بَارِدَةٌ، ولَا سَحابَ فِيها، ولَا مَطَرٌ، ولَا ريحٌ، ولَا يُرْمَى فيها بِنَجْمٍ}[1]، وهذه العلامة هي العلامة الصحيحة بعيداً عن العلامات الأخرى التي يتم تداولها بين الناس.
شاهد أيضًا: ما هي علامات ليلة القدر الصحيحة كاملة بالصور
شكل القمر في ليلة القدر
إن شكل القمر في ليلة القدر يكون أشبه بنصف قمر، أو ما يسمى علمياً باسم التربيع الأخير وهو مرحلة من مراحل دورة القمر، حيث يكون فيها القمر نصفه مضيء ونصفه معتم، وفي دليل ذلك، فقد ذكر هذا التفصيل في السنة النبوية الشريفة، في رواه الصحابي الجليل أبي هريرة -رضي الله عنه- إذ قال: {تَذَاكَرْنَا لَيْلَةَ القَدْرِ عِنْدَ رَسولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-، فَقالَ: أَيُّكُمْ يَذْكُرُ حِينَ طَلَعَ القَمَرُ وَهو مِثْلُ شِقِّ جَفْنَةٍ؟}[2]، والشق هو المنتصف، والجفنة هي وعاء الطعام، فشبه النبي شكل القمر فيها كوعاء الطعام المشقوق في المنتصف.
علامات ليلة القدر الصحيحة
لقد توارد ذكر الكثير من العلامات التي تناقلها الناس على أنها علامات ليلة القدر، ولكن كثرة النقل قد يحدث الالتباس لدى الناس أو الخلط في المعلومات، ولذلك، فالعلامات الصحيحة التي وردت في الشرع هي ما ذكره النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام- عنها وفق ما أراه إياها الله -عز وجل-، وعن ذلك ما رواه الصحابي عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- عن قول المصطفى فيه: {إنَّ أمارة ليلةِ القدر أنها صافيةٌ بلجةٌ، كأن فيها قمرًا ساطعًا، ساكنة ضاحيةً لا بَرْدَ فيها ولا حَرَّ، ولا يحلُّ لكوكبٍ أن يُرمى به فيها حتى يصبِحَ، وإن أمارتَها أن الشمس صبيحتَها تخرج مستويةً ليس لها شعاعٌ، مثل القمَرِ البَدرِ، لا يحِلُّ للشيطانِ أن يخرُجَ معها يومئذٍ}[3].
اقرأ أيضًا: كيف تكون شمس صبيحة ليلة القدر
متى تكون ليلة القدر
إن ليلة القدر ليست معلومة باليوم والتاريخ المحددين، وإنما يتم التماسها في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، فقد رفع علم موعدها إلى السماء وفق ما اقتضت مشيئة الله عز وجل، ولذلك، أمرنا النبي -عليه الصلاة والسلام- أن نلتمسها في العشرة الأواخر من شهر رمضان، أي في الفترة ما بين 21 رمضان، وحتى 29 منه، فعن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: {كانَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يُجَاوِرُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ ويقولُ: تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ}[4].
شاهد أيضًا: ما هو فضل ليلة القدر وعلاماتها
ما الحكمة من إخفاء ليلة القدر
الحكمة من إخفاء ليلة القدر هو جعل الناس يسعون في طلبها، فإن كان هيناً عليهم معرفة موعدها، لما اجتهد المسلمون في التماسها لنيل كامل ثوابها الذي يعادل ثواب ألف شهر من العبادة، مع أن الصحابة والمؤمنين كانوا على قاب قوسين من أن يعرفوا موعدها الحقيقي، فقد روى عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- أنه: {خَرَجَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِيُخْبِرَنَا بلَيْلَةِ القَدْرِ فَتَلَاحَى رَجُلَانِ مِنَ المُسْلِمِينَ فَقَالَ: خَرَجْتُ لِأُخْبِرَكُمْ بلَيْلَةِ القَدْرِ، فَتَلَاحَى فُلَانٌ وفُلَانٌ، فَرُفِعَتْ وعَسَى أنْ يَكونَ خَيْرًا لَكُمْ، فَالْتَمِسُوهَا في التَّاسِعَةِ، والسَّابِعَةِ، والخَامِسَةِ}[5].
وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان هل الدعاء مستجاب في ليلة القدر، والذي تعرفنا من خلاله على كيف يكون شكل السماء والقمر ليلة القدر، كما تعرفنا على علاماتها ومتى تكون والحكمة من رفع علمها إلى السماء وأحفاده.