جدول المحتويات
دعاء استفتاح الصلاة إنما هو بدايةٌ لأمرٍ تَعَبُدي من أهم الأمور في ديننا وهو الركن الأساسي والمستمر مع الإنسان طيلة حياته وهو الصلاة، فما أجمل أن يأتي الإسلام بمقدماتٍ لكل عبادة حتى تتهيئ نفس الإنسان وتتأهب للقاء مولاها الذي وعدها بالجنات حال طاعته وطاعة رسوله –صلى الله عليه وسلم- فهو بذلك يناجي ربه ويدعوه بأن يفتح عليه من فيوض رحمته وغفرانه.
دعاء استفتاح الصلاة
إن تطرقنا إلى الصلاة فسنجد أن لها شأنٌ عظيمٌ في ديننا، فهي تُجدد نشاط العبد وتجعله دومًا على الجادّة حتى إن انحرف قليلًا عن المسار المطلوب فستُعيد توجيهه التوجيه الصحيح، فكان لابد وقبل الشروع في قراءة الفاتحة أن نقوم بترديد دعاء استفتاح الصلاة والذي ورد في الأحاديث بأكثر من طريقةٍ ولفظ، ومنها:
- «اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ ، كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الخَطَايَا ، كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ ، وَالثَّلْجِ ، وَالبَرَدِ» متفقٌ عليه.
- «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ ، وَلَا إِلَهَ غَيْرَكَ» صحيح_رواه أبو داود والترمذي.
- « اللهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ ، وَمِيكَائِيلَ ، وَإِسْرَافِيلَ ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ، أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ ، فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ، اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ» مسلم_كان يقوله صلى الله عليه وسلم في قيام الليل.
أدعية الاستفتاح للصلاة بعد تكبيرة الإحرام
من المعلوم أن دعاء استفتاح الصلاة يكون بعد تكبيرة الإحرام –وهي تكبيرة بداية الصلاة- وقبل البدء في قراءة الفاتحة وآيات الكتاب الكريم، وهو بذلك يحقق العديد من الأمور اللازمة للعبد حين لقاء الله تبارك وتعالى ومنها:
- تهيئة النفس واستعدادها للعبادة الراقية التي تُطهر العبد من الأدناس الظاهرة والباطنة فتكون بمثابة نقطة بداية لما هو أعظم.
- انبعاث شعورٌ خفيٌ في نفس الـمُصلي يوحي إليه بمدى موقفه الذي يدخل من خلاله لعبادة ربه عزّ وجلّ.
- تَذَكُر أمر الآخرة وأن الإنسان لابد وأن يقف يومًا بين يدي مولاه فيُعدّ العُدّة للقائه سبحانه وتعالى.
- اتباع السُنّة فيما جاءت به وأنه يريد أن يصلي كما صلى النبي –صلى الله عليه وسلم-.
دعاء استفتاح الصلاة الله أكبر كبيرًا
إن من رُقي الدين أن جاء بالعديد من التنوعات في العديد من أمور العبادة حتى تكون نفس الإنسان دومًا توَّاقة لعبادة ربها وتهنىء بها في الدنيا والآخرة، ومن ذلك تنوُع دعاء استفتاح الصلاة فبين أيدينا الدعاء الذي جاء في السُنّة « الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً وسبحان الله بكرة وأصيلاً» إذ قاله أحد الصحابة ورأى النبي –صلى الله عليه وسلم- أبواب السماء وقد فُتحت لهذا الذِكر، ومن ذلك يتضح التالي:
- استشعار اسم الله تعالى (الكبير) فقد ورد ذِكره في القرآن الكريم وهو جلّ ثناؤه أهلٌ لأن يُحمد ويُمجد.
- الثناء على الله تعالى بالحمد، والذي يعني الشكر له سبحانه مع تعظيمه وتنزيهه عن كل نقص.
- التسبيح باسم الله تعالى، والذي يحوي معنى التنزيه والتعظيم والتمجيد والإقرار بوحدانية الله تعالى وعُلوه على خلقه.
- تسبيح الله تعالى في كافة الأوقات والتي تكون (بُكرةً) أي في الوقت الباكر من اليوم، و(أصيلًا) أي مع انتهاء اليوم من بعد العصر وحتى غروب شمسه.
لا يمكن لعبدٍ مؤمنٍ أن يترك دعاء استفتاح الصلاة، فبه يستعد لعبادة الله تعالى ويناجي ربه ويبتهل ويتضرع إليه، وإن من دواعي أمر الصلاة أن يحافظ على كل ما ورد في السُنّة الـمُطهرة بشأنها، فالكثير من كتب السُنّة تروي الأحاديث العِظام عن الصلاة وفضلها وهيئتها، وما يجوز فيها وما لا يجوز، وشروطها وأركانها، مما يغيب عن أذهاننا، وتتسارع الحياة بعدم التطرق إليها، وقد يكون هذا نقطة بداية نحاول من خلالها أن نُصحح عبادتنا.