حمل لواء المسلمين في غزوة بني النضير

حمل لواء المسلمين في غزوة بني النضير، تعرضّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- وصحابته والمسلمين للخيانة والغدر من اليهود في مرات متعددة، فما كان من رسول الله إلا أن يسير بجيش المسلمين لإيقافهم وقتالهم دفاعا عن الإسلام والمسلمين، ومن خلال هذا المقال سوف يُبيّن موقع مقالاتي من هو الذي حمل لواء المسلمين في غزوة بني النضير.

غزوة بني النضير

وقعت غزوة بني النضير بعد غزوة أُحُد، وذلك تحديدًا في شهر ربيع الأول من السنة الرابعة للهجرة، وقد كان السبب الرئيسي لهذه الغزوة هو نقض يهود بني النضير في المدينة المنورة لميثاقهم الذي عاهدوه مع رسول الله والمسلمين، والذي كان قائمًا على  أن للمسلمين دينهم، ولليهود دينهم، وأنّه بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة، وأن بينهم النصح والنصيحة والبر دون الإثم، وأن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين، وقد حافظ المسلمون على هذا العهد، إلّا أنّ بني النضير كغيرهم من قبائل اليهود لم يبقوا على عهدهم بل نقضوه، فما كان من رسول الله إلّا أن يُقاتلهم ويجليهم عن المدينة المنورة.[1]

حمل لواء المسلمين في غزوة بني النضير

إنّ الذي حمل لواء المسلمين في غزوة بني النضير هو الصحابي الجليل علي بن أبي طالب، وقد كانت الغزوة بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم، إذ بدأ الغزوة بحصار اليهود من قِبل جيش المسلمين، فسارع اليهود إلى حصونهم واحتموا بها، وراحوا يرمون جيش المسلمين بالنبل والحجارة من وراء الحصون، وكانت بساتينهم وأشجار النخيل معاونةً لهم في ذلك، ممّا جعل رسول الله يأمر المسلمين بحرق، وقطع بعضًا منها، ودام الحصار عليهم لمدة ست ليال، حتى قذف الله في قلوبهم الرعب، ووافقوا على الجلاء بأنفسهم وذراريهم.

ما هي السورة التي نزلت في يهود بني النضير؟

نزلت سورة الحشر في يهود بني النضير، ويتضّح ذلك في قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّـهِ فَأَتَاهُمُ اللَّـهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ ﴿٢﴾ وَلَوْلَا أَن كَتَبَ اللَّـهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ)[2]، فقد بينّ الله -سبحانه وتعالى- في هذه الآيات طرد اليهود، وبين أحكام الفَيء في الغزوات، وأثنى على المؤمنين، وبينّ أنّه يجوز القطع والحرق في أرض العدو من أجل المصلحة الحربية.