جدول المحتويات
حكم قصر الصلاة الرباعية للمسافر ومتى يباح للمسافر أن يقصر الصلاة الرباعية في السفر، من الأحكام الهامة التي تتعلق بالسفر والصلاة للمسلمين، فلو أنّ المسلم أراد أن يسافر من بلده ومكان إقامته لمكانٍ آخر فإنّ السفر قطعة من العذاب ومظنّة للتعب والمشقة، ولذلك خفف الله سبحانه وتعالى عن المسافر في الصلاة والصيام بشروط معينة، ومن خلال موقع مقالاتي سيتمّ بيان أحكام قصر الصلاة الرباعية في السفر.
مشروعية قصر الصلاة في السفر
إنّ القصر في الصلاة أمرٌ مشروع في السفر في الجملة، وقد أجمع أهل العلم على ذلك، وذلك باعتمادهم على عديد الأقوال الشرعية الواردة والصحيحة، ومنها قوله تعالى: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا}.[1] وكذلك فالنبي صلى الله عليه وسلم قد قصر في صلاته أثناء سفره والصحابة الكرام والسلف الصالح والله أعلم.[2]
حكم قصر الصلاة الرباعية للمسافر
إنّ حكم قصر الصلاة الرباعية للمسافر مسنونة بقول جمهور أهل العلم من المالكية والشافعية والحنابلة وأكثر السلف والخلف، والقصر ليس واجبًا إنما مستحبًا فمن أراد أن يقصر في صلاته أثناء سفره جاز له ومن أراد أن يصلي تمام الصلاة جاز له، وقد ورد عن عمر بن الخطّاب رضي الله عنه قال: “عَنْ يَعْلَى بنِ أُمَيَّةَ، قالَ: قُلتُ لِعُمَرَ بنِ الخَطَّابِ: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا} [النساء: 101]، فقَدْ أَمِنَ النَّاسُ! فَقالَ: عَجِبْتُ ممَّا عَجِبْتَ منه، فَسَأَلْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عن ذلكَ، فَقالَ: صَدَقَةٌ تَصَدَّقَ اللَّهُ بهَا علَيْكُم، فَاقْبَلُوا صَدَقَتَهُ”.[3] فالسفر قطعة من العذاب وهو مظنة من التعب والمشقة، لذلك خفف الله سبحانه وتعالى عن المسافر ويسّر عليه الأحكام الشرعية وخاصة في الصلاة والصيام، فيسنّ للمسافر أن يقصر بالصلوات الرباعية، ولو اقتدى بمقيم في سفره أتمّ الصلاة أما لو صلاها منفردًا قصرها والله أعلم.[4]
شاهد أيضًا: كيفية الصلاة الصحيحة من التكبير إلى التسليم
شروط قصر الصلاة
يعرف قصر الصلاة أنّه خلاف الإتمام وهو أن تُصلى الصلوات الرباعية ركعتين، وقد جعل أهل العلم له عديد الشروط التي تبيحه والتي منها:[5]
- أن يكون السفر مسافة قصر: وقد اختلف أهل العلم في مسافة القصر على عدة أقوال والراجح فيها أنّها 88 كم تقريبًا.
- عدم نيّة الإقامة في السفر: فلو نوى المسلم الإقامة كأن ينوي الانتقال لدولة جديدة يقيم فيها لزمه الإتمام، ولا يقصر بأقوى الأقوال لو نوى الإقامة أربعة أيامٍ وأكثر.
- أن يكون السفر مباحًا: فمن كان سفره لمعصية لا تباح له الرخص لا في الصلاة ولا في صيام رمضان، أما الأحناف فلم يجعلوه شرطًا.
- أن يكون المسلم قد فارق بلده: يُشترَطُ في قَصْر الصَّلاة في السَّفَر أنْ يكونَ قد خرَج من بيوتِ بلدِه، وفارَق عمرانَها، وترَكها وراءَ ظَهرِه باتفاق المذاهب الأربعة.
- دخولُ وقتِ الصَّلاةِ وهو في السَّفَرِ: لا يُشترَطُ لقصرِ الصَّلاةِ في السَّفرِ أن يكونَ قد دخَلَ عليه الوقتُ وهو في سفَرٍ، فمَن سافَر بعدَ دُخولِ الوقتِ فله قصرُ الصَّلاةِ وهو قول الجمهور.
- من أحرم بالصلاة ثم سافر: وهو واجبٌ عليه أن يتمّ الصلاة.
- نية القصر: اختَلفَ أهلُ العِلمِ في اشتراطِ نيَّة القَصرِ لجوازِ قَصْرِ الصَّلاةِ، فمنهم من قال أنّها شرط لجوازه، ومنهم قال أن القصر لا يفتقر إلى النية.
وقت بدء قصر الصلاة
يقصر المسلم صلاته عندما يغادر آخر بيتٍ من بيوت المدينة أو القرية التي يقيم فيها، وذلك إلى أن يعود إلى أول بيت من المدينة أو القرية التي يقيم فيها عند رجوعه من السفر، فالقصر يباح بضرب العبد في الأرض والضرب فيها يكون بمغادرة البلد، وقد ذكر ابن تيمية رحمه الله قال: “والقصر سببه السفر خاصة لا يجوز في غير السفر وأما الجمع فسببه الحاجة والعذر فإذا احتاج إليه جمع في السفر القصير والطويل وكذلك الجمع للمطر ونحوه وللمرض ونحوه ولغير ذلك من الأسباب فإن المقصود به رفع الحرج عن الأمة” كذلك فإنّ وقت القصر في الصلاة يكون لمدة ثلاثة أيّامٍ في السفر، فلو أقام أربعًا فما فوق عليه أن يتم بالقول الراجح عند أهل العلم والله أعلم.[6]
شاهد أيضًا: ما هي الصلاة التي يركع فيها المصلي أربع مرات ويسجد أربع مرات؟
متى يباح قصر الصلاة الرباعية
يباح في حكم قصر الصلاة الرباعية للمسافر أن يقصرها إذا كان قد سافر المسلم أكثر من ثمانين كيلومترًا وهي المسافة الشرعية التي حددها أهل العلم، وكذلك إذا لم ينو الإقامة في المكان الذي سافر إليه أربعة أيّامٍ وأكثر، فلو نوى الإقامة لا يجوز له لا القصر ولا الجمع، وخلاصة القول أنّه يجوز له أن يقصر بتحقيقه لشروط القصر الشرعية التي فصّلها أهل العلم وتمّ ذكرها فيما سبق.[7]
متى يمنع قصر الصلاة في السفر
بمعرفة حكم قصر الصلاة الرباعية للمسافر، فإنّ المسلم يستنتج أنّ هنالك الكثير من الأمور التي تمنع القصر في الصلاة أثناء السفر، والتي منها:
- أن يدخل المسلم بلده الأصلي وعمارة، وهو البلد الذي غادر منه، أو مكان إقامته الدائم.
- أن يدخل وقت الصلاة قبل السفر، فلو دخل قبل ذلك، وجب على المسلم أن يصلي ويتمّ صلاته، ولا يصح له قصر الصلاة ولو انقطع السفر وهو في وقت صلاة يتمّها.
- أن يصلي ويقتدي المسافر بمقيم، من الأمور التي تمنع قصر الصلاة وواجب المسافر أن يتمّ معه صلاته.
- أن ينوي المسافر أن يتمّ الصلاة عند دخولها، فلو لم ينو القصر في الصلاة قبل دخوله فيها فليس له أن يقصرها ولا يصحّ منه ذلك.
- أن يكون سفر المسافر في معصية، فلا يجوز له فيه قصر الصلاة بالقول الراجح عند أهل العلم.
شاهد أيضًا: كيفية قراءة التشهد في الصلاة
بهذا نصل لنهاية مقال حكم قصر الصلاة الرباعية للمسافر، والذي بيّن مشروعية الصلاة الرباعية، ومتى يجوز قصر الصلاة الرباعية، وشروط القصر، وذكر الأمور التي تمنع القصر للمسافر.
المراجع
- ^ سورة النساء , الآية 101
- ^ dorar.net , مشروعيَّةُ القَصْرِ في السَّفَرِ , 04/04/2022
- ^ صحيح مسلم , مسلم/ عمر بن الخطاب/ 686/صحيح
- ^ dorar.net , حُكم قَصْرِ الصَّلاةِ , 04/04/2022
- ^ dorar.net , شُروطُ قَصْرِ الصَّلاةِ , 04/04/2022
- ^ islamqa.info , الجمع بين الصلاتين قبل السفر , 04/04/2022
- ^ islamweb.net , القصر والجمع مشروط بالمسافة والمدة , 04/04/2022