جدول المحتويات
ما هو حكم حسن الظن بالله تعالى، فقد خلق الله تعالى عباده وهم مفطورون على الكثير من العادات، سواء كانت الحسنة منها أم السيئة، ومن ذلك الشك بالناس والريبة منهم أو الظن في أمرهم، وهذا قد يقع بناءً على موقف حاصل أو بسبب سجية الإنسان، وقد يتعدى ذلك إلى سوء أو حسن ظن بربه الذي خلقه، وهذا يقع عليه في الشرع الإسلامي، وفي مقالنا اليوم عبر موقع مقالاتي سوف نتعرف على حكم هذه المسألة.
معنى حسن الظن
معنى حسن الظن في اللغة العربية هو مقسوم إلى كلمتين، الأولى “حسن” وهي نقيض القبح، والثانية هي “الظن” وهو ما بين الشك واليقين، وعليه فإن حسن الظن هو ترجيح الخير بالشيء، وأما بالاصطلاح الفقهي، فحسن الظن المراد به ترجيح الخير على الشر، سواء كان ذلك بحسن الظن بالناس بين بعضهم البعض، كمثل الإنسان الذي غاب عن صلاة الجماعة ولاحظ الناس، فلا يجب أن يسيئوا الظن بغيابه، ولربما كان هناك ظرف قاهر منعه من الحضور، أو بحسن الظن بين العبد ومعبوده، كحسن ظن المسلم بما قدره الله تعالى له أنه هو خير له.[1]
شاهد أيضًا: حكم الجمع بين الخوف والرجاء
ما هو حكم حسن الظن بالله تعالى
حسن الظن بالله واجب على كل مسلم فالله تعالى، وإن قدر للإنسان شيئاً لم يتمنه، أو قدر له أن يقع في مصيبة أو ما شابه ذلك، وإنما فعل ذلك لحكمة عظيمة، فيحسن الظن بما قدره الله تعالى له، ويظن بنفسه السوء أنه مقصر ويخشى ألا يكون قد فشل فيما امتحنه الله به من صبر وإيمان بخالقه، فالمراد بذلك أن يحسن المسلم من عمله، ويجب أن يرتبط حسن الظن بالإحسان حتى يجازيه الله تعالى جزاء إحسانه الذي ينبع من قوة الإيمان، قال الإمام ابن القيم -رحمه الله تعالى- في ذلك: “وَلَا رَيْبَ أَنَّ حُسْنَ الظَّنِّ إِنَّمَا يَكُونُ مَعَ الْإِحْسَانِ، فَإِنَّ الْمُحْسِنَ حَسَنُ الظَّنِّ بِرَبِّهِ أَنْ يُجَازِيَهُ عَلَى إِحْسَانِهِ وَلَا يُخْلِفَ وَعْدَهُ، وَيَقْبَلَ تَوْبَتَهُ، وَأَمَّا الْمُسِيءُ الْمُصِرُّ عَلَى الْكَبَائِرِ وَالظُّلْمِ وَالْمُخَالَفَاتِ، فَإِنَّ وَحْشَةَ الْمَعَاصِي وَالظُّلْمِ وَالْحَرَامِ تَمْنَعُهُ مِنْ حُسْنِ الظَّنِّ بِرَبِّهِ”.[2]
شاهد أيضًا: حكم القنوط واليأس من رحمة الله
حسن الظن بالله ابن عثيمين
في سؤال الإمام ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- عن معنى وكيفية حُسن الظَن بالله تعالى، أجاب بما يلي:[3]
حسن الظن بالله أن الإنسان إذا عمل عملاً صالحاً يحسن الظن بربه، أنه سيقبل منه إذا دعا الله -عز وجل- يحسن الظن بالله أنه سيقبل منه دعاءه ويستجيب له، إذا أذنب ذنباً ثم تاب إلى الله، ورجع من ذلك الذنب، يحسن الظن بالله أنه سيقبل توبته، إذا أجرى الله تعالى مصائب الكون بحسن الظن بالله، وأنه جل وعلا إنما أحدث هذه المصائب لحكم عظيمة بالغة، يحسن الظن بالله في كل ما يقدره الله -عز وجل- في هذا الكون، وفي كل ما شرعه الله تعالى على لسان رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، بأنه خير ومصلحة للخلق.
شاهد أيضًا: حكم الاحتجاج بالقدر على فعل المعاصي أو ترك الواجبات
حكم سوء الظن بالله
لا يجوز سوء الظن بالله وهو من الكبائر، التي بالرغم من كبرها، إلا أنها لا تكفر الإنسان في قول العلماء، وهو من شيم المنافقين، وذكر العلماء على موقع إسلام ويب مما ورد عن أهل العلم من أهل السلف، ما يلي:[4]
قال الفقيه ابن حجر -رحمه الله تعالى- في الزواجر: “الْكَبِيرَةُ الْحَادِيَةُ وَالْأَرْبَعُونَ وَالثَّانِيَةُ وَالْأَرْبَعُونَ: سُوءُ الظَّنِّ بِاَللَّهِ تَعَالَى وَالْقُنُوطُ مِنْ رَحْمَتِهِ، أَخْرَجَ الدَّيْلَمِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ فِي تَفْسِيرِهِ أَنَّهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: أَكْبَرُ الْكَبَائِرِ سُوءُ الظَّنِّ بِاَللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ـ وَقَالَ عَزَّ قَائِلًا: وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلا الضَّالُّونَ {الحجر: 56} وَفِي تَفْسِيرِ ابْنِ الْمُنْذِرِ عَنْ عَلِيٍّ ـ كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ ـ قَالَ: أَكْبَرُ الْكَبَائِرِ الْأَمْنُ مِنْ مَكْرِ اللَّهِ، وَالْيَأْسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ، وَالْقُنُوطُ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ، وَفِي تَفْسِيرِ ابْنِ جَرِيرٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ نَحْوُهُ. انتهى.
وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان ما هو حكم حسن الظن بالله تعالى، والذي تعرفنا من خلاله على معنى الظن باللغة والاصطلاح الفقهي، وحكم هذه المسألة الشرعية في أقوال العلماء، كما تعرفنا حكم سوء الظن بالله تعالى.
المراجع
- ^ dorar.net , معنى حُسْن الظَّن لغةً واصطلاحًا , 06/05/2022
- ^ islamweb.net , حكم حسن الظن بالله مع الشعور بالتقصير في حقوقه , 06/05/2022
- ^ binothaimeen.net , كيف يحسن الإنسان ظنه بالله ؟ , 06/05/2022
- ^ islamweb.net , المحرم من الظن، وحكم سوء الظن بالله , 06/05/2022