جدول المحتويات
الفرق بين صلاة الوتر وقيام الليل من حيث عدد الركعات والوقت والفضل والأهمية هو ما سيقف للحديث عنه موقع مقالاتي والتفصيل فيه بهذا المقال، حيث إنّ الصلاتين واردتان عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد أوصى بهما في غير موضع، وتحدثت بعض نسائه عن مداومته عليهما، ثم سيُضاء على بعض من المعلومات الخاصة بصلاة الوتر مثل الكيفية والفضل والوسائل المعينة على المداومة.
الفرق بين صلاة الوتر وقيام الليل
ذهب العلماء إلى التفريق ما بين صلاة الوتر وقيام الليل من ناحية الحكم ومن ناحية الكيفية:[1]
- من ناحية الكيفية: إنّ صلاة الليل تكون مثنى مثنى يُسلم المسلم ما بين كل ركعتين فيهما، وأمّا الوتر فإنّ عددها يكون مفردًا وأقلها واحدة، ولمّا سئلت عائشة -رضي الله عنها- عن وتر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجابت: “ويصلي تسع ركعات لا يجلس فيها إلا في الثامنة فيذكر الله ويحمده، ويدعوه، ثم ينهض ولا يسلم، ثم يقوم فيصلي التاسعة، ثم يقعد فيذكر الله، ويحمده، ويدعوه، ثم يسلم تسليماً يسمعنا”.
- من ناحية الحكم: اختلف العلماء في حكم أداء صلاة الوتر فمنهم مَن قال بوجوبها وهو أبو حنيفة -رحمه الله- وذكر هذه الرواية الإمام أحمد، وزاد على ذلك بقوله: “من ترك الوتر عمداً فهو رجل سوء، ولا ينبغي أن تقبل له شهادة”، أمّا المشهور عن العلماء فهو أنّ صلاة الوتر هي سنة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو مذهب الإمام مالك والإمام الشافعي.
اقرأ أيضًا: كم عدد ركعات قيام الليل
كيفية صلاة الوتر وقيام الليل
ذكر عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- في كيفية صلاة الوتر وقيام الليل ما فعله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في تلك الصلاتين فقال: “أنَّهُ بَاتَ عِنْدَ مَيْمُونَةَ وهي خَالَتُهُ، فَاضْطَجَعْتُ في عَرْضِ وِسَادَةٍ، واضْطَجَعَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- وأَهْلُهُ في طُولِهَا، فَنَامَ حتَّى انْتَصَفَ اللَّيْلُ – أوْ قَرِيبًا منه – فَاسْتَيْقَظَ يَمْسَحُ النَّوْمَ عن وجْهِهِ، ثُمَّ قَرَأَ عَشْرَ آيَاتٍ مِن آلِ عِمْرَانَ، ثُمَّ قَامَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- إلى شَنٍّ مُعَلَّقَةٍ، فَتَوَضَّأَ، فأحْسَنَ الوُضُوءَ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، فَصَنَعْتُ مِثْلَهُ، فَقُمْتُ إلى جَنْبه، فَوَضَعَ يَدَهُ اليُمْنَى علَى رَأْسِي وأَخَذَ بأُذُنِي يَفْتِلُهَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أوْتَرَ، ثُمَّ اضْطَجَعَ حتَّى جَاءَهُ المُؤَذِّنُ، فَقَامَ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ، فَصَلَّى الصُّبْحَ”.[2]
شاهد أيضًا: ماذا يقرأ في صلاة قيام الليل في رمضان
وقت صلاة الوتر وقيام الليل
إنّ وقت صلاة الوتر وقيام الليل هو من بعد أداء صلاة العشاء وحتى طلوع الفجر، وقد ذكر الله -تبارك وتعالى- عن قيام الليل في القرآن الكريم: {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ ۚ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ۚ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَىٰ ۙ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ ۙ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ۚ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُونهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ۚ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}،[3] وقد أجمع علماء الأمة على أنّ الوقت الصحيح هو من بعد صلاة العشاء وحتى طلوع الفجر.[4]
شاهد أيضًا: هل تكفي صلاة التراويح عن قيام الليل
فضل صلاة الوتر وقيام الليل
إنّ لقيام الليل فضائل جليلة عظيمة ولعل من أهمها:[5]
- إنّ صلاة قيام الليل هي بمثابة الشكر لله -تبارك وتعالى- على كل النعم التي أنعم بها على العبد كما فعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
- إنّ قيام الليل هو سبب من الأسباب التي تعين المؤمن على إدراك الجنة بإذن من الله -تبارك وتعالى-.
- إنّ قيام الليل هو سبب من الأسباب التي جعلها الله -تبارك وتعالى- من أجل تكفير الذنوب.
- إنّ قيام الليل هو خير صلاة يؤديها المسلم بعد الصلوات المفروضة من الله عليه.
شاهد أيضًا: الفرق بين صلاة التراويح والتهجد والقيام
وسائل مُعينةٌ على قيام الليل
من الوسائل المعينة على أداء قيام الليل:
- دعاء الله -تبارك وتعالى- أن يعين المسلم على صلاة قيام الليل وأن يجعله ممن اصطفاهم في ذلك الوقت.
- الاستعانة بنوع من المنبهات التي يُمكن من خلالها الاستيقاظ في وقت قيام الليل.
- الابتعاد عن الذنوب التي يُحرم بها العبد قيام الليل مثل الغيبة والكذب والافتراء.
- عدم التحدث أمام الآخرين إن أكرم الله العبد بنعمة قيام الليل، فقد حرمها غيره كثير من الناس.
- كثرة الاستغفار والصلاة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال الفرق بين صلاة الوتر وقيام الليل وذكرنا الفروق التي نصّ العلماء عليها من ناحية الحكم وناحية الكيفية، وكيف يُمكن للمسلم أن يستيقظ من أجل تلك الصلاة وما هي طريقة أدائها كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم.
المراجع
- ^ islamqa.info , هل تختلف صلاة الوتر عن صلاة الليل , 31/03/2024
- ^ صحيح البخاري , البخاري، عبد الله بن عباس، 992 ، صحيح
- ^ المزمل , 20
- ^ islamqa.info , ما هو وقت قيام الليل ؟ , 31/03/2024
- ^ dorar.net , المَطلَب الأوَّل: قيامُ اللَّيلِ , 31/03/2024