جدول المحتويات
حكم الذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله، تتعدد الأحكام الشرعية والفقهية التي يبحث المسلم عن إجابة لها، والتي ينبغي أن يكون على دراية دائمة بها، لتجنب الوقوع في الخطأ، ومن هذه الأحكام التعرف على حكم الذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله، وهو ما سنتمكن من الإجابة عنه، من خلال موقع مقالاتي، كما وسنتطرق للحديث عن أبرز المعلومات المتعلقة بالذبح.
معنى الذبح لغة وشرعا
الذبح في اللغة هو ما تم ذبحه، أما الذبيحة وفقا للشرع، فتطلق على الحيوان الذي تمت تزكيته وفقا للطريقة الشرعية، ويقصد بالتزكية ذبح الحيوان الذي شرع الإسلام أكل لحمه، ويعد حكم جميع الذبائح التي شرعها الدين الإسلامي بحكم الأضحية، وذلك وفقا لما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه قال: “لا تَذبَحوا إلَّا مُسِنَّةً، إلَّا أنْ تَعسُرَ عليكم، فتَذبَحوا جَذَعةً منَ الضَّأْنِ”.[1]
شاهد أيضا: حكم زكاة الذهب الملبوس ابن عثيمين
حكم الذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله
لا يجوز أن يذبح المسلم في نفس المكان الذي يذبح فيه لغير الله سبحانه وتعالى، وذلك وفقا لما روي عن العلماء بأن الذبح في مكانهم يكون تشبه بهم، فقد يوقع المؤمن بالشك بأن طريقة الذبح من الممكن أن تكون على طريقتهم، وقد يكون تشبه بهم، ولقطع الشك باليقين فإنه لا يجوز الذبح في المكان الذي يذبح فيه لغير الله سبحانه وتعالى لقوله تعالى: {لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً}.[2]، وبذلك يكون حكم الذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله هو:
-
الإجابة: لا يوفى بها وعلى صاحبها كفارة اليمين.
الحكمة من تحريم الذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله
يجب أن تتوفر العديد من الشروط التي ينبغي أن تكون مناسبة للذّبح، فقد حرّم الله الذّبح في المَكان الذي يُذبح فيها لغَير الله، وذلك لعدة أسباب ومنها:
- قطع الحجة للشرك بالله، وذلك كونه مكان يذبح به لغير الله.
- منع الالتباس لصحة هذه الذبائح، وما فيه من تشبه بالمشركين.
أقسام الذبائح
تقسم الذبائح إلى أنواع متعددة وهي كما يأتي:
- ذبائح مشروعة مثل الأضحية، الهدي، العقيقة، الفدية، الدم، المنذورة.
- ذبائح مباحة مثل التي تذبح للأهل، أو للضيف.
- ذبائح شركية مثل الذبح على اسم الله كالمسيح أو الذبح لقبر نبي أو ولي.
شاهد أيضا: حكم من افطر ناسيا في نهار رمضان
أنواع الذبائح في الإسلام
تعتبر الذبائح المشروعة هي الذبائح التي يذكر فيها اسم الله سبحانه وتعالى، وقد تقسم إلى قسمين وهما ذبائح واجبة، وذبائح مستحبة، وتكون على النحو الآتي:
الذبائح الواجبة
وتكون الذبائح الواجبة كما يأتي:
- هدى التمتع والقران: وهي الذبائح التي تهدى إلى بيت الله الحرام وذلك للتقرب من الله، والمقصود فيه فقط ما يكون في حق المتمتع أو القارن، أما ما يقدمه الغير من الحجاج فإنه يكون من باب التطوع، وما يدل على ذلك قوله تعالى: {فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ}.[3]
- دم الإحصار والفوات: وهو ما يذبحه الحاج الذي فاته الوقوف بعرفة، والتي وقف فيها فجر يوم النحر، وهو فاته الذبح حينذاك.
- فدية الأذى أو ترك الواجب في الحج أو العمرة: وذلك وفقا لقوله تعالى: {فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ} ويقصد بالنسك هنا بمعنى الذبح.
- جزاء الصيد:، يوجب الذبح إذا كان في الحرم، أو في حال الإحرام، فيجب عليه مثلما صاد، وإن لم يجد فقيمته، وذلك وفقا لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ}.[4]
- ما وجب النذر: فإذا قام الشخص بالنذر فعليه وفائه، فعليه بالذبح وذلك وفاء لما نذر به.
الذبائح المستحبة
هي التي تقرب العبد من ربه، وجعلها الشرع في حكم المستحب، وتتمثل فيما يأتي:
- الأضحية: وهي التي تعتبر من شعائر الله وذلك وفقا لقوله تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}.[5]
- العقيقة: وهو ما يتم ذبحه امتنانا وشكرا لله عن المولود، وذلك لما أنعم الله به على عباده، لما روى سلمان بن عامر -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: “معَ الغُلامِ عقيقتُهُ فأهَريقوا عنهُ دمًا وأميطوا عنهُ الأذَى”.[6]
- الصدقة: وهي مستحبة لما ورد من العديد من الدلائل التي تظهر فضل الصدقة.
- ما يذبح في وليمة العرس: وذلك لما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “أوْلِمْ ولو بشَاةٍ”.[7]
من أمثلة الذبح لله
شرع الإسلام أكل لحم الذبيحة التي تكون حلالا وفقا لأحكام الشرع، ومنها: لحوم البقر، والأغنام، والماعز، والخرفان، كما وحرم الشرع ذبح الأنواع الأخرى من اللحوم المحرمة كلحم الخنزير، كما وقد يشرع الحجاج أثناء أداء فريضة الحج بالذبح تقربا من الله سبحانه وتعالى، لنيل رضاه وتقربا إليه، ومن أشهر الأمثلة على الذبح لله: ذبح الأضحية، والعقيقة.
شاهد أيضا: حكم كل لهو يضل عن سبيل الله
وإلى هنا نكون قد تمكنا من التوصل لختام مقالنا، بعد أن أجبنا عن حكم الذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله، كما وتعرفنا على معنى وأقسام وأنواع الذبائح، وأبرز الأمثلة على الذبح لله، كما وتطرقنا إلى التعرف على الحكمة من تحريم الذبح لله في مكان يذبح فيها لغير الله.
