جدول المحتويات
اذا كان اول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين، فقد من الله على عبادة بفروض الطاعة التي تعلمهم ما يرضي الله وتدلهم إلى طريق الفوز بالجنة، وما صيام شهر رمضان إلا مظهر من أجمل وأقوى مظاهر العبادة، وهذا ما أعان الله به عبده على أدائه، وفي مقالنا اليوم عبر موقع مقالاتي سوف نتعرف على هذا الحديث الشريف فيما ورد عن أهل العلم وما هو حكمه ومبتغاه في الدين.
اذا كان اول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الشريف: {إذا كان أولُ ليلةٍ من شهرِ رمضانَ صُفِّدَتِ الشياطينُ ومَرَدةُ الجنِّ، وغُلِّقتْ أبوابُ النارِ فلم يُفتحْ منها بابٌ، وفُتِّحَتْ أبوابُ الجنةِ فلم يُغلقْ منها بابٌ}[1]، وما هذا الحديث الشريف الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- إلى تعزيز لما جاء في الذكر الحكيم عن الفضل الذي منّ الله به عباده الطائعين، الطامعين في مرضاة الله وجنان الخلد التي وعد الله بها عباده الصادقين، وما تصفيد الشياطين مع قدوم شهر رمضان إلا رحمة من الله الذي عدَّ شهر رمضان ملاذاً للمؤمن وطريقاً للجنة، وقد جعل جزاؤه خاص بيده، وهذا ما جاء في الحديث الشريف، إذ قال رسول الله في الحديث القدسي: {يَقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: إلَّا الصَّومَ؛ هو لي، وأنا أجزي به؛ يَدَعُ الطَّعامَ مِن أجْلي، والشَّرابَ مِن أجْلي، وشَهوَتَه مِن أجْلي، فهو لي، وأنا أجزي به، والصَّومُ جُنَّةٌ}[2].
شاهد أيضًا: احاديث عن فضل شهر رمضان المبارك
إذا جاء رمضان صفدت الشياطين يعني
لقد أكرم الله تعالى شهر رمضان وأكرمنا به، وجعله باباً للتوبة والمغفرة، وقربنا من نيل الثواب والجنة، ويسر لنا هذا الطريق بأن لجم عنان الشياطين عن المؤمنين الصالحين الصائمين المحتسبين بإذن الله تعالى، وبقول النبي -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الشريف: {إذا كان أولُ ليلةٍ من شهرِ رمضانَ صُفِّدَتِ الشياطينُ ومَرَدةُ الجنِّ}[1]، فإن “صفدت الشياطين” دلالة على ما أمر به الله بأن تغل الشياطين في هذا الشهر الفضيل، والغل أو الصفد هو ما يوضع في اليد لتقويض الحركة، فَيكف بذلك الله أيدي الشياطين عن الغلو في نفس المؤمن الصائم المحتسب بأمر الله وبعونه، وفي قوله “مردة الجن” فهم رؤساء الشياطين المجردين للشر، وفي قول آخر، هم العتاة الشداد من الجن وأقواهم، فلا يقوموا بالوسوسة للصائمين مما يفسد الصوم أو يبطله.
شاهد أيضًا: حديث عن رمضان قصير جدا
الحكمة من تصفيد الشياطين
في الحديث الشريف المذكور عز رسول الله -عليه الصلاة والسلام، تنطوي الحكمة على ظاهر الحديث من جهة، وحقيقته من جهة أخرى، فكما أوضح الفقهاء والعلماء ومن روى الحديث عن النبي نحو الصحيحين وعن الإمامين مسلم وأبي هريرة -رضي الله عنهما- وكل من روى الحديث نحو الترمذي وابن ماجه وما حسَّنه الألباني -رضوان الله عليهم جميعاً- في صحيح الجامع، فإن تصفيد الشياطين يكون على ظاهر الحديث، وما أراد به هنا بما أجمع عليه غالبية أهل العلم، ليس إعدام الشر بالمطلق، وإنما قلة الشر فيضعف عمل الشياطين في هذا الشهر، ولا يعد لهم نفس التأثير في نفوس الناس المؤمنين الهادفين لنيل ثواب الإنسان، وبذلك يضعف قوة إغواء الشياطين للناس، وهذا ما أفتى به أهل العلم بعد الاطلاع على ما ورد فيه من أحاديث.[3]
شاهد أيضًا: أحاديث عن صلاة التراويح في رمضان
يا باغيَ الخيرِ أقبلْ ويا باغيَ الشرِّ
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الشريف:
{إذا كان أولُ ليلةٍ من شهرِ رمضانَ صُفِّدَتِ الشياطينُ ومَرَدةُ الجنِّ، وغُلِّقتْ أبوابُ النارِ فلم يُفتحْ منها بابٌ، وفُتِّحَتْ أبوابُ الجنةِ فلم يُغلقْ منها بابٌ، ويُنادي منادٍ كلَّ ليلةٍ: يا باغيَ الخيرِ أقبلْ، ويا باغيَ الشرِّ أقْصرْ، وللهِ عتقاءُ من النارِ، وذلك كلَّ ليلةٍ}[1]، وفي تفسير الحديث وفق ما أوله أهل العلم، “ينادي منادٍ” وهو ملك من ملائكة السماء من عند الله عز وجل، وأما عن “باغي الخير” فقد قصد بها قلوب الصائمين المحتسبين بأمر الله، وينادي عليه المنادي أن “أقبل” إلى عمل الخير والطاعة، فهذا ما يرغب به هذا الشهر، ثم يقول المنادي “يا باغي الشر” والمقصود بها القلوب التي تبغي الشر، ويخاطبهم الملك من عن الله أن أدبر عن هذا الشر، فهذا شهر الرحمة والطاعة وفيه ترق القلوب لعمل الخير بإذن الله.[4]
وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان اذا كان اول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين، والذي تعرفنا من خلاله على هذا الحديث الشريف ومعناه والحكمة من تصفيد الشياطين، كما تعرفنا على تفسير معنى باغي الخير والشر في هذا الحديث الشريف ودلالته.
المراجع
- ^ صحيح الجامع , أبو هريرة، الألباني، 759، حسن , 09/03/2024
- ^ تخريج المسند , أبو هريرة، شعيب الأرناؤوط، 10218، إسناده صحيح على شرط الشيخين , 09/03/2024
- ^ islamqa.info , الحكمة من تصفيد الشياطين في رمضان , 09/03/2024