ما هو اجر افطار الصائم في رمضان

ما هو اجر افطار الصائم في رمضان؟ يبحث الكثير من المسلمين عن إجابة عن ذلك السؤال، فإطعام الطعام في رمضان من أفضل القربات وأجلّ الطاعات في الشهر الكريم، والكثير من المسلمين يحرصون على تفطير الصائمين سواء على تمرات أو شربة ماء، أو يعدون الموائد والوجبات لتوزيعها على الصائمين، وفي موقع مقالاتي نتعرف على اجر تفطير الصائمين في رمضان، وبيان حال السلف الصالح مع ذلك.

ما هو اجر افطار الصائم في رمضان

تفطير الصائم وإطعامه لها أجر كبير وثواب عظيم عند الله سبحانه وتعالى، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا” [1]، ومن الحديث يتضح أن من فطر الصائم له من الأجر مثل ما للصائم إلا أنه لا ينقص من أجر الصائم، وهو من باب إطعام الطعام الذي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم وجعله من علامات البر والخير في نفس المسلم وسبب من أسباب دخول الجنة، وتفطير الصائم في رمضان لا سيما الفقير أو المحتاج أكبر ثوابًا وأعظم أجرًا لما فيه من سد جوع الضعيف غير القادر على إطعام نفسه، كما أنه من علامات الجود والكرم وتطهير النفس من البخل والشح.

حال السلف الصالح في إطعام الطعام

كان السلف يحرصون على إطعام الطعام في رمضان وفي غير رمضان ويرون أنها من العبادات التي تقرب العبد من خالقه سبحانه وتعالى، وكان بعض السلف يقول لأن أدعو عشرة من أصحابي فأطعمهم ما يشتهون من الطعام حتى أشبعهم أحب إلى من عتق عشر رقاب من ولد إسماعيل. وكان الكثير منهم رضي الله عنهم لا يأكلون طعام الإفطار فرادي إلا مع فقير أو مسكين مثل عبد الله بن عمر ومالك بن دينار. والحسن البصري وعبد الله بن المبارك كانوا يدعون أصحابهم للطعام ويخدموهم وهم صائمين حبًا في إطعام الطعام والقيام بهذه العبادة الفضيلة.

شاهد أيضًا: للصائم دعوة لا ترد ومتى وقت دعوة الصائم التي لا ترد

ما يحصل به تفطير الصائم

أجر تفطير الصائم يحدث بإطعامه التمر أو شربة ماء أو لبن يكسر بها صومه، وهو أمر يسير يمكن للكل القيام به، حيث يمكن توزيع التمر في المساجد قبيل آذان المغرب لإفطار الصائمين عليه، كما يمكن توزيع العصائر في الطرقات على المارين لنيل الأجر، ولكن ذلك لا يكون إلا مع وجود النية في الحصول على أجر إفطار الصائم، فبلا نية لا أجر ولا ثواب. قال الشيخ ابن العثيمين – رحمه الله – في شرح رياض الصالحين:[2]

“واختلف العلماء في معنى من فطر صائما فقيل: إن المراد من فطره على أدنى ما يفطر به الصائم ولو بتمرة، وقال بعض العلماء: المراد بتفطيره أن يشبعه لأن هذا هو الذي ينفع الصائم طول ليله وربما يستغني به عن السحور؟ ولكن ظاهر الحديث أن الإنسان لو فطر صائما ولو بتمرة واحدة فإنه له مثل أجره، ولهذا ينبغي للإنسان أن يحرص على إفطار الصائمين بقدر المستطاع لاسيما مع حاجة الصائمين وفقرهم أو حاجتهم لكونهم لا يجدون من يقوم بتجهيز الفطور لهم وما أشبه ذلك”.

كيف تأخذ أجر تفطير الصائم

هناك العديد من الصور التي يمكن بها للمسلم أن ينال أجر تفطير الصائم ومن هذه الصور ما يلي:

• توزيع وجبات معلبة على الصائمين في المساجد.
• وضع علبة من التمر في مدخل المسجد يأخذ منها الصائمين عند دخولهم للإفطار عليها عند سماع الأذان.
• توزيع أكياس الوجبات الجاهزة أو التمر والماء على أصحاب السيارات في الطرقات عند أذان المغرب.
• دعوة الأهل والأصدقاء على طعام الإفطار في المنزل.
• تنظيم موائد الرحمن والمشاركة فيها بالطعام والمال ليفطر عليها الصائمين والفقراء وأبناء السبيل.

شاهد أيضًا: هل السحور في رمضان واجب

حكم إطعام من أفطر في رمضان بغير عذر

صيام رمضان فريضة على القادر المقيم الخالي من الأعذار، وإفطار يوم واحد من رمضان من الكبائر والذنوب العظيمة، ولا يمكن لمن أفطر في رمضان بغير عذر تعويض ذلك اليوم ولو صام الدهر كله بنص الحديث النبوي الشريف، وتقديم الطعام للمفطر في رمضان لا يجوز لأنه من باب التعاون على الإثم والمعصية، فهي بمثابة من يقدم الكؤوس والأكواب لشارب الخمر حتى يشرب، والمسلم مأمور بأن يدعو المفطر أن يمسك ويتوب لا أن يقدم له الطعام.

أما إذا كان من أفطر في رمضان أفطر لعذر مثل المرض أو السفر فإنه يجوز للمسلم تقديم الطعام له واحتساب أجر إطعام الطعام للمسلم وقضاء حاجته وهو مأجور عليه إن شاء الله.

حكم إفطار الصائم عند من يكسب ماله من حرام

المسلم مأمور بتحري الحلال الطيب في مطعمه ومشربه وسائر أحواله، وقد يرغب المسلم في التعرف على حكم تناول الإفطار عند من كان كسبه من حرام، وفيما يلي نتعرف على جواب لذلك السؤال:[3]

• من كان ماله كله من حرام فلا يجوز تناول الفطور عنده لأن ماله كله خبيث لا حلال فيه.
• من كان أكثر ماله حرام ولكن فيه من الحلال القليل اختلف العلماء في حكم الأكل من طعامه، فالشافعية يرون كراهة الأكل ممن كان حاله كذلك، قال السيوطي في الأشباه والنظائر: “ومنها: معاملة من أكثر ماله حرام، إذا لم يعرف عينه لا يحرم في الأصح لكن يكره، وكذا الأخذ من عطايا السلطان، إذا غلب الحرام في يده، كما قال في شرح المهذب: إن المشهور فيه الكراهة لا التحريم، خلافاً للغزالي”.
• المالكية يرون أيضًا كراهة الأكل عند من كان أكثر ماله من الحرام ولا يرون أيضًا قبول هبته.
• الحنابلة اختلفوا في حكم الأكل من حاله كذلك، فرأي يرى الحرمة مطلقًا، ورأي يرى الجواز إذا كان الحلال أكثر، ورأي يقول بالجواز المطلق سواء كان المال الحرام كثير أم قليل.

حكم تقديم الطعام لفاقد العقل في رمضان

أوضحنا أن تقديم الطعام للمفطر في رمضان بغير عذر لا يجوز وهو من المعاصي والإعانة على العدوان والمخالفة، ولكن أصحاب الأعذار يجوز تقديم الطعام لهم في نهار رمضان حيث إنهم غير مكلفين حال عذرهم بالصوم، وعليه فإن فاقد العقل بجنون أو بسبب كبر في السن وهرم شديد يجوز للمسلم أن يطعمه في نهار رمضان بل إنه يثاب على ذلك ويأثم إن كان قادراً على الإطعام وامتنع بخلًا إذا لم يكن لفاقد العقل من يعينه على تناول الطعام، وهو من الرحمة التي أمر الله أن تكون في قلوب المسلمين، ففي كل كبد رطبة تقدم لها الطعام صدقةً وبراً.

تعرفنا على ما هو اجر افطار الصائم في رمضان، وتعرفنا على ما ينال به المسلم أجر تفطير الصائم ولو على تمرات أو شربة من الماء، كما تعرفنا على حكم تقديم الطعام في نهار رمضان لمن يفطر بغير عذر، وحكم إطعام فاقد العقل، والأكل ممن كسبه من الحرام وأقوال العلماء في ذلك.