جدول المحتويات
أسباب ألم الرأس من الخلف متنوعة بشكل كبير، وتختلف من حالة لأخرى، لذلك لا بد من زيارة الطبيب؛ لتشخيص الحالة بدقة ومن ثم تحديد العلاج الأمثل حسب السبب الرئيسي لها، ويمكنك التعرف على جميع الأسباب المحتملة بالإضافة إلى العديد من التفاصيل الأخرى حول هذا العرض فيما يلي.
أسباب ألم الرأس من الخلف
تختلف الأسباب التي تؤدي إلى الشعور بصداع في مؤخرة الرأس من حالة لأخرى، ويمكن توضيح أسباب ألم الرأس من الخلف المحتملة، فيما يلي:
- التهاب المفاصل: يشعر المريض في هذه الحالة بألم في الرقبة وخلف الرأس، بسبب وجود التهاب وتورم في منطقة الرقبة، يزداد الألم سوءًا عادة عند الحركة. يكون الصداع أو الألم في هذه الحالة مصاحبًا لأي نوع من التهاب المفاصل، خاصة التهاب المفاصل الروماتويدي.
- صداع التوتر: يؤدي صداع التوتر إلى الشعور بألم في منطقة الجبهة عادة، ويعتبر من الأسباب الأكثر شيوعًا التي تسبب الشعور بألم في منطقة الرأس من الخلف، يمكن أن يشعر المريض بالأعراض لمدة تصل إلى 7 أيام، وفي حالات أخرى تستمر لفترة قصيرة لا تتجاوز 30 دقيقة.
- وضعية الجسم الخاطئة: يمكن أن تسبب الوضعية السيئة للجسم ألمًا في منطقة الرقبة ومؤخرة الرأس، لأنها تؤدي إلى حدوث توتر في الظهر والكتفين والرقبة، الأمر الذي يمكن أن يسبب صداعًا وربما يشعر المريض بألم خافق خفيف في نهاية الجمجمة.
- الإفراط في استخدام الأدوية: تناول دواء لتخفيف الآلام لمدة تزيد عن يومين في الأسبوع على المدى الطويل يمكن أن يؤدي إلى حالة تُعرف باسم الصداع الارتدادي، الذي يأتي ضمن أسباب ألم الرأس من الخلف.
- القرص المنفتق (Herniated disks): يمكن أن يسبب القرص المنفتق في الرقبة ألمًا في منطقة الرقبة وتوترًا، لأنه يؤدي إلى الشعور بصداع يُعرف باسم الصداع عنقي المنشأ. يشعر المريض عادة بألم في نهاية الرأس، يمكن أن يشعر به أيضًا خلف العينين، ويمكن أن تشتد حدة الصداع عنقي المنشأ عند الاستلقاء، لدرجة تعيق المريض المصاب به عن النوم، كما يمكن أن يشعر أيضًا بضغط على الجزء العلوي من الرأس عند الاستلقاء.
- الألم العصبي القذالي: ترتبط هذه الحالة بتلف أو تهيج في الأعصاب القذالية التي تمتد من الجزء الخلفي في منطقة الرقبة حتى فروة الرأس. يمكن أن ينشأ هذا الألم عن أمراض كامنة أو توتر في منطقة الرقبة أو أسباب أخرى غير معروفة، ويمكن أن يحدث خطأ في تشخيص الألم العصبي القذالي، نظرًا لتشابه أعراضه مع الصداع النصفي أو نوعًا أخر من الصداع. السمة المميزة لهذه الحالة هى الشعور بألم بسبب الضغط على مؤخرة العنق وفروة الرأس. وتتعدد أسباب الألم العصبي القذالي، من بينها: وجود تلف في العمود الفقري، الأورام، النقرس، تلف الأعصاب المصاحب لمرض السكر، العدوى، التهاب الأوعية الدموية.
- الصداع العنقودي: يأتي ضمن أسباب ألم الرأس من الخلف، إلا أنه نادر الحدوث، يشعر المصاب بالصداع العنقودي بألم شديد للغاية، يعاني من نوبات متكررة، يمكن أن تستمر فترات هذه النوبات أسابيع أو شهور. يؤدي أيضًا إلى الشعور بألم في مؤخرة أو جانبي الرأس، يمكن أن تزداد حدته عند الاستلقاء.
- الصداع الناتج عن ممارسة الرياضة: يحدث نتيجة نشاط بدني شاق، يبدأ فجأة أثناء ممارسة التمارين الرياضية أو بعدها مباشرةً، وتزداد حدته بسرعة. يمكن أن تؤدي تمارين مختلفة إلى الشعور به، مثل: رفع الأثقال، الجري. يمكن أن يؤدي إلى ظهور أعراض مماثلة للأعراض المصاحبة للصداع النصفي.
شاهد أيضًا: وجع الراس من الخلف جهة اليسار
ألم الرأس من الخلف والصداع النصفي
الخفقان أو الشعور بألم شديد في جانب واحد من الرأس من أهم أعراض الصداع النصفي، الذي يبدأ غالبًا في مرحلة مبكرة من العمر وتزداد شدته مع التقدم في العمر. يمكن أن تحدث نوبات الصداع النصفي عدة مرات في الأسبوع، خاصة لدى النساء اللائي تتراوح أعمارهن ما بين 35 و45 عامًا.
تشمل أعراض الصداع النصفي الأخرى: القيء، الغثيان، الاضطرابات البصرية، زيادة الحساسية للضوء والرائحة، الجلد الحساس. تستمر هذه الأعراض من عدة ساعات إلى عدة أيام، تزداد حدتها مع ممارسة النشاط البدني.
تتعدد أسباب الصداع النصفي بشكل كبير، من بينها: الضغط العصبي، التغيرات في الدورة الشهرية أو الهرمونات الأخرى، القلق أو الاكتئاب، الضوضاء العالية، الروائح القوية، النوم غير الكافي، تناول أنواع معينة من الأطعمة، مثل: الجبن، الشوكولاتة، الكافيين، تناول حبوب منع الحمل.
أعراض ألم الرأس من الخلف
تعدد أسباب ألم الرأس من الخلف يعني تنوع الأعراض المصاحبة له أيضًا، لأنه عرض وليس مرض، بالتالي تتباين الأعراض المصاحبة له حسب السبب الرئيسي على النحو التالي:
- صداع التوتر: تتمثل أعراضه في: شعور بالشد في الجزء الخلفي أو الأمامي من الرأس، ألم خفيف إلى متوسط أو شديد في بعض الأحيان.
- الصداع الارتدادي: تتمثل أعراضه الرئيسية في: صداع مستمر (شبه يومي)، ألم تزداد حدته عند الاستيقاظ، صداع بعد التوقف عن تناول المسكنات، النعاس، الغثيان، القلق، التهيج، نقص الطاقة، الضعف الجسدي، الأرق، صعوبة التركيز.
- الصداع عنقي المنشأ: تتعدد أعراضه بشكل كبير، من بينها الشعور بعدم الراحة في الكتفين أو الذراعين.
- الألم العصبي القذالي: تشمل أعراضه الشعور بألم شديد، الخفقان المستمر، آلام مفاجئة، غالبًا يكون الألم في جانب واحد من الرأس ويمكن أن تزداد حدته مع تحريك الرقبة، حساسية فروة الرأس من اللمس، الحساسية للضوء.
- الصداع العنقودي: تشمل أعراضه الأخرى ألم حاد، الأرق، الغثيان، انسداد الأنف، تدلي الجفن، الحساسية للضوء والصوت.
- الصداع الناتج عن ممارسة الرياضة: تشمل أعراضه الشعور بألم نابض على جانب الرأس يمكن أن يستمر من خمس دقائق إلى يومين.
شاهد أيضًا: أسباب الصداع المتكرر عند النساء وكيفية علاجه بالتفصيل
متى يجب استشارة الطبيب؟
يصعب معرفة أسباب ألم الرأس من الخلف دون إجراء الفحص البدني والاختبارات اللازمة لدى طبيب مختص، وتكون زيارة الطبيب ضرورية في الحالات التالية:
- الشعور بصداع يستمر لأكثر من بضعة أيام.
- تداخل الصداع مع الأنشطة اليومية الطبيعية.
- حدوث تغييرات جديدة في أنماط الصداع.
يجب التوجه إلى الطبيب في أسرع وقت ممكن إذا كان الألم أو الصداع شديدًا أسوأ من أي وقت مضى أو إذا تفاقمت نوبات الصداع بشكل تدريجي، أو إذا كان الألم (الصداع) مصحوبًا بأي من الأعراض التالية:
- تغييرات مفاجئة في الشخصية، مثل التقلبات المزاجية غير الطبيعية أو الانفعالات.
- الحمى، تيبس الرقبة، الارتباك، انخفاض اليقظة، بذل مجهود كبير كمحاولة للتركيز أثناء التحدث مع الأخرين.
- اضطرابات بصرية، تداخل في الكلام، ضعف (كأن يشعر المريض بضعف في جانب واحد من الوجه)، الشعور بخدر في أي مكان في الجسم.
- صداع شديد كما لو كان ضربة في الرأس.
- صداع يحدث بشكل مفاجئ للغاية، رغم أنه لا يحدث عادة، خاصة إذا كان شديدًا لدرجة إيقاظك من النوم.
شاهد أيضًا: اسباب وجود الصداع وطرق التخلص منه بطرق آمنه
علاج ألم الرأس من الخلف
لا يوجد علاج ثابت لجميع الحالات، حيث يختلف باختلاف أسباب ألم الرأس من الخلف، رغم أن مسكنات الألم المتاحة بدون وصفة طبية (مثل الاسيتامينوفين) تساعد في تخفيف الألم في أحيان كثيرة إلا أنها لا تغني عن معالجة السبب الرئيسي على النحو التالي:
- علاج صداع التوتر: يتمثل علاج ألم الرأس من الخلف الناتج عن صداع التوتر في مسكنات الألم عادة، مثل الأسبرين أو الأسيتامينوفين، خاصة إذا كان يحدث في حالات نادرة، لكن إذا كان يتكرر في كثير من الأحيان يكون من المفيد إدخال بعض التعديلات في نمط الحياة، كممارسة تمارين الاسترخاء، كما يمكن أن يفيد العلاج السلوكي المعرفي، العلاج بالإبر في هذه الحالة.
- علاج الألم الناتج عن التهاب المفاصل: يُفضل علاج الصداع أو ألم الرأس المصاحب لالتهاب المفاصل بمضادات الالتهاب والعلاج الحراري لتقليل الالتهاب.
- علاج ألم الرأس الناتج عن سوء وضعية الجسم: يُنصح في هذه الحالة بتناول دواء الاسيتامينوفين كمسكن فوري للألم، لكن على المدى الطويل يجب تجنبه عن طريق تحسين وضعية الجسم مثل الجلوس على كرسي مريح مع إراحة المرفقين على مساند، بالإضافة إلى إبقاء الظهر مستقيمًا ومدعومًا، فضلًا عن تحريك الرقبة والرأس قدر الإمكان، ومن المهم أيضًا أن تكون القدمين مسطحتين على الأرض بزاوية 90 درجة من الفخذين إلى الركبتين، كما يُنصح بمحاولة أخذ فترات راحة منتظمة أثناء العمل، للمساعدة في تحريك الرأس والعمود الفقري بشكل طبيعي وتجنب شد العضلات.
- علاج الصداع الناتج عن القرص المنفتق: يختلف علاج ألم الرأس من حالة لأخرى حسب السبب، حيث يكون العلاج الطبيعي مفيدًا في بعض الحالات، حالات أخرى تحتاج إلى المعالجة بتقويم العمود الفقري، ربما تستدعي حالة المريض الجراحة إذا لزم الأمر.
- علاج الصداع الناتج عن الألم العصبي القذالي: يمكن علاجه من خلال مزيج من العلاج الحراري والأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات، العلاج الطبيعي، التدليك، الأدوية المرخية للعضلات الموصوفة طبيًا، يمكن أن يلجأ الطبيب إلى حقن الستيرويد أو حقن مخدر موضعي في منطقة معينة بالجسم في الحالات الشديدة حتى يشعر المريض بالراحة الفورية. يمكن أن يستمر علاج هذه الحالة حوالي 12 أسبوع، وفي حالات نادرة، يمكن أن يحتاج المريض إلى الخضوع لعملية جراحية لتقليل الضغط على الأعصاب أو منع وصول إشارات الألم إلى هذا الجزء من الجسم.
- علاج ألم الرأس الناتج عن الصداع النصفي: يمكن أن يصف الطبيب دواءً وقائيًا، مثل حاصرات بيتا، بالإضافة إلى مسكنات الألم الفورية. توجد أدوية لا تستلزم وصفة طبية (مثل Excedrin Migraine) للصداع النصفي خصيصًا، إلا أنها تعمل بشكل أفضل في الحالات الخفيفة وليست الشديدة، يمكن أن يساعدك الطبيب أيضًا في اكتشاب أسباب الصداع النصفي، حتى تتمكن من تجنب المحفزات التي تؤدي إلى حدوث النوبات، ويمكن أن يصف الطبيب مضادات الصداع النصفي المعروفة باسم (triptans)، بشكل عام يُنصح بالإسراع في علاج الصداع النصفي لأن ذلك يجعل العلاج أكثر فعالية.
- علاج ألم الرأس الناتج عن الصداع العنقودي: لا يوجد علاج نهائي له بل يمكن تقليل فترة الصداع وتخفيف شدة النوبات ومنع حدوث المزيد منها من خلال بعض الإجراءات العلاجية، مثل: دواء (triptans) المستخدم لعلاج الصداع النصفي ويمكنه حقنه لتسكين الألم بشكل أسرع، حقن (octreotide)، التخدير الموضعي.
- علاج الألم الناتج عن الصداع الارتدادي: الإفراط في تناول مسكنات الألم من أهم أسباب ألم الرأس من الخلف ؛لأنه يؤدي إلى حالة تُعرف باسم الصداع الارتدادي كما سبق أن أوضحنا، لذلك العلاج الأمثل في هذه الحالة هو التقليل التدريجي أو التوقف عن تناول مسكنات الألم تمامًا، يجب الوضع في الاعتبار أن الصداع سيصبح أسوأ في البداية لكن سيتحسن سريعًا بمرور الوقت، يجب مراجعة الطبيب في الحالات الشديدة؛ لأن المريض قد يحتاج أحيانًا إلى علاج طبيعي أو سلوكي للتغلب على الاستخدام الدائم لمسكنات الألم. يجب تخفيض جرعة بعض الأدوية المسكنة للألم (مثل المواد الأفيونية) بشكل تدريجي؛ لأن التوقف المفاجىء عنها يمكن أن يشكل خطورة على المريض.
- علاج الصداع الناتج عن ممارسة الرياضة: يتمثل العلاج في هذه الحالة في تناول مسكنات الألم المعروفة مثل الأسبرين أو الأسيتامينوفين، مع ضرورة الالتزام ببعض النصائح الوقائية، مثل: تجنب التمارين الشاقة، الاحماء بشكل صحيح، تناول السوائل بكمية كافية، تناول الأطعمة الصحية، الحصول على قسط كافي من النوم.
وهكذا نكون تعرفنا على أهم أسباب ألم الرأس من الخلف ، لذلك يجب عليك تجنب أي عادات سيئة يمكن أن تؤدي إلى شعورك بهذا الألم قدر الإمكان، على رأسها الجلوس بطريقة خاطئة كما سبق أن أوضحنا.