ما حكم الذهاب للسحره والمشعوذين مع الاستدلال

ما حكم الذهاب للسحره والمشعوذين مع الاستدلال ؟ من الأحكام الشرعية الهامة لما أصبح عند المسلمين من تساهل في الذهاب إلى السحرة والمشعوذين، وانتشار هذه الآفة في المجتمعات المسلمة، وفي هذا المقال سنبين مفهوم السحر، وماحكم الذهاب للسحره والمشعوذين مع الاستدلال على ذلك، وسنوضح السبل التي يحمي المسلم بها نفسه من السحر، ويساعدنا موقع مقالاتي على معرفة الأحكام الشرعية.

مفهوم السحر

السحر لغة: ما خفي ولطف سببه، وقد سمي أخر الليل بالسحر، لأن الأفعال التي تحدث فيه تكون خفية، وكذلك سمي السحور بهذا الاسم لأن الأكل يكون أخر الليل، ولهذا كل ما هو خفي يطلق عليه سحرًا،[1] وأما بالاصطلاح الشرعي: فهو المخادعة والتخييل أو عزائم ورقى وعقد تؤثر في الأبدان والقلوب، فيمرض، ويقتل، ويفرق بين المرء وزوجه،[2] قال -تعالى- في كتابه العزيز:”وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ”.[3]

ما حكم الذهاب للسحره والمشعوذين مع الاستدلال

إن حكم الذهاب للسحره والمشعوذين يختلف باختلاف سبب الذهاب إليهم، والتفصيل كما يلي:[4]

• التحريم: وهو عندما يذهب المسلم ويسأل الساحر أو المشعوذ لطلب المساعدة منه، مع عدم تصديقه لما يقول، لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:”من أتى عرَّافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً”،[5] فلا تقبل الصلاة لمن فعل هذ الفعل مدة أربعين يوم.
• الكفر: وهو ذهاب المسلم إلى الكاهن أو الساحر أو المشوذ مع تصديقه لما يقول، وبهذا يكون قد خرج من الملة، لقوله -تعالى-:”من أتى عرافًا أو كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد”.[6]
• الإباحة: وهو أن يسأل الكاهن أو الساحر لكي يختبر صدقه وكذبه، لا من أجل أن يصدقه أو أن يأخذ برأيه، وقد سأل النبي-عليه السلام- ابن الصياد عن الذي خبأه، فلم يعلم ابن الصياد ماذا خبأ النبي، فأظهر كذبه وخداعه.
• الوجوب أو الاستحباب: وهو أن يذهب للمشعوذين لكي يفضح كذبهم للناس، وقد يكون ذهابه مندوب اذا وجد غيره، وقد يكون واجبًا إذا لم يوجد غيره والناس بدأت في تصديق الكهنة.

كيف يحمي الانسان نفسه من السحر

شرع الله -سبحانه وتعالى- طرقًا لحماية عباده من السحره والكهنة، وهي كما يلي:[7]

• التوكل على الله تعالى: فمن يتوكل على الحي الذي لا يموت فهو في مأمن من السحرة والكهنة، وعلى المسلم أن يسأل الله العافية في الدنيا، والاخرة، وأن يبتعد عن الهواجس والاوهام والظنون.
• صلاة الفجرة في جماعة: فمن صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله وحفظه، والحرص على المواظبة على أداء النّوافل، والفرائض.
• التعوذ بالله والاستعانة به: كقول باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، ثلاث مرات، في الصباح والمساء.
• قراءة المعوذتان وسورة الاخلاص: فقراءة سورة الفلق والناس والاخلاص من أسباب حماية وتحصين العبد لنفسه فيقرأها صباحًا ومساءًا ثلاث مرات.
• قراءة آية الكرسي: فيقرأها المسلم عند الاستيقاظ من النوم، وبعد كل صلاة، وعند خلوده للنوم.
• اكل سبع تمرات عجوة: فيأكلها من أراد التحصن واتباع سنة النبي -عليه السلام- صباحًا على الريق، وقد روى البخاري في صحيحه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “مَن تَصَبَّحَ كُلَّ يَومٍ سَبْعَ تَمَراتٍ عَجْوَةً، لَمْ يَضُرَّهُ في ذلكَ اليَومِ سُمٌّ ولا سِحْرٌ”.[8]

ولمعرفة دعاء البلاء والتخلص من الكرب وأدعية ترفع البلاء وتحجبه عن الإنسان شاهد أيضًا: دعاء البلاء والتخلص من الكرب وأدعية ترفع البلاء وتحجبه عن الإنسان

وبهذا نكون قد علمنا ما حكم الذهاب للسحره والمشعوذين مع الاستدلال، فالذهاب للكهنة والسحرة إذا لم يكن من سبيل ردعهم وبيان كذبهم فهو محرم ولا تقبل صلاة المرء أربعين يومًا، وأما من ذهب اليهم مع تصديقهم، فهو كافر مرتد.