هل يجوز اخراج زكاة الفطر خارج بلد الاقامة

هل يجوز اخراج زكاة الفطر خارج بلد الاقامة؟ من الأسئلة الهامة التي تعني المسلم، فقد فرض الله -سبحانه وتعالى- زكاة الفطر على المسلمين، وسنبين في هذا المقال مشروعية زكاة الفطر، وهل يجوز إخراج زكاة الفطر في غير بلد الإقامة، كما سنبين أصنافها ووقت وجوبها، وسنوضح هل يجوز إخراج زكاة الفطر نقودًا، ويساعدنا موقع مقالاتي على معرفة حكم إخراج زكاة الفطر خارج بلد الإقامة وكافة التفاصيل المتعلقة.

مشروعية زكاة الفطر والحكمة منها

أجمع أهل العلم على مشروعية زكاة الفطر، ووجوبها لِحَديث ابن عمر – رضي الله عنهما – “فرَض رسولُ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – زكاة الفطر”؛[1] وزكاة الفطر تجب على جميع المسلمين من الصغار والكبار، والرجال والنساء، والأحرار والعبد، ولا تجب على الجنين في بطن أمه، إلا إذا تطوع أهله فلا حرج في ذلك، وكان أمير المؤمنين عثمان – رضي الله عنه- يخرج زكاة الفطر عن الجنين، فيجب للمسلم أن يخرجها عن نفسه، وكذلك لمن يطلب منه إعالة من زوجته وأقاربه، والحكمة من زكاة الفطر الإحسان إلى الفقراء، وعفهم عن السؤال في أيام العيد؛ ليشاركوا الأغنياء  فرَحِهم وسرورهم به ويكون عيدًا للجميع، وفيه تطهير الصائم مما يحدث منه في رمضان من اللغو والإثم، وفيه إظهار شكر نعمة الله بإتمام صوم رمضان، وعمل الأعمال الصالحة فيه.[2]

شاهد أيضًا: الحكمة من مشروعية الزكاة

هل يجوز اخراج زكاة الفطر خارج بلد الاقامة

يجوز إخراج زكاة الفطر خارج بلد الإقامة، حيث ينبغي أن تُدفَع زكاة الفطر لمستحقِّيها فقط من الفقراء والمساكين؛ لحديث ابن عباس – رضي الله عنهما -: “فرَض رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – زكاة الفِطْر طُهْرةً للصائم من اللَّغو والرفث، وطُعْمةً للمساكين”،[1] والأصل في الزكاة أنها تنفق على فقراء البلد التي صام بها المقيم، لأنها مواساة لأهل البلد التي هو فيها، وإن دعت حاجة إلى نقلها، كأن يكون فقراء البلد التي ينقلها إليه أشد حاجة، أو أقرباء للمزكي بجانب أنهم فقراء، أو نحو ذلك: جاز النقل.[3]

وقت زكاة الفطر

تجب زكاة الفطر عند غروب الشمس ليلة العيد، لأن هذه هي الفترة التي يكون فيها الفطر من رمضان، ولها وقتان للإخراج وقت الفضيلة ووقت الإباحة، وهما على التفصيل التالي:[2]

• وقت الفضيلة: وهو إخراجها قبل صلاة العيد صباحًا.
• وقت الإباحة: هو إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين، ولا يجوز تأخيرها عن صلاة العيد، ومن أخرجها بعد الصلاة فتعتبر صدقة، لقول نبي الله -صلى الله عليه وسلم: “من أدَّاها قبل الصَّلاةِ فهي زكاةٌ مقبولةٌ، ومن أدَّاها بعد الصَّلاةِ فهي صدقةٌ من الصَّدقاتِ”.[1]

شاهد أيضًا: مقدار الزكاة الواجبة فيما سقي بمؤونة وكلفة هو

أصناف زكاة الفطر ومقدارها

إن الأصناف التي تخرج لزكاة الفطر هي: صاع من الشعير، أو صاع من التمر، أو صاع من الزبيب، أو صاع من الأقط، أو صاع من السلت؛ لحديث أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه -: “كُنَّا نُخْرِج زكاة الفطر صاعًا من طعام، أو صاعًا من شعير، أو صاعًا من تمر، أو صاعًا من أقط، أو صاعًا من زبيب”،[4] فالواجب إخراج قوت أهل البلد من الأصناف السابقة، والصاع يعادل كيلوين ونصف أي 2500 غرام، ولا يُجْزئ إخراج قيمة الطعام، لأنه مخالف لفعل نبي الأمة، وفعل الصحابة رضوان الله عليهم، ولأن زكاة الفطر عبادة تفرض على جنس معين، فلا يجزئ إخراجها من غير هذا الجنس المحدد، كما لا يجزئ إخراجها في غير الوقت المحدد لها. [2]

وبهذا نكون قد أجبنا على سؤال هل يجوز اخراج زكاة الفطر خارج بلد الاقامة، فالأصل في الزكاة أنها تنفق على فقراء البلد التي صام بها المقيم، وإن دعت حاجة إلى نقلها، كأن يكون فقراء البلد التي ينقلها إليه أشد حاجة، جاز له نقلها.