كيفية معرفة اتجاه القبلة بدون بوصلة

كيفية معرفة اتجاه القبلة بدون بوصلة من الأمور الهامة جدًا للمسلمين، خاصة أن استقبال القبلة شرط لصحة الصلاة، وقد يضطر المسلم للاجتهاد لمعرفة اتجاه القبلة، وفي هذا المقال سنوضح كيفية معرفة اتجاه القبلة بدون بوصلة، كما سنبين تعريف القبلة للمسلمين وتاريخها، وسنوضح متى يسقط عن المسلمين شرط استقبال القبلة، ويساعدنا موقع مقالاتي على معرفة المعلومات والأحكام الشرعية الهامة التي تنفع المسلمين.

القبلة

فتعريف القبلة في المعنى الاصطلاحي: الوجهة التي يتجه إليها المصلي عند الصلاة وهي الكعبة المشرفة في مكة المكرمة، والذي بنى الكعبة المشرفة هو نبي الله إبراهيم عليه السلام، وكانت قبلة المسلمين قبل الكعبة المسجد الأقصى، وقد حدث تحويل الكعبة في السنة الثانية للهجرة، قال تعالى:”قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ”،[1] فكانت قِبلة المسلمين منذ البعثة النبوية الشريفة هي بيت المقدس واستمر توجه المسلمين إلى بيت المقدس ستة عشر شهرًا أو سبعة عشر شهرًا، وكانت اليهود تتوجَّه إلى بيت المقدس في عبادتها، ولهذا كان سبب تحول القبلة إلى مكة المكرمة.[2]

اقرأ أيضًا: اتجاه القبلة من موقعي الحالي الآن

كيفية معرفة اتجاه القبلة بدون بوصلة

إن من شروط صحة الصلاة استقبال القبلة، ولا تصح الصلاة إلا به، ومن كان مشاهدًا لعين الكعبة كأهل مكة المكرمة، ففرض عليهم أن يتوجهوا لإصابة عين الكعبة يقينًا، وأما غير المشاهد للكعبة في مختلف بلاد العالم، ففرضٌ عليه أن يتوجه لإصابة جهة الكعبة؛ لقوله الرسول -صلى الله عليه وسلم-: “ما بين المشرق والمغرب قبلة”،[3] وهناك طرق متعددة لمعرفة اتجاه الكعبة بدون استخدام البوصلة، عن طريق منازل ومطالع الشمس والقمر، وعن طريق محاريب المسلمين، والنجوم، والانهار والجبال، وفيما يلي تفصيل هذه الطرق:[4]

شاهد أيضًا: كيفية قراءة التشهد في الصلاة

الشمس والقمر

يمكن الاستدلال على اتجاه القبلة من الشمس والقمر بطريقتين وهما:[5]

• منازل الشمس والقمر: وللقمر والشمس ثمانية وعشرون منزلا منها أربعة عشر “شامیة”، والأربعة عشر الأخرى: “يمانية”، والشمس تنزل كل ثلاثة عشر يومًا في منزل، وأما القمر فكل ليلية ينزل في منزل ثم ينتقل في الليلة التالية إلى المنزل الذي يليه، ومثال ذلك: من كان في بلاد الشام واراد معرفة اتجاه القبلة، وشاهد “منزلًا يمانيًا” فعليه أن يجعل نفسه امام هذا المنزل من جهة كتفه الأيسر ويكون هذا هو اتجاه القبلة بالنسبة له، وإذا شاهد “منزلاً شاميًا” فعليه أن يجعله خلف كتفه الأيسر.
•  مطالع الشمس والقمر: 

• إن الشمس تطلع من المشرق وتغرب من المغرب، وتختلف مطالعها ومغاربها على حسب اختلاف منازلها، فمثلاً: إذا أراد شخص من بلاد الشام الصلاة في فصل الشتاء فعليه أن يعلم أن الشمس تكون في حال توسط للقبلة، وأما إذا كان في فصل الصيف فتكون الشمس محاذية للقبلة.
• وأيضًا تختلف مطالع القمر باختلاف منازله فالقمر يبدو أول ليلة من الشهر هلالا في وقت المغرب ويكون القمر في هذه الفترة على يمين المصلي في بلاد الشام، ثم يتأخر كل ليلة نحو المشرق منزلا، حتى يكون ليلة السابع وقت المغرب في قبلة المصلي بالشام أو مائلا عنها قليلا، ثم يطلع ليلة الرابع عشر من المشرق قبل غروب الشمس بدرة تامة، وليلة إحدى وعشرين يكون في قبلة المصلي “بالشام” وقت الفجر.

النجوم

إن أقوى الدلائل لمعرفة اتجاه القبلة بدون بوصلة هو نجم القطب الشمالي، وذلك لسهولة تميزه ولأنه يبقى ثابت في مكانه فلا يزول وهو نجم صغير من بنات نعش الصغرى، بين الفرقدين والجدي، ففي الشام يكون هذا النجم وراء المصلي، أما في مصر فيكون هذا النجم خلف أذن المصلي اليسرى، وفي العراق يكون خلف أذن المصلي اليمنى،
وفي أكثر اليمن يكون قبالته مما يلي جانبه الأيسر.[4]

ولمعرفة دعاء استفتاح الصلاة شاهد أيضًا: دعاء استفتاح الصلاة

الأنهار والجبال

وكذلك يمكن الاستدلال على القبلة بدون بوصله من خلال الأنهار والجبال، فالأنهار الكبيرة بأصل خلقتها تجري في مهب الشمال ويكون جريانها بالنسبة للمصلى من يمينه إلى يساره مع انحرافه قليلاً، وهذا يشمل جميع الأنهار الكبيرة عدا نهران وهما: نهر بخراسان ونهر بالشام، فإن اتجاههم يكون عكس بقية الأنهار، ولهذا سمي النهر الذي في خرسان بالمقلوب، والنهر الذي في الشام بالعاصي، وأما الاستدلال بالجبال فإن لكل جبل وجه متوجه إلى القبلة يعرفه أهل المكان ومن مر به من المسافرين.[6]

المحراب

ويقصد هنا محاريب المسلمين لأنها تبنى في الغالب في اتجاه القبلة، فلا ينبغي التشكيك في صحة اتجاهها، فمن جهل اتجاه القبلة ووجد مسجدًا، فعليه الاعتماد على محرابه في تحديد جهة القبلة، ولا يجوز الاستدلال بغير محاريب المسلمين.[4]