جدول المحتويات
من صفات المنافقين التي تم ذكرها في القرآن الكريم والتي حذر منها الرسول صلى الله عليه وسلم، والنفاق هو أحد علامات الكفار وقد تكلم عنها الرسول وقال: (آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ)، ولقد نهانا الله سبحانه وتعالى عن النفاق لأنه من أكثر الصفات المذمومة التي يحملها الأنسان.
من صفات المنافقين
وصف القرآن الكريم المنافقين بعدة صفات مختلفة، بالإضافة إلى كونها صفات مكروهة غير مستحب التمثل بها، وصفات المنافقين هي:
- مخالفة كلام الله: لا يهتم المنافق بأوامر الله فلا يبتعد عن المحرمات ولا يقترب من محاسن الأعمال، فهو يعمل وفق اعتقاداته الشخصية التي تبتعد عن الدين، وقد قال الله سبحانه وتعالى عن المنافقين: (فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ).
- الرياء: يدعي المنافق الإيمان والطاعة وهو بداخله الفجور والعصيان، فهو يتعبد في العلن ويعصى الله في الخفاء، قال الله تعالى: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا).
- التربص المؤمنين: يتربص المنافق بالمؤمن وينتظر له الوقوع في الخطأ، وإذا انتصر المؤمن على عدوه قال له أنا معك، وإذا انتصر العدو على المؤمن قال له أنا معك، يقول الله تعالى: (الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا).
- البعد عن أحكام القرآن الكريم: كل ما يشغل فكر المنافق في الدنيا هو اللهو والمتعة والمال، وينسى ما جاء به القرآن الكريم والوعد بالجنة، فهو لا يتبع أي حكم من أحكام الله فلا يبتعد عن المنكرات، ولا يمكر السيئات قال الله تعالى: (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ).
- الحيرة والتردد: من أهم آيات المنافق التردد، يوم يكون صالح ويوم يكون فاسد، يوم في المسجد ويوم في الملهى، يوم يحارب عدو الله ويوم يتحد مع عدو الله، قال الله تعالى: (مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا).
شاهد أيضًا: لماذا يكره الناس المنافق ؟
صفات المنافق في القرآن الكريم
تكلم القرآن الكريم عن صفات المنافق في العديد من الآيات، ولقد نبهنا القرآن لتلك الصفات لنفرق بين المنافق والمؤمن، وصفات المنافق هي:
- التجمل بالحديث: إن أكثر ما يعرف به المنافق هو طيب الكلام والحديث اللطيف وهو بداخله يكن لك كل أشكال الحقد والبغضاء، قال الله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ).
- كثرة الحلفان: يبدأ المنافق كلامه بذكر الله والقسم به بالرغم من أنه يكذب وذلك لأنه يشعر بداخله أن من حوله لا يصدق بسبب نفاقه، قال الله تعالى: (اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ).
- إفساد العلاقات: يفسد المنافق أي علاقة يراها فهو يفسد ما بين الزوج وزوجته، ويفسد ما بين الصديق وصديقه، ويفسد ما بين الأخوة فهو يكره أن يرى أحد أفضل منه، قال الله تعالى: (وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ).
- المظهر الإيمانية: يعرف المنافق بمظهره هو يلبس مثلما يلبس المؤمن، ويتكلم مثلما يتكلم المؤمن ولكنه بداخله كل ما يخالف كلام الله، قال الله تعالى: (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ).
- يكره الخير للمؤمن: إذا رأي المنافق شخص مؤمن قد ميزه الله، أو قد أعطى له خير في الدنيا أصابه الهم والغم وتمنى أن تزول تلك النعمة من المؤمن، وينتظر أن يقع المؤمن في الخطأ ليشمت به.
- الكفر بعد الإيمان: إن المنافق يرى أوامر الله ثقيلة فهو لا يستطيع أن يستمر في فعل العبادات لوقت طويل، فهو يكفر ثم يؤمن ثم يعود للكفر، قال الله تعالى: (ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطُبعَ على قلوبهم فهم لا يفقهون).
شاهد أيضًا: كم عدد صفات المؤمنين وما هي اركان الايمان بالتفصيل
صفات المنافقين في السنة النبوية
تكلم الرسول صلى الله عليه وسلم عن النفاق والمنافقين وقد وصفهم بعدة صفات يعرفون من خلالها، وصفاتهم هي:
- الكذب: حذر رسول الله من الكذب فهو يؤدي إلى النار، وكل منافق كذاب بالرغم من أنه يحلف على كذبه ويصدقه الناس، قال الله تعالى: (وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ).
- إخلاف الوعود: يتشكل إخلاف الوعد بعدة أشكال، فهناك منافق يوعد وفي قلبه أن لا يفي بهذا الوعد، وهناك منافق يوعد ثم لا يفي بوعده بدون أي عذر، وهناك منافق يوعد وهو يعلم بداخله أنه لا يستطيع أن يفي بوعده ومع ذلك لا يخبر من وعده.
- خيانة الأمانة: إن المنافق يؤتمن على عدة أشياء ولا يأمنها بالرغم من قدرته على حفظ الأمانة، وقد تتعدد شكل الأمانة التي يخل بها المنافق مثل الأسرار، أو الفضائح، أو الأموال، أو العرض، قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا).
- الفجور في الخصام: عندما يختصم المنافق مع صديق أو أخ له فهو يذمه، ويذكر ما فيه من عيوب، ويفضح منه ما ستر الله عنه، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (أَرْبَعٌ مَن كُنَّ فيه كانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، ومَن كَانَتْ فيه خَصْلَةٌ منهنَّ كَانَتْ فيه خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حتَّى يَدَعَهَا: إذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وإذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وإذَا خَاصَمَ فَجَرَ).
- التبعية وانعدام التفكير: يتبع المنافق ما يهوى فهو لا يفكر ولا يتدبر بل يتبع ما يرى، فهو يعرف الحق من الباطل ولكنه لا يتدبر الحق فيتبع الباطل، قال الله تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ ۗ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَٰكِن لَّا يَعْلَمُونَ).
شاهد أيضًا: فوائد الاكثار من قول حسبي الله ونعم الوكيل
أنواع النفاق
يتشكل النفاق في شكلين يختلف كلًا منهما عن الأخر، وهما:
- النفاق الاعتقادي ( النفاق الأكبر): يختص هذا النفاق بأصول الدين وأحكام القرآن الكريم، واتباع السنة النبوية، فيكون فيه المنافق يتظاهر بأنه مؤمن ويتبع ما أمر به الله، وهو في قلبه عكس ذلك ويملأه الكفر، ولقد حكم الله على هذا النوع من المنافقين بالدرك الأسفل من النار، وإخراجهم من الملة، وهذا النوع من النفاق لا يصدر عن أي شخص مؤمن بالله، قال الله تعالى: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا).
- النفاق العملي (النفاق الأصغر): ويكون هذا النوع في أمور الدنيا وفروع الدين لا في أصل العقيدة، فهو يظهر بكونه شخص صالح، وهو في الحقيقة فاسد، ويظهر كأنه صادق وهو كاذب، ولكنه لا يخرج صاحبه من الملة، وقد حكم الله على هذا النوع من النفاق بالخلود في النار، وهذا النوع قد يصدر عن شخص مؤمن، فالنفاق في هذه الحالة يكون نفاق خصال، والإيمان يكون إيمان خصال والذي يزيد عن الآخر يغلب على قلب الشخص.
هكذا نكون تعرفنا على من صفات المنافقين التي نهانا عنها الله سبحانه وتعالى، وصفات المنافقين التي جاءت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وأنواع النفاق الذي يتحدث عنه رسول الله، والفرق بين أنواع النفاق.